خرق آخر.. هل ستمنع “معركة الاستخبارات” تكرار أحداث كركوك؟

شدد متخصصون في الشأن الأمني على ضرورة مراجعة الخطط وأداء القادة في كركوك، بعد هجوم…

شدد متخصصون في الشأن الأمني على ضرورة مراجعة الخطط وأداء القادة في كركوك، بعد هجوم مسلح نسب إلى تنظيم داعش، أسفر عن مقتل أربعة جنود، وفيما أشاروا إلى أن المعركة مع المهاجمين هي معركة استخبارات، أفاد عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية بأن اللجنة ستستضيف عددا من القادة الأمنيين لمناقشة الخروق الأمنية المتكررة.

ويقول الخبير في الشأن الأمني العراقي فاضل أبو رغيف خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “جنوب محافظة كركوك كمناطق الرشاد والحويجة ومكتب خالد، وغيرها من المناطق، كانت وما زالت معقلا لتنظيم داعش الإرهابي، وقاعدة البيانات والأجهزة الاستخباراتية تعمل على توجيه الضربات على مدار الأيام في هذه المناطق، وعلى الرغم من خطورتها وعشعشة التنظيم فيها، هناك جهد استخباراتي وجهد معلوماتي للقيام بعمليات أمنية وعسكرية بتلك المناطق”.

ويبين أبو رغيف أن “تنظيم داعش يحاول أن يعمل على تنفيذ عمليات بين فترات متباعدة، وهذه العمليات ربما تجري على حين غفلة أو في منطقة رخوة أو ثغرة أمنية وعسكرية ببعض المناطق، فهو يعتمد على هذه القضايا في عملياته الإرهابية ضد القطعات العسكرية”.

ويتابع أن “ما حصل في كركوك عبارة عن عملية غدر استغل عناصر تنظيم داعش الإرهابي فيها الظلام، وهذه العناصر الإرهابية استغلت الغفلة، وهناك حاليا جهد استخباراتي وأمني كبير لملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة بهذه العملية الغادرة”.

وكانت مصادر أمنية أفادت، أمس السبت، بأن مسلحين من تنظيم داعش شنوا هجوما بأسلحة كاتمة للصوت على نقطة للجيش ضمن قضاء الدبس في محافظة كركوك، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود، بينما أقدم المسلحون على سرقة أسحلتهم وهواتفهم النقالة وأجهزة النداء الخاصة بهم.

وعلى خلفية الهجوم، أمر قائد المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك الفريق الركن علي الفريجي بتوقيف آمر لواء وضابط استخبارات، متهما إياهما بالإهمال.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن الأخير اتصل بوزير الدفاع وتابع تفاصيل الرد والإجراءات الفورية إزاء الاعتداء الإرهابي في كركوك، مبينا أن السوداني وجه “بإدامة زخم المواجهة وملاحقة مرتكبي الجريمة”.

وفي السياق ذاته، يوضح الخبير في الشأن العسكري والسياسي أحمد الشريفي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “تكرار الخروق الأمنية في كركوك، على الرغم من كل العمليات العسكرية والأمنية التي تجري فيها بين حين وآخر، يتطلب مراجعة كافة تلك الخطط مع مراجعة دقيقة لعمل بعض القيادات الأمنية في المناطق التي تتكرر فيها الخروق”.

ويشير الشريفي إلى أن “المعركة مع تنظيم داعش هي معركة معلومات واستخبارات، ولهذا يجب تكثيف الجهد الاستخباراتي وتنويع مصادر المعلومات، فلا يمكن الاعتماد فقط على الخطط العسكرية والأمنية التي تجريها القوات الأمنية بين حين وآخر، وعلى الرغم من ذلك تتكرر الخروق”.

ويضيف أن “القوات الأمنية يجب أن تكون لها مصادر للمعلومات من داخل المناطق التي ما زال يعتقد أنها فيها حواضن للإرهابيين، فالمصادر الأمنية المتنوعة هي الطريقة التي يمكن من خلالها منع هكذا خروق أمنية من خلال إفشال أي تحرك إرهابي بشكل مسبق”.

يذكر أن رئيس اللجنة الأمنية العليا، محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري شدد، أمس، على ضرورة انتشار القوات الأمنية في كامل الحدود الإدارية للمحافظة، لملء الفراغات مع المحافظات المحاذية، منعا لتسلل الإرهابيين إلى كركوك.

ووصل وفد عسكري رفيع يضم رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة، أمس السبت، إلى موقع الهجوم للاطلاع على حيثياته، مع التوجيه بفتح تحقيق لمعرفة ملابساته.

من جهته، يفيد نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مهدي تقي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “تكرار الخروق الأمنية في محافظة كركوك يدعو للقلق، وهذا ما يتطلب مراجعة حقيقية للخطط الأمنية والعسكرية، وكذلك القيادات الأمنية في المحافظة بمختلف الأجهزة”.

ويلفت تقي إلى أن “لجنة الأمن والدفاع البرلمانية شكلت لجنة لتقصي الحقائق، وهذه اللجنة سوف تجري زيارة ميدانية إلى محافظة كركوك للاطلاع على الحادث عن قرب مع عقد اجتماعات مع القيادات الأمنية والعسكرية لمعرفة الخلل في تكرار هكذا عمليات إرهابية بين حين وآخر، من دون إيجاد حلول رادعة للجماعات الإرهابية”.

ويردف أن “لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، ستعمل على استضافة الجهات الأمنية المتخصصة لمناقشة تكرار هذه الخروق وخطورتها على كافة المدن العراقية، وستكون للجنة قرارات وتوصيات ترفعها للقائد العام للقوات المسلحة بشأن الخطط والقيادات الماسكة للأرض بعد انتهاء عمل لجنة تقصي الحقائق واستضافة الجهات الأمنية المتخصصة في البرلمان العراقي خلال اليومين المقبلين”.

وقبل أيام من هجوم كركوك، وفي 11 تشرين الثاني نوفمبر الحالي، اشتبكت عناصر داعش مع مقاتلي جهاز مكافحة الإرهاب في طوزخورماتو جنوبي المحافظة.

وفي 12 تشرين الثاني نوفمبر، شنت طائرات F-16 العراقية غارة استهدفت بؤرة لداعش على أطراف قرية بير أحمد جنوب كركوك، وعثر في الموقع على 5 جثث لداعش وأسلحة.

وتشير تقارير أمنية إلى وجود أقل من 500 عنصر في داعش داخل العراق، يتوزعون بأعداد قليلة في المناطق الجبلية والصحراوية النائية، وفي مناطق وادي حوران والحسينيات بالأنبار، وفي شمال غرب الأنبار في الصحراء الممتدة شمالا إلى صحراء نينوى المتاخمة للحدود مع سوريا.

إقرأ أيضا