أنباء عن “توافق” يجمع الثلثين بجلسة انتخاب الرئيس.. والصدريون يترقبون “تغريدة”

يترقب الصدريون تغريدة لزعيمهم مقتدى الصدر أو “وزيره”، قبل أن يقرروا ما سيفعلونه إزاء جلسة…

يترقب الصدريون تغريدة لزعيمهم مقتدى الصدر أو “وزيره”، قبل أن يقرروا ما سيفعلونه إزاء جلسة مجلس النواب المقررة غدا الخميس، والمخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، لكن محللين سياسيين، قللوا من أهمية أي خلاف بعد “أنباء” عن اتفاق سياسي بين جميع الأطراف خلال لقاء أربيل قبل يومين، الأمر الذي يُبقي الباب مفتوحا أمام جميع التكهنات خلال الـ24 ساعة المقبلة.

ويقول المحلل السياسي الكردي كوران قادر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “قناعتي الشخصية تذهب إلى أن تحديد موعد انتخاب رئيس الجمهورية غدا الخميس تم وفق اتفاق مسبق بين الكتل السياسية الموجودة في البرلمان، حيث أن هناك تصريحات من بعض النواب تفيد بأن الجلسة سيحضرها 250 نائبا أو أكثر، وهذا يعني أنه تم الاتفاق مسبقا على عقدها”.

ويبين قادر، أن “الإطار التنسيقي دخل في تحالف جديد هو تحالف إدارة الدولة، وهو يضم الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما أن الزيارة الأخيرة لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر والقيادي في الإطار فالح الفياض والمرشح لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني، إلى أربيل ولقائهم رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، والبيان الصادر عقب اللقاء والذي نص على قرب التوصل إلى حل للأزمة، كل ذلك يدل على وجود توافقات متينة”.

ويضيف أن “مؤشرات تصريحات القياديين في الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تشير إلى أن هناك اتفاقا ربما تم حسمه أو أنه سيحسم في الساعات الأخيرة لدخول جلسة الخميس بمرشح تسوية واحد”.

وكان الحلبوسي أعلن، أمس الثلاثاء، خلال ترؤسه جلسة مجلس النواب، أن جلسة غد الخميس ستكون مخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية.

يشار إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ما زالا يعلنان عدم توصلهما إلى اتفاق بشأن المرشح لرئاسة الجمهورية، ويبدي الديمقراطي تمسكه بمرشحه ريبر أحمد بينما يبدي الاتحاد تمسكه بمرشحه برهم صالح.

يذكر أن الحلبوسي والخنجر والفياض والسوداني وصلوا، أمس الأول الإثنين (10 تشرين الأول أكتوبر 2022)، إلى أربيل للقاء بارزاني في مقر إقامته، ليصدر بيان على هامش اللقاء أكد على “مناقشة المسيرة التفاوضية لعقد جلسة البرلمان المقبلة واختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الاتحادية، واتفاق المجتمعين على دراسة هذه القضايا الحساسة والوصول إلى حلول قبل عقد الجلسة المعنية”.

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية خالد عبد الإله خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “زيارة وفد ائتلاف إدارة الدولة إلى أربيل هي التي حفزت الحلبوسي على تحديد يوم الخميس موعدا لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، في ظل وجود تسريبات عن اتفاق الديمقراطي والاتحاد على الدفع بمرشح واحد متفق عليه في الجلسة المقررة”.

ويوضح عبد الإله، أن “الكرد يسعون إلى العودة لتحالفاتهم الأساسية والاستراتيجية مع الأخذ بنظر الاعتبار مسألة الاستحقاقات الانتخابية، كما أن الإطار التنسيقي مقتنع بضرورة التعامل مع الحزب الديمقراطي كمركز ثقل في إقليم كردستان وفي العملية السياسية عموما، وكل هذه العوامل ربما ساهمت في التوصل إلى اتفاق غير معلن بخصوص المرشح لرئاسة الجمهورية”.

يذكر أن الإطار التنسيقي عقد، مساء أمس الثلاثاء، اجتماعا في منزل رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي لمناقشة ملف رئاسة الجمهورية، دون الإعلان عن أية نتائج أو مخرجات تذكر.

