بحفل في دهوك وباريس.. الأمم المتحدة تنشر أول أرشيف رقمي يوثق لثقافة الإيزيديين (صور)

أعلنت مؤسسات ومنظمات عالمية مستقلة، قيام الأمم المتحدة بنشر أول أرﺷﯿﻒ رﻗﻤﻲ ﯾﻮﺛﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ المكون…

أعلنت مؤسسات ومنظمات عالمية مستقلة، قيام الأمم المتحدة بنشر أول أرﺷﯿﻒ رﻗﻤﻲ ﯾﻮﺛﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ المكون الإﯿﺰﯾﺪي اﻟﺬي عانى ﻣﻦ أخطر “إﺑﺎدة جماعية” ﻋﻠﻰ ﯾﺪ ﺗﻨﻈﯿﻢ داﻋﺶ ﻓﻲ نينوى خلال آب أغسطس 2014.

ويقول ﺣﯿﺪر إﻟﯿﺎس، رﺋﯿﺲ مؤسسة ﯾﺰدا المعنية بالدفاع عن الأقليات العرقية والدينية، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ھﻲ ھﻮﯾﺘﻨﺎ، واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﻣﺮ ﺑﺎﻟﻎ اﻷھﻤﯿﺔ ﻟﺒﻘﺎء ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، ولاﺳﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﺎم 2014، اﻟﺘﻲ أﻋﻘﺒتها إﺑﺎدة ﻣﻤﻨﮭﺠﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺘﺪﻣﯿﺮ ﻣﻌﺎﺑﺪﻧﺎ ودور ﻋﺒﺎدﺗﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ اﺿﻄﺮرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﯿﺶ ﻓﻲ ﻣﺨﯿﻤﺎت اﻟﻨﺎزﺣﯿﻦ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮات. واﻵن ﯾﺄﺗﻲ ھﺬا اﻷرﺷﯿﻒ اﻟﺮﻗﻤﻲ اﻟﺬي أﻧﺸﺄه اﻟﻨﺎﺟﻮن ﻟﯿﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ دﻋﻢ ﻣﻌﻨﻮي ﻷوﻟﺌﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﺼﺪﻣﺎت ﻧﻔﺴﯿﺔ وﻋﺎﻧﻮا ﻣﻦ ذﻋﺮ ﻋﻤﯿﻖ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻓﻘﺪان ﺟﺬورﻧﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ”.

وﯾﺘﺄﻟﻒ اﻷرﺷﯿﻒ الإﯾﺰﯾﺪي اﻟﻤﻨﺸﻮر ﺑﺎﻟﻠﻐﺘﯿﻦ اﻹﻧﺠﻠﯿﺰﯾﺔ واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ ﻣﻌﺎرض رﻗﻤﯿﺔ أﻧﺸﺄﺗﮭﺎ 16 اﻣﺮأة إﯾﺰﯾﺪﯾﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﯾﺰدا.

وﺟﺎء إطﻼق ھﺬه اﻟﻤﺒﺎدرة ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺟﻤﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ، وﻣﺆﺳﺴﺔ “ﻛﻠﺘﺸﺮّ ﻧﺮ CULTURUNNERS”، وﻣﻜﺘﺐ ﻣﺒﻌﻮث اﻷﻣﯿﻦ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ، وﻣﻨﺼﺔ “ﻻ أﺣﺪ ﯾﺴﺘﻤﻊ Nobody’s Listening”.

من جهته، يوضح ﻛﺮﯾﺴﺘﻮﻓﺮ ﺑﯿﻠﻲ، رﺋﯿﺲ ﻗﺴﻢ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺼﺤﺔ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ، أن “رؤيتنا ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ إطﻼق ﺛﻮرة ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺘﺸﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﺗﺤﺴﯿﻦ اﻟﺮﻓﺎھﯿﺔ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﻤﻼﯾﯿﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻻﺳﯿﻤﺎ ﻓﻲ ظﻞ ﺗﻮاﻓﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﺰاﯾﺪة ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن واﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﮭﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺴﺎﻋﺪ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ واﺳﺘﻌﺎدة ﻗﻮاھﻢ وﺗﻄﻮﯾﺮ ﻗﺪراﺗﮭﻢ وﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وإﺿﻔﺎء ﻟﺤﻈﺎت ﻣﻦ اﻟﻔﺮح ﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ”.

