الكويت تنسحب وتعود.. البصرة تزدان بخليجي 25 في افتتاح “مبهر”

ازدانت البصرة، أمس الجمعة، بافتتاح مبهر لبطولة كأس الخليج في نسختها الخامسة والعشرين، بحضور شخصيات…

ازدانت البصرة، أمس الجمعة، بافتتاح “مبهر” لبطولة كأس الخليج في نسختها الخامسة والعشرين، بحضور شخصيات سياسية ورياضية دولية وإقليمية كثيرة، كان على رأسهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو، الذي أعرب عن شكره للدعوة، وعبّر عن سعادته بهذا الافتتاح.

وبدأ الحفل الذي تابعته “العالم الجديد”، وأدارته شركة تايلندية متخصصة، بعرض ضوئي، مستخدماً تقنية الهولوغرام جسد مجسّمات تاريخية، وتخلله أوبريت للشاعر حازم جابر، شارك فيه فنانون عراقيون، بينهم جواد الشكرجي، محمود أبو العباس، إيناس طالب، ومحمد هاشم، وكلوديا حنا.

وتضمن الحفل لوحات ضوئية استعرضت رموزا حضارية للعراق القديم كبوابة عشتار والجنائن المعلقة ولوحات من الحضارات الآشورية والبابلية، ثم شهد الملعب المكتظ بأكثر من 65 ألف متفرج، دخول الفنان حسام الرسام، مقدما أغنيته المخصصة للبطولة.

عقب ذلك، استعرضت كراديس أعلام الدول المشاركة في البطولة، كرم خلالها العقيد علاء العيداني، الذي فقد بصره في أثناء المعارك ضد تنظيم داعش، بحمل العلم العراقي في مشهد ألهب جماهير الملعب.

وألقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كلمة مقتضبة شكر فيها الحضور الجماهيري، ليعلن انطلاق البطولة التي شهدت مباراة الافتتاح بين منتخبنا الوطني والمنتخب العماني.

ووصف كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، حفل الافتتاح بـ”المبهر” والأجمل في تاريخ بطولات الخليج، حتى أن مغردين من الخليج أشادوا بما قدم أثناء الافتتاح مقارنين الحفل بما شهده مونديال قطر 2022 قبل أقل من شهرين.

حضر العراق وغاب المنتخب

إلى ذلك، لم يكافئ المنتخب العراقي الجماهير الحاضرة في الملعب بأداء يرقى إلى ما شاهدوا في حفل الافتتاح، فقد شهدت المباراة على طول شوطيها حذرا واضحا من الفريقين ولم تشهد لمحات فنية على الرغم من التغييرات التي أجراها مدربي الفريقين لتنتهي بالتعادل السلبي، فيما شهدت استراحة ما بين الشوطين وصلة غنائية قدمها الفنانان رحمة رياض ومحمود التركي.

من جانبه، أكد مدرب منتخبنا الوطني خيسوس كاساس، في المؤتمر الصحفي، الذي عقد بعد نهايةِ المباراة، إن “المنتخب العراقي سيطر بشكلٍ أكبر من منافسه على مدار دقائق المباراة بالرغم من قلةِ توفر الفرص لكلا الطرفين كون المباراة كانت مغلقةً، لكنها تحققت لنا بشكلٍ أفضل من منافسنا”.

وأضاف مدرب منتخب العراق: “لسنا هنا من أجل خوض مباراةٍ واحدةٍ فقط”، مشيراً إلى إن “التعادل هو ليس بالنتيجةِ السيئةِ، وإنها الخطوةُ الأولى في البطولة بالرغم من إنها بدايةُ الطريق لهدفنا الأساس في التأهل إلى مونديال 2026”.

وفي اللقاء الثاني ضمن منافسات المجموعة الأولى للبطولة حقق المنتخب السعودي فوزه الأول على نظيره اليمني بهدفين نظيفين.

وتقدمت السعودية في الشوط الأول بهدفين سجلهما اللاعبان سميحان النابت بالدقيقة الـ 18 عبر تسديدة من خارج منطقة الجزاء ومصعب الجوير بالدقيقة الـ 34 عن طريق ركلة جزاء لينتهي الشوط الأول بهذا التقدم، وأكمل الفريق السعودي سيطرته على اللقاء في الشوط الثاني حتى أنهى المباراة فائزا بهدفين للاشيء ليحصد النقاط الثلاث في أولى مبارياته في البطولة. وتصدرت السعودية فرق المجموعة الأولى بهذا الرصيد فيما تقاسم فريقا العراق وعمان المركز الثاني بنقطة وحيدة وحصل اليمن على المركز الأخير دون رصيد.

ومن المقرر أن تجري اليوم السبت، مباريات المجموعة الثانية بمباراتين إذ يلعب الكويت أمام قطر فيما تواجه البحرين الإمارات.

وبموازاة الافتتاح والإشادة، إلا أن اليوم الأول من خليجي 25 لم يسلم من الهفوات، لاسيما على الجانب التنظيمي، إذ ذكر مشجعون في أحاديث لـ”العالم الجديد”، أن “البطاقة المخصصة للدخول إلى الملعب لم يطلع عليها أحد، بينما حرم كثيرون بينهم نساء وأطفال من الدخول إلى الملعب بسبب تأخرهم وزحام الشوارع على الرغم من حملهم البطاقة”.