وأعلنت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، أمس الثلاثاء، استبعاد 26 مرشحا لرئاسة الجمهورية، وعزته إلى أسباب تتنوع بين الانسحاب الشخصي أو عدم توفر الخبرة السياسية، أو عدم تأييد الحصول على شهادة جامعية، أو الشمول بإجراءات المساءلة والعدالة، أو عدم استيفاء شرط العمر، مؤكدة بقاء 33 مرشحا استوفوا شروط الترشح لتولي المنصب، وهم كل من: فيصل محسن عبود صياد الكلابي، عبد اللطيف محمد جمال رشيد الشيخ محمد، رزكار محمد أمين حمه سعيد رمضان، رعد خضير دفاك صايل الجنابي، خالد صديق عزيز محمد، أحمد موح عمران شبين الربيعي، شهاب أحمد عبد الله علي النعيمي، خديجة خدايخش أسد قلاوس، حيدر رشيد عبد الرزاق كعيد الطائي، كمال عزيز محمد رحيم قيتولي، حسين محسن علوان حسين الحسني، جمال كبسون حميد عباس، أحمد خليل خضير خليل كاخوري، إقبال عبد الله أمين حسن حيلاوي، برهم أحمد صالح أحمد، لؤي عبد الصاحب عبد الوهاب محمد، كاظم خضير عباس حسن داوغنة، جبار حسن جاسم عبود، ريبوار أورحمن وستاصالح عارف، ئوميد عبد السلام قادر طه بالاني، هادي عبد الحسين صدام محمد الفريجي، عمر صادق مصطفى مجيد العبدلي، حمزة بريسم ثجيل مصحب المعموري، ثائر غانم محمد علي العثمان، أحمد يحيى جاسم جويد الساعدي، ريبر أحمد خالد زبير بارزاني، حسين أحمد هاشم وداعة الصافي، ظافر عبد الأمير جبار عبود القريشي، أحمد ساجت هاشم حسن العامري، محمد عبيد جدوع عبد الله، علي عبد حمد داود الطائي، عمر أحمد كريم حسن برزنجي، فائزة جبار محمد باباخان.

وبالعودة إلى جلسة الخميس المقررة، يفيد قيادي بارز في التيار الصدري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “قيادة التيار تدرس حاليا الخطوات المقبلة لمنع تشكيل أي حكومة من قبل الإطار التنسيقي، وهناك قرار سوف يصدر عن القيادة عبر تغريدة لزعيم التيار مقتدى الصدر أو وزيره (صالح محمد العراقي) خلال الساعات المقبلة”.

ويضيف القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اتخذ قراره بشكل مسبق بعدم السماح للإطار التنسيقي في المضي بتشكيل الحكومة، وقد يكون ذلك من خلال تظاهرات تمنع عقد جلسة يوم (غد) الخميس، أو ربما سيكون من خلال التواصل مع حلفاء التيار لكسر نصاب عقد الجلسة، فالتواصل بين الأطراف الثلاثة ما زال مستمرا”.

ويتابع القيادي، أن “الإطار التنسيقي يعلم جيدا أن الصدريين لن يسمحوا بتشكيل أي حكومة يرأسها محمد شياع السوداني، وهم قدموا أسماء بديلة عنه للتيار الصدري خلال الأيام القليلة الماضية كحل للأزمة، لكن التيار رفض أي حوار معهم، وكان ضمن المرشحين الجدد محمد باقر الصدر وحميد الشطري وقاسم الأعرجي”.

وكان النائب السابق والقيادي في التيار الصدري غايب العميري كتب على فيسبوك أمس “لم ولن تشكل حكومة.. انتهى”.

ويعد الصدر وتياره من أشد المعارضين لسعي الإطار إلى تشكيل الحكومة، إذ سبق وأن عطل البرلمان عبر دفع أنصاره إلى الاعتصام حوله، إلى أن انتهى الأمر بتصعيد تحول سريعا إلى اشتباكات مسلحة داخل المنطقة الخضراء أواخر آب أغسطس الماضي، غير أن الصدر أمر أتباعه بانسحاب فوري من المنطقة الخضراء لتنتهي الاشتباكات بعد استمرارها نحو 24 ساعة.

إقرأ أيضا