وﺟﺎء إطﻼق اﻷرﺷﯿﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ الإﯾﺰﯾﺪي ﻋﺒﺮ ﻓﻌﺎﻟﯿﺎت أﻗﯿﻤﺖ ﻓﻲ دھﻮك وﺑﺎرﯾﺲ ﺑﺤﻀﻮر ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺟﯿﺎت اﻹﯾﺰﯾﺪﯾﯿﺎت اﻟﻼﺗﻲ ﺳﺎھﻤﻦ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء اﻷرﺷﯿﻒ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت واﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ واﻟﻤتخصصين ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺼﺤﺔ، ﻟﺘﻜﺮﯾﻢ اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮوع وﺗﺴﻠﯿﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ دور اﻟﻔﻨﻮن ﻓﻲ دﻋﻢ اﻟﺘﻌﺎﻓﻲ اﻟﻨﻔﺴﻲ وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﻮد ﻓﻲ ظﺮوف ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻷزﻣﺎت.

ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﺖ ھﺬه اﻟﻔﻌﺎﻟﯿﺎت ﻋﺮﺿﺎ ﻣﺘﻌﺪد اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﻟﻠﻤﺤﻔﻮظﺎت اﻷرﺷﯿﻔﯿﺔ وﺗﺠﺮﺑﺔ واﻗﻊ اﻓﺘﺮاﺿﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺼﺔ “ﻻ أﺣﺪ ﯾﺴﺘﻤﻊ”، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺷﮭﺎدات ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺟﯿﻦ وﻛﻠﻤﺎت أﻟﻘﺎھﺎ ﻣﻤﺜﻠﻮ اﻟﺸﺮﻛﺎء ﻹﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻟﻤﺸﺮوع ﻓﻲ ﺳﯿﺎق ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺼﺤﺔ.

وﺗﮭﺪف ھﺬه اﻟﻤﺤﻔﻮظﺎت اﻷرﺷﯿﻔﯿﺔ، اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻐﺮق إﻧﺸﺎؤھﺎ 12 ﺷﮭﺮا وتم إطلاقها من مقر يزدا في دهوك ومعهد العالم العربي في باريس، إﻟﻰ دﻋﻢ اﻟﻨﺴﺎء اﻹﯾﺰﯾﺪﯾﺎت اﻟﻨﺎﺟﯿﺎت ﻣﻦ اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺪھﺎ ﺷﻤﺎل اﻟﻌﺮاق ﻋﺎم 2014، وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺸﺎء ﻣﺴﺘﻮدع رﻗﻤﻲ داﺋﻢ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﯾﺰﯾﺪﯾﺔ، وﺗﺴﺨﯿﺮ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻠﺪﻋﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻨﯿﺔ وﺗﻮﺛﯿﻖ اﻟﮭﻮﯾﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ.

وﺟﺎء ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﯾﺰدا وﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺻﻨﺪوق اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻲ، اﻟﺬي ﺗﺄﺳﺲ ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺟﻤﯿﻞ وﻣﺆﺳﺴﺔ “ﻛﻠﺘﺸﺮّ ﻧﺮ” ﻓﻲ نيسان أﺑﺮﯾﻞ 2021، ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺒﺎدرة “اﻟﺘﺸﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن”، وھﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺒﺎدرة اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺼﺤﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ.

