أعياد الميلاد.. المسيحيون يشكون قلة الاهتمام ويكشفون: 20 عائلة تهاجر شهريا

ما زال أبناء المكون المسيحي يشكون من عدم الاهتمام بهم وارتفاع معدلات هجرتهم من العراق…

ما زال أبناء المكون المسيحي يشكون من عدم الاهتمام بهم وارتفاع معدلات هجرتهم من العراق كلما حل عام جديد، فقد ذكرت أوساط مسيحية أن نحو 20 عائلة تهاجر شهريا في مقابل مؤشر صفري للعودة من الخارج، مشيرة إلى أن السياسيين لا يذكرون المسيحيين إلا في المناسبات.

وبشيء من الحسرة، يتحدث الناشط المسيحي منار الخوري، لـ”العالم الجديد”، إن “الحديث عن عودة أبناء المكون المسيحي من الخارج أمر مستبعد في الوقت الحالي، لأن المقومات حالياً لا تساعد على ذلك، خاصة وأن الفرق بين البيئة الخارجية التي يعيش فيها المواطن المسيحي والبيئة الحالية في العراق كبير جدا، ونحن لا نتحدث هنا عن قضية التعايش، بل على العكس، فنحن جميعا أبناء المجتمع العراقي، لكن ما نتكلم عنه هو الوضع الاقتصادي والأمني”.

ويضيف الخوري، أن “الهجرة ما زالت قائمة حتى الآن، وتحصل شهريا أن تغادر عائلات أو أفراد من المكون للبحث عن وضع أو بيئة أفضل”، مشيرا إلى أن “الهجرة الحالية لا تشبه الهجرة التي حصلت خلال الحرب الطائفية السابقة أو عند هجوم تنظيم داعش الإرهابي، فهي الآن تتعلق بالبحث عن فرص عمل أو كون المهاجرين نازحين منذ سنوات طويلة في بغداد وأربيل وما تزال مدنهم مدمرة رغم جهود إعادة الإعمار، وعليه فأن هؤلاء يرون في الهجرة حلا أفضل لهم”.

ويبين أن “المسيحيين عادة ما يكون ذكرهم مناسباتيا، فالمسؤولون اليوم يكتفون بتغريدة وتهنئة في الأعياد وهذا كل ما نراه، إذ لا يوجد جهد حكومي يسعى لتثبيت هذا المكون الأصيل الذي تعايش منذ سنين طوال مع الإخوة من بقية الأديان والطوائف في العراق”، لافتا إلى “عدم وجود جهود للمحافظة على المسيحيين الذين اكتفوا باللجوء إلى الكنيسة فهي الجهة الوحيدة التي تنصفهم”.

وبدأت منذ يوم أمس 25 كانون الأول ديسمبر، احتفالات الميلاد، وأجرت الكنائس قداس العيد، إيذانا ببدء الأعياد حتى يوم 1 كانون الثاني فبراير المقبل.

وشارك رئيس الحكومة محمد شياع السوداني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بقداس يوم أمس، في كنيسة سيدة النجاة بمنطقة الكرادة وسط بغداد.

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، بدأت هجرة أبناء المكون المسيحي نحو الدول الأوروبية، لأسباب اقتصادية وأمنية واجتماعية، وارتفعت نسبة الهجرة بعد عام 2003، وما شهدته البلاد من تردٍ كبير في الأوضاع الأمنية، ورافقت الهجرة مشاكل أخرى أبرزها السيطرة على عقاراتهم، كالمنازل والبنايات من قبل بعض الجهات المسلحة والأشخاص المرتبطين بها، وجرت الكثير من عمليات التزوير للاستيلاء على هذه الممتلكات.

يشار إلى أن أعداد المسيحيين في العراق حاليا يبلغ نحو 400 ألف شخص فقط، بعد أن كان العدد مليونا ونصف المليون، وذلك بحسب رئيس الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس ساكو، حيث صرح لـ”العالم الجديد”، في تموز يوليو الماضي.

وتعاني أغلب الكنائس من الإهمال، بالإضافة إلى صعوبة افتتاح أو بناء معابد جديدة، وهو أمر متوقف منذ سنوات طويلة، فيما تحولت بعض الكنائس في بغداد إلى مخازن للتجار بعد إهمالها وتركها منذ سنوات.

ويؤكد مسؤول الإعلام في الوقف المسيحي فائق عزيز خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الهجرة المسيحية من العراق مستمرة ولم تتوقف، إذ تهاجر شهريا من العراق ما يقارب 20 عائلة”.

وعن الأسباب التي تقف وراء مغادرتهم البلاد، يضيف عزيز، أن “الهجرة تأتي نتيجة ظروف البلد السيئة، فالمسيحيون هنا يواجهون عدالة منقوصة وعدم مساواة، ما يدفعهم إلى الهجرة وعدم التفكير بالعودة إلى العراق بالنسبة للمسيحيين المتواجدين في لأن أسباب الهجرة مازالت قائمة وتتفاقم”.

وعن أبرز الطقوس التي تجري في أعياد الميلاد يذكر أن “القداديس إضافة إلى شجرة عيد الميلاد والاحتفالات، خاصة المغارة التي ولد فيها السيد المسيح والتي يوضع فيها تمثال الطفل يسوع الذي ولد بهذه الأيام”.

وكانت “العالم الجديد”، قد كشفت في كانون الأول ديسمبر 2020، عن تناقص أعداد المسيحيين في جنوب العراق بشكل كبير، وبحسب تقريرها السابق، فإن قرابة 150 عائلة بالبصرة، أحيت قداس الميلاد الأخير في الكنائس: الكلدانية، الأرمنية، السريانية الكاثوليكية، أما في كنائس السريان الارثوذكس، الانجيلية المشيخية الوطنية، فقد أحيت القداس فيها قرابة 10 عائلات فقط، فيما تحوي ذي قار عائلة مسيحية واحدة، وفي ميسان أحيت 14 عائلة القداس.

وكان بابا الفاتيكان فرنسيس، قد زار العراق في 5 آذار مارس 2021، وعدت زيارة تاريخية والأولى من نوعها لأي من بابوات الفاتيكان في التاريخ، وأجرى خلال زيارته جولة شملت كنائس العاصمة بغداد ونينوى وأربيل ومدينة أور الأثرية في ذي قار، حيث منزل النبي إبراهيم الخليل، والتقى أيضا المرجع الديني علي السيستاني في النجف.

من جانبه، يقدم الخوري بيوس قاشا من كنيسة مار يوسف في المنصور ببغداد، من خلال “العالم الجديد”، تهانيه “للشعب العراقي ونتمنى السلام للجميع وللعراق الجريح”.

وعن الطقوس الدينية، يفيد قاشا بأن “الطقوس تبدأ ليلة 25 ديسمبر بالصلاة ثم يوم عيد الميلاد ونحتفل فيه بالقداس بالذبيحة الإلهية ونقدم القداس لجميع الحاضرين، وهذا ما تطلبه منا الكنيسة في أن نكون أمناء بخدمتنا لشعبنا وترابنا”، مشيرا إلى أن “أبناء المكون يقضون هذا العيد من خلال الصلوات ولا توجد زيارات، وتستمر هذه الصلوات حتى الاثنين صباحاً”.

إقرأ أيضا