خلافات عائلة بارزاني.. هل تقف وراء العودة الغامضة لـ”أبو جيجو”؟

عاد إلى أربيل، بشكلٍ مفاجئ، المدعو “أبو جيحو” صانع المحتوى المثير للجدل، والمطلوب قضائيا في…

عاد إلى أربيل، بشكلٍ مفاجئ، المدعو “أبو جيحو” صانع المحتوى المثير للجدل، والمطلوب قضائيا في إقليم كردستان، ليتم استقباله استقبال “الأبطال”، رغم صدور حكم غيابي بحقه، والذي تم تعطيله دون سبب معلن، في ظل استغاثات من قبل ناشطين كرد بضرورة الإفزاج عن العديد من سجناء الرأي، الأمر الذي عزاه مصدر مطلع، لأسباب سياسية ترتبط بخلافات داخل عائلة بارزاني الحاكمة في أربيل، هدفها إحراج رئيس الإقليم.

ويكشف مصدر مطلع، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الشخصية الهزلية المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم أبو جيجو، وصل إلى إقليم كردستان في كانون الأول ديسمبر الماضي، بشكل رسمي عن طريق مطار أربيل، وتحت حماية وحراسة مشددة، وجرى استقباله بحفاوة من قبل آلاف المواطنين بالأغاني من دون أن يضايقه أحد، إذ تنقل بشكل علني أمام أنظار الجميع، وذهب إلى مناطق في أربيل ودهوك”.

ويؤكد المصدر، الذي لم يرغب بذكر اسمه، أن “أبو جيجو صدر بحقه في وقت سابق حكم بالسجن لمدة 18 سنة من قبل محاكم دهوك بعد تجاوزه على ضباط وقضاة ومدير شرطة زاخو، إذا تلفظ بألفاظ نابية بحق جميع ضباط شرطة زاخو، وشتم أعراض مسؤولين آخرين وجميعهم تابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني وفي مناطق نفوذه في أقضية ونواحي محافظة دهوك”.

ويضيف أن “أبو جيجو حتى بعد أن وصل لكردستان قام بالاستهزاء بالحكم الذي صدر بحقه، وقال في مقطع فيديو، إنه لا يعترف بشيء من هذا القبيل وتحدى القضاء والقضاة بشكل علني حسب ما يظهر في الفيديو”.

وفيما يتساءل المصدر، عن “كيفية دخول أبو جيجو إلى كردستان، وهو مطلوب للقضاء ويواجه عشرات الشكاوى من مسؤولين في دهوك، ومحكوم عليه بالسجن لمدة 18 سنة غيابيا”، يلفت إلى أن “مسألة دخوله لكردستان تم تبنيها من قبل جهاز المخابرات التابع للحزب الديمقراطي الذي يسمى محليا بارستن، وتشرف عليه بشكل مباشر عائلة مسعود بارزاني. وخصوصا رئيس الحكومة مسرور بارزاني، وشقيقه الأصغر ويسي، وذلك لضرب جناح نجيرفان بارزاني، لاسيما أن التطاول الذي صدر من أبو جيجو، كان موجها في أغلبه لمسؤولين محسوبين على جناح نيجيرفان، ما أحرج الأخير كثيرا”.

وبالتزامن مع وصول أبو جيجو إلى دهوك والأقضية والنواحي التابعة لها، يذكر المصدر أن “حكما صدر بحق الفنان بلند أميدي بالسجن لمدة 6 أشهر بعد أن بقي رهن الاعتقال في السجن لمدة أربعة أشهر، بسبب إهدائه قطعة موسيقية مدتها 30 ثانية لما يعرف بمعتقلي بادينان الصحفيين والناشطين ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن لمدة 6 سنوات بتهم التخريب والتجسس والتآمر على حكومة الإقليم، وهم من اشد معارضي لعائلة بارزاني في منطقة بادينان”، لافتا إلى أن “الفنان بلند آميدي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعيل أربعة أطفال، تم حرق محله أيضا بعد حادثة إهدائه القطعة الموسيقية”

وأظهرت صور ومقاطع فيديو أبو جيجو برفقة دلشاد بارزاني، مسؤول تنظيمات الحزب الديمقراطي في أوروبا، وكذلك فيديو لاستقباله الذي وصف بـ”الهوليودي”، وهو يرتدي ملابس باللون الأصفر إشارة إلى لون علم الديمقراطي.

وعرف أبو جيجو منذ سنوات، من خلال مقاطع الفيديو التي ينشرها من بلد إقامته في السويد، وتتضمن أغلبها إساءات للديانات والذات الإلهية، فضلا عن تهجّمه على السياسيين وخاصة في إقليم كردستان، وبلغت مرحلة السباب والشتائم.

من جانبه، يذكر الناشط محمود كوردي، خلال حديث لـ”العالم الجديد” أن “أبو جيجو تجاوز على جميع الشخصيات السياسية والاجتماعية والعشائرية، ورفعت بحقه الكثير من الدعاوى القضائية، وعلى الرغم من الحكم الغيابي الذي صدر ضده، إلا أن القانون العراقي يسقط الأحكام عن الشخص المحكوم غيابيا حينما يعود ويسلم نفسه”.

بيد أن كوردي، يؤكد أن “الأحكام سقطت عن هذا الشخص، وهو لم يذهب أو يسلم نفسه، حتى أنه لم يعتقل لغاية الآن، رغم أن أحد الأجهزة القضائية في دهوك رفع دعوى قضائية ضده بتهمة التجاوز والسب والشتم على مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن الأجهزة الأمنية من الشرطة والأسايش لم ينفذوا أوامر القبض، بل على العكس تم استقباله كبطل أو رمز قومي وشعبي، وهذا يمثل إهانة للجميع”.

ويستغرب الناشط “هذا التناقض، في وقت أن أي ناشط إذا كتب تغريدة أو انتقد أي مسؤول في الإقليم، فان الأسايش تتحرك من دون أمر قضائي”، لافتا إلى أن “أبو جيجو كان يتجاوز يوميا في أوروبا وعندما عاد ذهب إلى مصيف صلاح الدين الذي يضم مقر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وهذا أمر مستغرب”.

ويكشف كردي أن “عضو الادعاء العام في دهوك وهو القاضي حكيم دوسكي رفع دعوى قضائية ضد أبو جيجو ولكن الأجهزة الأمنية لم تقم بواجبها، وبعدها كتب القاضي انتقادا على الفيسبوك تضمن أن الأشخاص المتنفذين يقفون بوجه القانون، لكنه استسلم للضغط وقام بإزالة المنشور”.

ويتابع أن “قضية أبو جيجو تمثل رسالة ضد الأصوات المعارضة في إقليم كردستان بأنه مهما فعلتم وانتقدتم فنحن نفعل ما نشاء وهذا أمر خطير جداً”.

يشار إلى أن إقليم كردستان، وخاصة مدينة أربيل، تشهد حملات اعتقالات كبيرة تطال الناشطين والصحفيين، لاسيما مع التظاهرات التي تنطلق فيها بشكل شبه مستمر، وغالبا ما تصدر أحكاما بالسجن بحق المعتقلين بالقضايا المتعلقة بالتعبير عن الرأي.

إقرأ أيضا