خليجي 25.. رسائل اطمئنان عراقية إلى الاستثمار والسياحة

يبعث خليجي 25 المقام حالياً في البصرة، برسائل اطمئنان كبيرة إلى المستثمرين والسياح للإقبال على…

تبعث بطولة الخليج العربي لكرة القدم، والمقامة حاليًا في البصرة، برسائل اطمئنان كبيرة للمستثمرين والسياح لجهة الإقبال على المحافظة الجنوبية الأهم في العراق ورئته الاقتصادية، إذ يذهب خبراء اقتصاديون  إلى أن البطولة انعكست ملامحها على شوارع المحافظة من خلال عمليات الإعمار التي طالتها قبل أن تبدأ، مؤكدين أن باباً من الفرص الاقتصادية ستفتحه البطولة على المحافظة، بينما رأى مسؤول محلي أن الفعالية الرياضية الأشهر على مستوى الخليج، أنهت الانغلاق مع دوله بعد ثلاثة عقود من الجفاء والقطيعة.

ويقول مستشار محافظ البصرة حسن النجار، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “خليجي 25 باب جديد لمحافظة البصرة والعراق ستدخل من خلاله الفرص لفتح علاقات جديدة مع دول الخليج والانطلاق إلى الدول العربية الشقيقة الأخرى، فكما نعلم أن العراق أغلق سياسيا عن هذه العلاقات منذ عام 1991 واستمر بهذا الانغلاق، وعلى الرغم من الانفتاح بعد عام 2003 لكن لم يتحقق ما حققته بطولة خليجي 25، فالبصرة أصبحت اليوم عين العراق التي ينظر من خلالها”.

وعن النتائج المتوخاة من هذه البطولة، يضيف النجار، “أننا بدأنا بفتح علاقات جديدة على المستوى الشعبي بين العراق وشعوب الخليج فاليوم تجد أن أبناء الخليج يتجولون في محافظة البصرة وينبهرون بالكرم والضيافة والاستقبال وهذا له مردود وعائد مستقبلي على المستوى الاستراتيجي”.

ويتابع أن “أولى النتائج ستكون على الجانب الاستثماري، إذ وجدت حكومات وشعوب الخليج ضالتها الاستثمارية في محافظة البصرة لما فيها من أمن، وما تحقق من علاقات ودية بين الشعوب، أما على مستوى السياحة فكما نعلم أن دول الخليج لها علاقات وطيدة مع هذه المحافظة حتى أن بعضها علاقات عائلية تمتد لتاريخ بعيد على اعتبار أن الخليجيين كانوا يأتون إلى البصرة قبل عام 1991 بعنوان الاستجمام والراحة والسياحة، واليوم نحن كمحافظة ركزنا على الجانب السياحي في ما يتعلق بكورنيش البصرة والمتاحف والمناطق السياحية الأخرى وليس في المركز فقط وإنما في أقضية الخصيب والزبير وغيرها”.

ويتوقع النجار، أن “تشهد  البصرة خلال الفترة القادمة زيارات سياحية من قبل أبناء الخليج ومختلف الدول العربية، ولا ننسى أن محافظة البصرة تسمى بالعاصمة الاقتصادية في العراق، فالجانب الاقتصادي والاستثماري والسياحي سيؤدي دورا كبيرا، ما يفتح أبوابا جديدة على مستوى العراق وليس على مستوى المحافظة فقط”.

ويشير المستشار إلى “استعداد المحافظة لاستقبال الاستثمارات وكذلك السياح بشكل لائق، فقد رأينا اليوم استيعابها للضغط الجماهيري سواء من خارج العراق أو من داخله”، مؤكدا أن “تجربة البصرة تجربة ناجحة يجب أن تعمم في العراق جميعه من ناحية الجذب السياحي والرياضي”.

ويستضيف العراق بطولة الخليج لكرة القدم بنسختها الخامسة والعشرين، بعد 44 عاما و20 نسخة ابتعدت فيها البطولة، بينما سجل كثير من ضيوف البصرة من مواطني دول الخليج إعجابهم بالحفاوة الكبيرة التي استقبلتهم بها الجماهير البصرية.

وأشارت تقارير إلى أن عدد الزوار الذين قدموا إلى مدينة البصرة في أول يومين من بطولة “خليجي 25″، عبر منفذي مطار البصرة الدولي ومنفذ سفوان الحدودي، بلغ نحو 34 ألف شخص، وذلك بفضل التسهيلات التي تم تقديمها لمختلف الوفود المشاركة من منتخبات وممثلي وسائل الإعلام والجماهير، وذلك بناء على توجيهات الحكومة، كما شهدت شوارع وطرقات مدينة البصرة حركة واسعة منذ الأيام الأولى للبطولة، حيث توافدت الجماهير من دول الخليج بشكل واضح سواء عن طريق البر أو الجو، وحضر مشجعو المنتخبات المشاركة في مدرجات البطولة، ما شجع المزيد من الجماهير الأخرى للسفر وحضور عرس الكرة الخليجية الذي يعود للعراق بعد غياب 44 عاما.

