تظاهرات مزمعة للإطار.. “التيار” يسخر منها ومراقب يحدد رسائلها

تعود التظاهرات السياسية إلى الواجهة من جديد، عبر الدعوة لخروج جماهير الإطار التنسيقي بتظاهرة هدفها…

تعود التظاهرات السياسية إلى الواجهة من جديد، عبر الدعوة لخروج جماهير الإطار التنسيقي بتظاهرة هدفها الضغط لتشكيل حكومة جديدة، و”إنجاز الحقوق”، لكن التيار الصدري وصف هذه التظاهرة بـ”التهكمية” لأن البرلمان بيد الإطار نفسه، مستبعدا في الوقت ذاته العودة للعملية السياسة في هذا الظرف، نظرا لصعوبة تحقيق شروطه، فيما رأى محلل سياسي أن هذه التظاهرات تأتي ردا على تظاهرات التيار ضد قناة تلفزيونة تابعة للإطار.

ويقول المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي، عباس العرداوي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “التظاهرات المزمع انطلاقها هي جزء من حراك شعبي داعم للإطار من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة”.

ويشير العرداوي، إلى أن “هناك مطالب ملحة وعددا من النواب تحدثوا بها تتعلق بإنجاز تشكيل الحكومة، والجمهور يطالب بإنجاز هذه المهمة، ولاسيما بعد التوافق على محمد شياع السوداني مرشحا لرئاسة الوزراء عن تحالف إدارة الدولة”.

ويتابع أن “الإطار شكل أكثر من لجنة تفاوضية إضافة إلى عقد جلستي حوار مع الحديث عن إيفاد شخصيات إلى الصدر، ولعل مؤشرات تغريدة الصدر أمس تشير إلى حالة من الحوار وتشكيل حكومة بمشاركة فاعلة”.

وكانت اللجنة التحضيرية للحراك الجماهيري، المرتبطة بالإطار التنسيقي، أعلنت عن بدء الاستعدادات لتظاهرات شعبية “عارمة” للضغط على الأطراف السياسية للإسراع بإنهاء الأزمة الحالية وتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات تعمل على إنهاء الفوضى والانفلات الأمني وإنجاز موازنة العام المقبل.

وشهدت الفترة الماضية، تظاهرات عديدة، سواء من قبل جماهير الإطار التنسيقي أو التيار الصدري، وكل من الطرفين كان يصعد على حدة، ويوجه بخروج تظاهرة ضد تظاهرة الطرف الآخر.

وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، خلال إحاطتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة الوضع في العراق، أمس الأول، إن الخلاف والتفرد بالسلطة ساد في العراق وحملة السلاح زادت حماستهم، وأن أصغر شرارة تكفي لإيصال العراق إلى الكارثة.

كما أشارت بلاسخارت، إلى أنه “لا أستطيع تأكيد قدرة بعثتنا على المساعدة في انتخابات جديدة، فالانتخابات الجديدة يجب أن تسبقها ضمانات دعم من المجتمع الدولي”، فيما بينت أن “الطبقة السياسية في العراق غير قادرة على حسم الأزمة، ولا شيء يبرر العنف وينبغي الركون للحوار، وندعم الحوار الوطني برعاية رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، ويجب مشاركة جميع الأطراف في الحوار”.

من جهة أخرى، يفيد قيادي في التيار الصدري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “هذه التظاهرات تعد تهكمية، لأنهم كانوا سابقا يعتبرون الصدر هو العائق أمام تشكيل الحكومة، أما الآن فقد منحهم 73 مقعدا ووصلت مقاعدهم إلى نحو 190 مقعدا، فما الداعي للتظاهرات، إذ لا يوجد منافس سياسي ولا برلماني يعيقهم”.