وتناقلت مواقع التواصل، فيديوهات كثيرة لشخصيات ومواطنين يحملون بطاقات دخول بينها من نوع VIP تم شراؤها بـ200 دولار، لكنهم لم يستطيعوا الدخول، كما تناقل كثيرون مقطعا لمشادات واشتباك بالأيدي بين حمايات مسؤولين في المقصورة الرئيسية للملعب في مشهد لاقى انتقادات كبيرة.

ولعل أبرز الانتقادات ما حدث مع الوفد الكويتي الذي أعلن انسحابه من البطولة قبل أن يقرر الرجوع في قراره، إذ ذكر الاتحاد الكويتي في بيان ورد لـ”العالم الجديد”، إن “سوء التنظيم نتج عنه تدافع جماهيري وازدحام شديد تسبب في تعذر دخول ممثل أمير البلاد نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية فهد ناصر صباح الأحمد ملعب جذع النخلة لحضور مراسم الافتتاح، للحفاظ على سلامته وسلامة الوفد المرافق له”، وأوضح، أنه “نظرا لما حدث وتضامنا مع ممثل أمير البلاد، فقد انسحب بدوره، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم والوفد المرافق له، من مراسم الافتتاح، وأبلغ نظيره العراقي والمسؤولين على التنظيم باحتجاج الاتحاد على تلك الأمور التنظيمية”.

وتابع الاتحاد، “حفاظا على مكانة وأهمية البطولة، ودعماً للأخوة الأشقاء، فإن منتخب الكويت لكرة القدم، سيستمر في المشاركة في فعاليات البطولة، مع تأكيدات الجانب العراقي بتوافر كافة وسائل الأمن والسلامة التي تتطلبها استمرار المشاركة”.

وختم بالقول، “سيتابع رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم والوفد المرافق له، أمور المنتخب الوطني للتأكد من عدم تأثر اللاعبين بأي من تلك الاحداث، والاطمئنان على امنهم وسلامتهم”، مطمئناً الجماهير الكويتية على سلامة اللاعبين وجميع أعضاء الوفد الكويتي المتواجد حاليا في مدينة البصرة، ودعا الجماهير مواصلة الدعم والمساندة لمنتخبنا في البطولة”.

فيما أكد عضو اتحاد الكرة العراقي فراس بحر العلوم، أن “ما أثير عن انسحاب المنتخب الكويتي أنباء عارية عن الصحة، وان الاخوة في الوفد الكويتي يعيشون الآن أجواء طيبة الى جانب الوفود ولم ينسحبوا من البطولة”.

إلى ذلك، أصدر الاتحاد العراقي لكرة القدم، اليوم السبت، بياناً بشأن مغادرة الوفد الكويتي، ملعب البصرة الدولي أمس، خلال حفل الافتتاح.

الاتحاد العراقي يعتذر

وقال الاتحاد، في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، أنه “يعرب عن أسفه الشديد لخُروج بعض الأمور التنظيميّة عن إطارها الصحيح في مراسيم افتتاح فعالياتِ كأس خليجي 25 في مدينةِ البصرة”.

وأضاف البيان، أن “رئيس الاتحاد، عدنان درجال، تقدم في بيانٍ صحافي باعتذارٍ للوفدِ الكويتي لما واجهه من صعوباتٍ في دخول ملعبِ جذع النخلة، وما نتجَ عنه من مغادرةِ ممثل أمير دولة الكويت رئيس اللجنة الأولمبيّة الشيخ فهد الناصر، وكذلك رئيس الاتحاد الكويتي وأعضاء مجلس الإدارة”.

وأبدَى درجال، بحسب البيان عن “أسفه الشديد لمشاهد التدافع الجماهيريّ التي حدثت أمام الملعبِ وداخل المقصورةِ الرئيسية”، مؤكداً أن “الاتحاد العراقي، وكذلك القائمين على تنظيمِ البطولة، سيضعان في الاعتبار ضرورةَ تلافي ما حدثَ لضمان ظهور العمليةِ التنظيميّةِ في أفضل صُورةٍ ابتداءً من مبارياتِ اليوم الثاني للبطولة”.

وأشارَ رئيس الاتحاد، إلى أن “ما حدثَ من أمورٍ تنظيميةٍ لن يؤثر على متانةِ العلاقة بين العراق والكويت، وبالأخص على المستوى الرياضي”، لافتاً إلى أن “الاتحاد الكويتيّ كان من أشد الداعمين لإقامةِ البُطولة في مدينةِ البصرة سواء من خلال زيارة رئيس الاتحاد الكويتي عبد الله الشاهين والوفد المرافق له لملعبي البطولةِ قبل إقامتها بنحو ثلاثة أسابيع، أو بتواجد المنتخبِ الكويتي لمُلاقاةِ منتخب العراق ودياً في ملعبِ الميناء الأولمبي”.

وحثّ درجال، الجماهيرَ على “ضرورةِ مُواصلةِ الدعم والمُساندة من أجل إنجاحِ البطولة التي تمثل بوابةَ عودة الرياضة العراقيّة لاستضافةِ الأحداث الرياضيّة بعد فترةٍ طويلةٍ من الغياب”.

إقرأ أيضا