وﻛﺎن اﻟﻤﺸﺮوع ﻗﺪ ﻗﺪم ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﯾﺔ دﻋﻤﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮا ﻟﻤﺎ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ 16 ﻧﺎﺟيا ﺑﻤﺨﯿﻤﺎت اﻟﻨﺎزﺣﯿﻦ ﻓﻲ ﻗﺎدﯾﺔ وﺧﺎﻧﻜﻲ وﻣﻤﺮﺷﺎن وﻛﺎﺑﺎرﺗﻮ وﺷﺮﯾﻌﺔ وﺷﺎﻣﺸﻜﻮ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ دھﻮك، ﻟﻜﻦ ﯾﺰدا ﺗﻌﺘﺰم اﻵن ﺗﻮﺳﯿﻊ ﻧﻄﺎﻗﮫ ﻟﯿﺸﻤﻞ ﺑﺮاﻣﺞ دﻋﻢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أوﺳﻊ ﻧﻄﺎﻗﺎ.

وفي هذا الصدد، يفيد ﺟﻮرج رﯾﺘﺸﺎردز، ﻣﺪﯾﺮ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺟﻤﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ، بأن “ھﺬه اﻟﻤﺤﻔﻮظﺎت اﻷرﺷﯿﻔﯿﺔ توثق ﺛﺮاء اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ الإﯾﺰﯾﺪﯾﺔ، وﻗﺪ ﺗﻢ إﻧﺸﺎؤھﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺮوع ﺗﺸﺎرﻛﻲ ﻣﺼﻤﻢ ﻟﺘﻮﻓﯿﺮ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻨﺎﺟﯿﻦ ﻣﻦ اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺪھﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ الإﯾﺰﯾﺪي. ﯾﺴﻌﺪﻧﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﺟﻨبا إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ھﺆﻻء اﻟﺸﺮﻛﺎء اﻟﻤﻠﮭﻤﯿﻦ، وﻻﺳﯿﻤﺎ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺋﻲ أﻧﺸﺄن ھﺬه اﻟﻤﺤﻔﻮظﺎت اﻟﻤﺬھﻠﺔ، واﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ واﻷﺧﺼﺎﺋﯿﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺴﺎﻋﺪون ﻓﻲ ﺗﻮﺳﯿﻊ ﻣﺪارﻛﻨﺎ ﺣﻮل ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻟﻔﻨﻮن ﻓﻲ ﺗﺤﺴﯿﻦ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺮﻓﺎھﯿﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ”.

وﺟﺎء طﺮح ھﺬه اﻟﻤﺒﺎدرة ﺑﮭﺪف ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﺪاﻋﯿﺎت اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺖ آﺛﺎرا ھﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ الإﯾﺰﯾﺪي، وﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ قتل اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل، واﺧﺘﻄﺎف أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ آﻻف اﻣﺮأة وطﻔﻞ واﺳﺘﻌﺒﺎدھﻢ، ﺑﻞ واﻏﺘﺼﺎب اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﻢ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺤﺎوﻻت اﻻﻧﺘﺤﺎر واﻟﻮﻓﯿﺎت اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﮭﺎ.

ﻛﻤﺎ ﺗﺸﯿﺮ اﻟﺘﻘﺎرﯾﺮ إﻟﻰ أن ﺗﻨﻈﯿﻢ داﻋﺶ ﻗﺎم ﺑﺘﮭﺠﯿﺮ 360 أﻟﻔﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن الإﯾﺰﯾﺪﯾﯿﻦ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪدھﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﯿﻮن ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻗﺒﻞ ﻋﺎم 2014، وما ﯾﺰال أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 200 أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﯾﻌﯿﺸﻮن ﻓﻲ ﻣﺨﯿﻤﺎت اﻟﻨﺎزﺣﯿﻦ داﺧﻞ اﻟﻌﺮاق ﺣﺘﻰ اﻟﯿﻮم.