ويضيف القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “ما نفهمه من تظاهرتهم هو أنهم عاجزون عن تشكيل الحكومة حتى مع امتلاكهم الأغلبية البرلمانية”، مشيرا إلى أن “بلاسخارت لم تتطرق في إحاطتها إلى ائتلاف إدارة الدولة وجلسة البرلمان، وذكرت أن الاتفاقات ناقصة وبحاجة إلى حوار يقوده الكاظمي، ما يعني أن وضعهم السياسي مرتبك جدا، لذلك يريدون اللجوء إلى الشارع”.

ويلفت إلى أن “الصدر كرر في تغريدته أمس موافقته على الحوار شريطة أن يكون علنيا، ومن ثم تشكيل حكومة من شخصيات غير تابعة لأحزابهم، وعدم مشاركة تلك الأحزاب في الانتخابات المقبلة، والإطار التنسيقي لن يوافق بالطبع على شروط الصدر، فهم ما زالوا حتى الآن يؤسسون ميليشيات لحماية أحزابهم ومصالحهم”.

وعقب إحاطة بلاسخارت، أصدر الصدر بيانا أعلن فيه “إننا نوافق على الحوار إذا كان علنيا ومن أجل إبعاد كل المشاركين في العمليات السياسية والانتخابية السابقة ومحاسبة الفاسدين تحت غطاء قضاء نزيه، كما نتطلع لمساعدة الأمم المتحدة بهذا الشأن: أعني الإصلاح ولو تدريجيا”.

يشار إلى أن الأسبوع الماضي، شهد توترا كبيرا خلال عقد مجلس النواب جلسته للتصويت على استقالة رئيسه وانتخاب نائب الرئيس، والتي انتهت برفض استقالة محمد الحلبوسي وانتخاب محسن المندولاي نائبا له، حيث خرج أنصار التيار الصدري بتظاهرات في ساحة التحرير رفضا لعقد الجلسة.

ويصر الإطار التنسيقي، على أن مرشحه الوحيد لرئاسة الحكومة هو محمد شياع السوداني، وجدد تأكيده على ذلك في أكثر من بيان رسمي، ولاسيما أن السوداني كان قد زار مجلس النواب الشهر الماضي، وعقد اجتماعا مع عدد من النواب وناقش معهم برنامجه الحكومي.

إلى ذلك، يرى المحلل السياسي صلاح الموسوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذه التظاهرات يراد منها إرسال رسائل عدة، من بينها رسائل إلى التيار الصدري بعد الأحداث الأخيرة ومهاجمة قناة الرابعة التابعة لشخصية مرتبطة بالإطار، من قبل مجموعة من أنصار التيار”.

ويبين الموسوي، أن “الرسالة الأخرى يراد إرسالها إلى المجتمع الدولي بأن هناك جمهورا يدعم النظام السياسي القائم في العراق، وذلك بعد أن صرحت بلاسخارت بأن النظام القائم عدو للشعب ويعمل بالضد منه”.

ويتابع أن “مسألة عدم تفاوض الصدر مع الإطاريين ما زالت غير محسومة، فكل شيء ممكن في المحادثات التي تجرى خلف الكواليس، وقد يتفق الطرفان على الاشتراك في تشكيل الحكومة، ولكن يبقى الاحتمال الأكبر أن الصدر يرفض العودة إلى الوضع القديم”.

جدير بالذكر، أن قادة في التيار الصدري، أكدوا بشكل مستمر خلال أحاديثهم لـ”العالم الجديد”، أن التيار سيتجه للتصعيد وعود التظاهرات بشكل كبير، في حال أقدم الإطار التنسيقي على تمرير الحكومة الجديدة.

وشهد يوم أمس الأول، خروج أنصار التيار الصدري، بتظاهرات كبيرة أمام قناة الرابعة الفضائية المرتبطة بالإطار التنسيقي، وتمكنوا من اقتحامها والعبث بمحتوياتها، احتجاجا على ما عدوه إساءة للتيار من قبل إحدى مقدمات البرامج السياسية في القناة، حيث قالت إن “التيار الصدري باع سلاحه للقوات الأمريكية سابقا”.

إقرأ أيضا