ناشطون يقرون بعدم جدوى التظاهرات.. ما خيارهم البديل؟

أقر ناشطون في حراك تشرين، بعدم جدوى التظاهرات المتكررة التي حصلت بعد الحراك الشهير أواخر…

أقر ناشطون في حراك تشرين، بعدم جدوى التظاهرات المتكررة التي حصلت بعد الحراك الشهير أواخر 2019، وذلك تعليقا على ضعف تظاهرات أمس الثلاثاء، التي تحيي ذكرى الموجة الثانية لانطلاق التظاهرات قبل 3 أعوام، لكنهم أجمعوا على أن التفكير في تغيير النظام السياسي يتطلب عصيانا مدنيا يشل كافة مفاصل الدولة، وإيصال الصوت للمجتمع الدولي حتى يتدخل، وأن هذا قد يحدث بأي وقت من دون تزامنه مع “تشرين”.

ويقول الناشط المدني ليث الحيالي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “فكرة تشرين الأساسية قائمة على رفض العملية السياسية ونتائجها المزرية، ولكن الأوضاع الطارئة والانسداد السياسي والصدامات المسلحة والوضع الاقتصادي المتردي، كل هذه العوامل أدت إلى تأجيل العراقيين احتجاجاتهم، لأنهم يرون أن الخطوات الاحتجاجية حاليا لا تنجز شيئا”.

ويضيف الحيالي، أن “الغرض من الاحتجاج تشكيل ضغط على أصحاب القرار لتحقيق مطالب معينة، أما إذا كان الهدف تغيير النظام في البلد، فيجب أن يكون هناك عصيان مدني جماهيري يشمل كل محافظات العراق للضغط على المجتمع الدولي عبر تعطيل المصالح الدولية في العراق، من أجل تدخل القوى الخارجية الفاعلة لتغيير النظام في العراق”.

ويتابع أن “الاحتجاجات الماضية لم تشكل أي ضغط، داخليا أو خارجيا، فقد رأى العراقيون أن الخطوات الاحتجاجية بعد تشرين باتت غير مجدية ولا تؤثر على الفاعل السياسي وصاحب القرار ولا تجني ثمارا، ولذلك أصبحوا يتساءلون عن فائدة الاحتجاج، وسادت قناعة بأن تعليق الاحتجاجات في الوقت الراهن أفضل، ومن الممكن أن نشاهد احتجاجات جماهيرية كبيرة مشابهة لتشرين مستقبلا”.

وانطلقت في ساحة التحرير وسط بغداد، عصر أمس الثلاثاء، تظاهرات في الذكرى الثالثة للموجة الثانية من حراك تشرين الاحتجاجي.

وكانت الأجهزة الأمنية قد اتخذت استعدادات كبيرة وقطعت أغلب الطرق والجسور المؤدية لساحة التحرير، ونشرت قوات كبيرة في الساحة، كما أصدر القائد العام للقوات المسحلة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي توجيهات للقوات الأمنية للتعامل مع التظاهرات، ركزت على منع إطلاق النار والتعامل السلمي معها.

في السياق ذاته، يفيد الناشط المدني علي الدهامات خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “القوات الأمنية لم تعتد على المتظاهرين أمس، ولكن كان لديها توجيه بأن التظاهرة تنتهي بعد الخامسة عصرا”.

ويشير الدهامات، إلى أن “تظاهرة الأمس كانت استذكارا لتشرين وشهدائها، وعوائل الشهداء كانت موجودة، ولم يتم التحشيد لها، فقد كان الحضور طوعيا، ولذا ظهرت الأعداد قليلة”.

ويشدد على أن “تشرين لم تنته، والتظاهر ربما يكون مستقبلا بغير اسم تشرين، وباب التظاهر سيظل مفتوحا في أي وقت، وكل الخيارات متاحة، بما في ذلك العصيان المدني”.

يشار إلى أن أعداد المتظاهرين يوم أمس كانت قليلة جدا، وسرعان ما انتهت التظاهرات بعد ساعات من انطلاقها وتم فتح الطرق والجسور بعد انسحاب المتظاهرين.

يذكر أنه في العاشر من الشهر الحالي، خرجت تظاهرات أيضا في العاصمة بغداد، لإحياء الذكرى الثالثة لحراك تشرين، وانتهت أيضا مساء ذلك اليوم.

من جانبه، يبين الناشط المدني محمد الياسري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “فكرة التجمع أمس رمزية، والشعب العراقي يخرج عندما يتصاعد الحدث، والأعداد التي خرجت أمس تمثل الناس الفاعلين في الاحتجاجات فقط، أما إذا أردنا حساب القضية سياسيا فإن هذا العدد يمكن أن يتضاعف”.

ويوضح الياسري، أن “تشرين لم تفقد تأثيرها، وهي موجودة ضمن المعادلة وتأثيرها كبير وأصبحت تترسخ لدى الأجيال، ولا توجد منصة سياسية لا تحسب حسابا لتشرين”.

وفي 25 تشرين الأول أكتوبر 2020، انطلقت تظاهرات ومسيرات في 10 محافظات، شاركت فيها كافة شرائح المجتمع للضغط باتجاه تحقيق المطالب التي نادى بها المتظاهرون، فيما رافقت التظاهرات إجراءات أمنية مشددة في كل المدن وخاصة العاصمة بغداد، حيث جرت تظاهرات أمام مقر رئاسة الحكومة في منطقة العلاوي، قرب المنطقة الخضراء.

وقد حدث اشتباك في حينها، بمنطقة العلاوي بين المتظاهرين وقوات حفظ القانون، وذلك بعد أن رفع المتظاهرون الأسلاك الشائكة التي قطعت بها الشوارع الرئيسة بالمنطقة، وبحسب مصادر آنذاك، فإن الاشتباك أوقع 5 جرحى من المتظاهرين.

يذكر أن تظاهرات تشرين انطلقت في ساحة التحرير في صبيحة 1 تشرين الأول أكتوبر 2019، حيث احتشد الآلاف بشكل مباشر، وسرعان ما استخدمت القوات الأمنية بعد ساعات من انطلاق التظاهرات، التي رفعت شعارات إسقاط النظام احتجاجا على تردي الخدمات وغياب فرص التعيين.

وفي اليوم التالي، فرضت الحكومة حظرا للتجوال في بغداد، وأغلقت الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير، وفي الخامس من الشهر حظرت مواقع التواصل الاجتماعي وقطعت خدمة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد باستثناء إقليم كردستان.

يشار إلى أن التظاهرات توقفت بعد القمع واستخدام الرصاص الحي القنابل المسيلة للدموع، لغاية 25 تشرين الأول أكتوبر 2019 حيث انطلقت في هذا اليوم بشكل كبير، وكان الشرارة الرئيسة لاستمرارها.

وفي 30 من تشرين الأول أكتوبر 2019، بدأ اعتصام الطلبة والموظفين، وفي 2 تشرين الثاني نوفمبر أعلنت نقابة المعلمين الإضراب العام، وفي اليوم التالي أغلق المتظاهرون كافة الطرق في العاصمة بغداد، وتحولت أغلب الطرق والمناطق إلى ساحات مواجهة بين المتظاهرين والقوات الأمنية، منها الزعفرانية وشارع الرشيد ومداخل مدينة الصدر وشارع فلسطين قرب مول النخيل، وكل هذه المناطق مؤدية إلى ساحة التحرير وسط العاصمة.

إقرأ أيضا