وعلى الصعيد ذاته، تبين ﻧﯿﺸﺎ ﺳﺎﺟﻨﺎﻧﻲ، اﻟﻤﺪﯾﺮ اﻟﻤﺆﺳﺲ ﻟﻘﺴﻢ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﯿﻮﯾﻮرك، أن “اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻠﻮاﺗﻲ أﻧﺸﺄن ھﺬا اﻷرﺷﯿﻒ اخترن ﺗﺄﻛﯿﺪ ھﻮﯾﺘﮭﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﺛﯿﻖ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ الإﯾﺰﯾﺪﯾﺔ ﻟﻸﺟﯿﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ، وھن ﺑﺬﻟﻚ ﯾﻌﻜﺴﻦ ﻗﻮة ﻣﺠﺘﻤﻌﮭﻦ وﻛﺮاﻣﺘﮫ وﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﻮد واﻟﺒﻘﺎء، وھﺬه ﻻ ﺷﻚ ﻣﺴﺎھﻤﺔ ﺟﻮھﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺬاﻛﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻷﺣﺪاث اﻟﻌﻨﯿﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺪھﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ الإﯾﺰﯾﺪي، وﺧﻄﻮة ﻣﮭﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﺗﻌﺰﯾﺰ ﻣﺼﺪاﻗﯿﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﺣﻮل اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺼﺤﯿﺔ ﻟﻠﻔﻨﻮن”.

وﻣﻊ أن اﻟﻔﻨﻮن عرفت ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ﺑﻜﻮﻧﮭﺎ وﺳﯿﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﮭﯿﻞ اﻻﺗﺼﺎل واﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﺘﻌﺒﯿﺮ، إﻻ أن اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮﯾﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﯿﺮة أظﮭﺮت ﻓﻮاﺋﺪ ﺟﻮھﺮﯾﺔ ﻟﻠﻔﻨﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺮﻓﺎھﯿﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ.

من جانبه، يذكر ﺟﺎك ﻻﻧﻎ، ﻣﺪﯾﺮ ﻣﻌﮭﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، أن “بإمكان اﻠﻔﻦ أن ﯾﻨﻘﺬ اﻷرواح، وﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﮭﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻘﺘﻨﻌﻮن ﺑﺬﻟﻚ، وﻓﺮﯾﻘﻨﺎ ﺑﺄﻛﻤﻠﮫ، ﺑﻘﯿﺎدة ﻧﺎﺗﺎﻟﻲ ﺑﻮﻧﺪﯾﻞ، اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﯾﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺸﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن، ﻣﻠﺘﺰم ﺑﺪﻋﻢ ﻗﻀﯿﺔ اﻟﻨﺴﺎء الإﯾﺰﯾﺪﯾﺎت اﻟﺸﺠﺎﻋﺎت اﻟﻠﻮاﺗﻲ وﺛﻘﻦ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه ھﻮﯾﺘﮭﻦ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮭﻦ ﻣﻦ ﻋﻨﻒ اﻟﺮﺟﺎل واﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﯿﻦ ﻣﻨﮭﺎ. وﺑﻔﻀﻞ ھﺬا اﻷرﺷﯿﻒ، ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻨﺴﺎء ﺑﺠﮭﻮدھﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ إﻧﺴﺎﻧﯿﺘﻨﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ. وﻻ ﯾﻔﻮﺗﻨﻲ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻘﺎم أن أﺗﻮﺟﮫ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤﺴﺎھﻤﯿﻦ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع اﻹﺻﻼﺣﻲ، وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺎت اﻟﻼﺗﻲ ﺳﻌﺪﻧﺎ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻟﮭﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﮭﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ”.

وﯾﺄﺗﻲ ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع ﺗﺰاﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ أزﻣﺔ ﺻﺤﯿﺔ ﻣﻨﺬ ﺟﯿﻞ ﻣﻀﻰ، ﻟﯿﺸﻜﻞ ﺑﺬﻟﻚ دﻟﯿﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﺣﻮل اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ اﻹﯾﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﻔﻨﻮن واﻷرﺷﻔﺔ اﻟﺘﺸﺎرﻛﯿﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ، اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻟﮭﺎ ﺗﺄﺛﯿﺮ فعال ﻓﻲ ﺗﺤﺴﯿﻦ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ واﻟﺘﻌﺎﻓﻲ ﻣﻦ آﺛﺎر اﻷﺣﺪاث اﻟﻤﻔﺠﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺘﻀﺮرة ﻣﻦ اﻟﻨﺰاﻋﺎت.

إقرأ أيضا