كركوك دخلت القائمة.. ما جدوى إنشاء مطار في كل محافظة؟

أعاد افتتاح مطار كركوك الدولي، الحديث عن جدوى المطارات في المحافظات العراقية، لكن آراء المتخصصين…

أعاد افتتاح مطار كركوك الدولي، الحديث عن جدوى المطارات في المحافظات العراقية، لكن آراء المتخصصين تضاربت بهذا الشأن، ففيما وجدها بعضهم فاقدة للجدوى بسبب انعدام معيار المسافة بين مطارين، وجدها آخرون فرصة مشجعة لجذب المستثمرين.

ويقول الطيار المدني سعد الخفاجي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “التخطيط لإنشاء وتشغيل المطارات لا يجب أن يترك لإدارات المحافظات من دون تخطيط مركزي للحاجة الفعلية، وإلا سيمتلئ البلد بمطارات عديدة لا جدوى منها”.

ويبين الخفاجي، أن “المسافة بين مطار وآخر يجب أن لا تقل عن 200 إلى 300 كم”، مشددا على ضرورة “عدم إنشاء المطارات بناء على رغبات سياسية، فمثلا مطار كركوك لا يبعد عن مطار أربيل أكثر من 120 كم”.

وكان وزير النقل ممثل رئيس مجلس الوزراء ناصر الشبلي، افتتح يوم أمس الأحد مطار كركوك الدولي، وأكد أنه سيبدأ من يوم افتتاحه باستقبال الرحلات الجوية المقبلة إلى العراق.

يذكر أن هيئة الاستثمار أعلنت الشهر الماضي، أن مطار كربلاء الدولي سينفذ على أربع مراحل، الأولى 3 ملايين مسافر سنويا والثانية 6 ملايين مسافر والثالثة 12 مليون مسافر، والمرحلة الأخيرة 20 مليون مسافر، مبينة أن من المؤمل أن يفتتح أبوابه أمام المسافرين كمرحلة أولى في موعد أقصاه نهاية العام المقبل.

من جهته، يوضح الخبير الاقتصادي جليل اللامي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “لا توجد جدوى اقتصادية من إنشاء مطارات جديدة في العراق، حيث تسعى معظم المحافظات العراقية إلى إنشاء مطارات مدنية خاصة بها، ما يثير التساؤل عما إذا كانت هناك حاجة فعلية لهذا العدد من المطارات، فالعراق لا يحتاج مطارا في كل محافظة، خصوصا إذا كانت الجدوى الاقتصادية غائبة عن الموضوع”.

ويشير اللامي، إلى أن “من المفترض أن لا يتم إنشاء مطار يبعد 200 كم فقط عن أقرب مطار منه، ولكن ما يحدث هو أن الحكومات المحلية في المحافظات تتخذ قرارات إنشاء المطارات من دون تخطيط علمي دقيق”.

ويضيف أن “الحركة السياحية والاستثمارية في العراق لا تسمح بكثرة المطارات، إذ أن هناك خمسة مطارات دولية في العراق هي بغداد والنجف وأربيل والسليمانية والبصرة، ولكن نجد أن ذي قار وكركوك والأنبار وميسان وواسط اتجهت إلى الإعلان عن مشاريع إنشاء مطارات جديدة، وهذه كلها مصاريف غير مجدية”.

جدير بالذكر، أن العراق يمتلك خمسة مطارات دولية، هي بغداد والنجف وأربيل والسليمانية والبصرة، لكن محافظات ذي قار وكركوك والأنبار وميسان اتجهت إلى الإعلان عن مشاريع إنشاء مطارات جديدة، بعضها تمت الاستفادة فيها من مطارات عسكرية سابقة لتطويرها إلى مدنية.

وكان وزير النقل الأسبق كاظم فنجان الحمامي افتتح، في 10 آذار مارس 2017، مطار الناصرية الدولي وهبطت أول طائرة فيه، لكنه ما زال محليا فقط ويشهد تعثرا في الرحلات بسبب ضعف إمكانياته، بينما انتهت أعمال إنشاء مطار كركوك الدولي في شباط فبراير2021 ضمن خطة تشييد مطارات جديدة في البلاد، إلا أن المطار الذي يستهدف نقل نحو ثلاثة ملايين مسافر سنويا لم يعمل لغاية الآن، بسبب مشاكل فنية متعلقة بطلبات من سلطة الطيران المدني للشركة المستثمرة لإتمامها قبل السماح بعمل المطار كونها ملاحظات مهمة تتعلق بسلامة الرحلات.

وفي الأنبار تم وضع التصاميم الأساسية بالتعاون مع شركة تركية متخصصة في المطارات، واختيار موقع خارج مدينة الرمادي مركز المحافظة، بينما لم تكشف حكومة ميسان بعد عن التفاصيل المتعلقة بالمطار المقرر إنجازه في المحافظة.

إلى ذلك، يرى المحلل الاقتصادي ناصر الكناني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أهمية المطارات هي أنها تربط بين المحافظات، فمثلا مطار كركوك الجديد سوف يربط المحافظة مع ديالى وصلاح الدين، وعند وجود زخم على مطار السليمانية أو أربيل يتم التحويل إلى كركوك، وفي ذلك أهمية لجذب المستثمرين”.

ويلفت الكناني إلى أن “الجدوى الاقتصادية في تعدد المطارات موجودة بالطبع، فهي لا تأتي من الطيران فقط، وإنما من جذب الاستثمارات، فأي تفعيل في جانب اقتصادي يشكل عملية جذب استثماري”.

وكانت وزارة النقل أعلنت، في كانون الثاني يناير 2018، أنها تسعى إلى إنشاء 8 مطارات جديدة عبر الاستثمار في ثماني مناطق هي ميسان والحبانية والكوت وديالى وبابل وصلاح الدين وكركوك والناصرية، على أن يستثنى مطار الموصل، الذي اعتبرت الوزارة تأسيسه من مسؤولية الدول المانحة لإعمار المدن المحررة من تنظيم “داعش”، لكن هذه المشاريع لم تر النور حتى الآن.

جدير بالذكر أن العراق يمتلك 32 طائرة مدنية تم شراؤها بعد عام 2003 من أنواع “بوينغ” و”إيرباص”، وتعمل في الرحلات الداخلية والخارجية، إضافة إلى شركات طيران خاصة تمتلك أسطولا يعمل في وجهات محددة وضمن نطاق ضيق داخل العراق وخارجه.

إقرأ أيضا