سواق \”المنفيست\” يواجهون متاعب معيشية.. وتبديل اللوحات يأخذ وقتا طويلا

فتح سمير حسن غطاء محرّك سيارته الأوبترا البيضاء \”المنفيست\” وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة، عادت \”الحماوة\” إلى السيارة على الرغم من أنه قام بتصليحها منذ يومين.

يعمل سمير سائق تاكسي منذ 4 سنوات، وهو خريج آداب لغة فرنسية، لكنه لم يجد وظيفة. يخرج الساعة 7 صباحاً من المنزل ويعود في ساعة متأخرة من الليل، إلا أنه مؤخراً، أخذ يخرج بين يوم وآخر، بسبب قرار قيادة عمليات بغداد الذي يقضي بتخصيص يوم للسيارات ذات الأرقام الفردية وثان للأرقام الزوجية، الأمر الذي جنى من خلاله سمير خيبة كبيرة، حيث لم يعد باستطاعته دفع الإيجار الشهري وقسط السيارة المتبقي عليه.

وعلى الرغم من أن قرار الحكومة جاء للحدّ من التفجيرات وتخفيف الزحامات في العاصمة بغداد، فانه لم يجنِ تعبه، حيث سجّلت بغداد في الأشهر الخمسة الماضية أعلى نسبة تفجيرات بين السنوات الماضية، فضلا عن بقاء الزحامات على حالها، بحسب سمير.

وأصدرت قيادة عمليات بغداد في 5 حزيران عدة قرارات بشأن سيارات المنفيست منها تطبيق نظام الزوجي والفردي عليها في السير والمرور بشوارع العاصمة وفرض غرامات مالية تصل إلى 30 الف دينار للمخالفين، وقالت إن القرار يهدف إلى القضاء على لوحات التسجيل الفحص المؤقت وللتسريع بتحويلها الى تسجيل دائمي.

وليس سمير وحده من يعاني من \”القرار الحكومي التعسفي\” بحسب ما يقول، فأغلب سائقي التاكسي ضرّهم القرار، وأدى إلى خلخلة أوضاعهم العائلية، وهذا ما يؤكده محمد جمعة، الذي أضطر إلى ترك المنزل الذي أجره منذ أشهر، وعاد ليسكن مع أهله لأنه لم يعد قادراً على دفع إيجار منزله.

ومحمد لا يختلف عن سمير كثيراً، فهو اشترى سيارته بالأقساط عن طريق اتحاد الصحفيين بمبلغ مرتفع جدّاً، إذ كلفته سيارته \”شوفرليت أفيو\” نحو 19 مليون دينار، ويدفع قسطا شهريا مقداره 280 ألف دينار.

يقول محمد \”لم يكن هناك حل أمامي سوى شراء السيارة بعد أن أُغلقت بوجهي كل أبواب العمل\”، ويضيف \”الشارع لا يحتمل لشدة الزحامات والسيطرات، لكن رضينا بالهم والهم ما رضا بينا\”، في إشارة إلى القرار الذي يجبره على البقاء 3 أيام أمام زوجته \”التي لا يرحم نقها\”، بحسب ما يؤكد.

وتبدو حجّة قيادة عمليات بغداد في \”القضاء على لوحات التسجيل الفحص المؤقت\” غير منطقية، لاسيما وأن عمل مديرية المرور العامة على إصدار اللوحات الجديدة بطيء، فضلاً عن تفشي الفساد في دوائر المرور، وخاصة في دائرة \”الظلال\” التي تعمل على تأجيل تثبيت أرقام السيارات لمدّة شهر أحياناً لحائز السيارة، لكن بمقابل هذا يمكن الحصول على الرقم الجديد بسرعة في حال تم دفع 200 دولار إلى أحد السماسرة الذين يقفون على الباب، وفقا لمشاهدات.

وبالطبع فان الحديث مع هؤلاء يكون صعباً طالما أنك لا تحمل ملفّاً بين يديك، وسيكون السؤال عن آلية تسلم رقم السيارة الجديد بمثابة الذهاب إلى كهف \”الإهانات\” التي ستنطلق من السماسرة الذين غالباً ما يكونون من الشرطة الذين تم تفريغهم لهذا الغرض.

ويأمل سمير ومحمد إلغاء قرار \”الزوجي والفردي\” ليعودا إلى حياتهما الضيقة التي كانا يعيشانها قبل هذا القرار، وبحسب ما تقول مديرية المرور العامة، فإن القرار لن يدوم طويلاً، وسينتهي حالما تنتهي المديرية من تنظيم سيارات \”المنفيست\”، لكن الذاهب إلى مديريات المرور، لا بد وأن يكون على يقين بأن الأمر سيأخذ وقتاً طويلاً، ما يجعل سمير ومحمد ومن يشبههما في العراق في وضع متدهور لا يحسد عليه أحد.

إقرأ أيضا