إلى ذلك، يرى الخبير الاقتصادي جليل اللامي، خلال حديث لـ”العالم الجديد” إن “آثار بطولة خليجي 25 المقامة في البصرة بدأت قبل بدء البطولة بشكل واضح من خلال مراحل التطوير التي شهدتها البصرة، فالكثير من الشوارع الرئيسية والفرعية طالها الإكساء مع تأهيل شبكات الصرف الصحي وتوفير الطاقة الكهربائية على مدار الساعة”.

ويضيف اللامي أن “تأثير البطولة انعكس على البصرة وسكانها أيضا من خلال التوافد الكبير للزائرين من دول الخليج قبيل البطولة، ما أدى لتعزيز واقع السياحة في المحافظة”، لافتا إلى أن “البطولة لها مردودات اقتصادية كبيرة للعراق، وتمثل زيادة بالدخل القومي والناتج المحلي الإجمالي وتحفز القطاعات الخدمية، فعلى صعيد قطاع السياحة تم تجهيز 35 فندقا في البصرة لاستقبال وفود وجماهير البطولة”.

وعن الآثار الاقتصادية المباشرة للبطولة، يؤكد الخبير أنها “ستكون من خلال أجور البث التلفزيوني وأسعار تذاكر المباريات ومبيعات الإعلانات التجارية وكذلك زيادة فرص العمل بالبصرة”، مشيرا إلى “تفعيل قطاعي الخدمات والنقل وجذب الاستثمار الخليجي المباشر للمحافظة، فضلًا عن مزايا غير مباشرة تتعلق بالرفاهية في محافظة البصرة وانعكاس صورة الجانب الأمني وفرص الاستثمار الأجنبي الذي يتيحها الأمان”.

ويتوقع أن النجاح التنظيمي في البطولة في ظل الاستقرار الأمني سيتيح للعراق توطيد علاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال استثمارات اقتصادية تفتح أبواب العراق مجدداً أمام جيرانه الخليجيين وحتى من خارج الخليج.

يذكر أن المشجعين من دول الخليج، تجولوا في البلد، وقد شوهدت عجلاتهم وخاصة التي تحمل لوحات تسجيل دولة الكويت في العاصمة بغداد، حيث زاروا أبرز معالمها.

من جانبه، يؤكد الخبير الاقتصادي ملاذ الأمين، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “إقامة المسابقات والمباريات في مدن العراق دلالة على تعافي الوضع الأمني وإزاحة السمعة السيئة عن ترديه، وهذه الاستضافة هي فاتحة خير لمسابقات أخرى”.

وفيما يتوقع الأمين أن “يستضيف العراق مباريات ونشاطات عالمية أخرى في مدنه”، يؤكد أن “البعد اقتصادي يكمن في إيصال رسائل استتباب الأمن من خلال نجاح خليجي 25، وهذا يفتح آفاقا اقتصادية كبيرة ويجعل الشركات العالمية تستثمر في العراق”.

ويتابع أن “القطاع السياحي سينشط خلال الفترة المقبلة، فمن المتوقع أن يستقبل العراق وفودا سياحية عدة لزيارة المناطق الأثرية والترفيهية المنتشرة في عموم العراق”، مشيرا إلى أن “ذلك سيفتح آفاقا جديدة من الموارد الاقتصادية لميزانية الدولة ويهيئ فرص عمل كثيرة في مدن العراق المختلفة”.

ويخلص الأمين إلى أن “الوفود الرياضية التي زارت العراق واشتركت في خليجي 25، من شأنها أن تنقل الصورة التي رأتها عن واقع العراق وأمنه وما يحتوي من موروث وعمق وموارد لاسيما ما موجود في البصرة من نظام وحياة  طبيعية، وهذا سيؤثر إيجابا على قطاع السياحة هناك”.

وتعتبر البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، وثاني أكبر مدنه من حيث عدد المساحة والثالثة بعدد السكان، كما تعدّ بوابة العراق البحرية، والمصدر الرئيس للنفط الخام الذي يعتمد العراق على بيعه.

وتنظم بطولة كأس الخليج مرة كل عامين، وأقيمت النسخة الأولى منها في البحرين عام 1970، بينما استضافت قطر النسخة الأخيرة عام 2019 وتُوجت فيها البحرين باللقب الأول في تاريخها.

إقرأ أيضا