فنادق البصرة.. انتعاش وعمالة إضافية

لم يجد حيدر التميمي (31 عاماً) فرصة عمل بعد أن تعطل المطعم الذي يعمل فيه…

لم يجد حيدر التميمي (31 عاماً) فرصة عمل بعد أن تعطل المطعم الذي يعمل فيه بعد حادثة حريق طالته بسبب تماس كهربائي الصيف الماضي، لكنه الآن منهمك في العمل بواقع فترتين في اليوم.

جذب إعلان الكتروني لأحد الفنادق ذات الخمس نجوم في البصرة، حيدر، وهو شيف يمتلك خبرة بإعداد المأكولات الغربية وتحضير المقبلات الحارة، قبل بداية خليجي 25 الذي تستضيفه المحافظة، ليكمل اختبارا سريعا ويعمل بوجبتين صباحية ومسائية.

ويقول التميمي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “البصرة تشهد الآن موسما اقتصاديا تاريخيا لم تعهده من قبل، أتمنى أن تبقى آثار هذا الحدث الرياضي على السوق الذي يشهد انتعاشا كبيرا حتى بعد البطولة”.

ويلفت إلى أنه هو وزملاؤه “العاملون في الفندق يشهدون ضغطا لم يعهدوه من قبل، لكنه رغم التعب والإرهاق ممتع، فالفندق مليء بالحجوزات على مدار الأيام الماضية والنزلاء في ازدياد”.

وللمرة الأولى تشهد البصرة امتلاء الفنادق الرسمية وفنادق الخمس نجوم والشعبية بشكل تام دون وجود أي شاغر، في موسم أشبه بموسم الزيارات المليونية التي تشهدها كربلاء سنويا حينما تحتضن الملايين من الزائرين الوافدين من داخل وخارج العراق، وهو أمر لم يحدث سابقا في البصرة.

ويؤكد رافد العطار، مدير إدارة فندق شيراتون البصرة، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الفندق بدأ باستقبال الوفود الرياضية والإعلامية من تاريخ 25 كانون الأول ديسمبر من العام الماضي كون رئاسة اتحاد الكرة جعلت الفندق مقتصرا على الوفود والفندق امتلأت غرفه بالكامل”.

ويضيف العطار، أن “أول وفد وصل إلى الفندق هو الوفد اليمني من ضمنهم المنتخب وهو مكون من 45 فردا، من بعده وصل الوفدان العماني والسعودي ومعهم سفراء بلدانهم في العراق”، مشيرا إلى أن “وقت العمل تضاعف وتم تمديد ساعات العمل من 8 إلى 12 ساعة بنظام أوفر تايم وهناك مهن مثل اللوندري وغيرهم يبيتون في الفندق”.

ويفيد بأن “الفندق عيّن 55 عاملا من كلا الجنسين في مفاصل الفندق، بالإضافة إلى 165 عاملا سابقا”، لافتا إلى أن “الخدمات تقدم حسب طلب منسق وطبيب الوفد من ناحية نوع الطعام وطريقة تقديمه، وطريقة تناول الطعام، وحتى طريقة تنظيم طاولات الطعام، فكل وفد يختلف طعامه عن غيره”.

ويكمل العطار أن “الفندق ضيّف كادر برنامج المجلس التابع لقناة الكأس القطرية أيضا، وكذلك بعض الضيوف الذين قدموا بشكل فردي، وبعد مشاهدتهم مستوى الأمان والخدمات والترحيب أرسلوا إلى عائلاتهم للقدوم، ومن ضمنهم شخصيات قطرية”، مشيرا إلى “توفير جميع الوجبات الشعبية البصرية، بالإضافة إلى الخبز الحار من خلال خبزه مباشرة أمام الضيوف”، فيما لفت إلى “امتلاء فنادق البصرة بما فيها الشعبية بشكل كامل، وارتفاع أسعار الحجز في فنادق البصرة 40 بالمئة وزيادة العمالة وتمديد أوقات العمل في فنادق البصرة”.

وتعتبر البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، وثاني أكبر مدنه من حيث عدد المساحة والثالثة بعدد السكان، كما تعدّ بوابة العراق البحرية، والمصدر الرئيس للنفط الخام الذي يعتمد العراق على بيعه.

ويستضيف العراق بطولة الخليج لكرة القدم بنسختها الخامسة والعشرين، بعد 44 عاما و20 نسخة ابتعدت فيها البطولة، بينما سجل كثير من ضيوف البصرة من مواطني دول الخليج إعجابهم بالحفاوة الكبيرة التي استقبلتهم بها الجماهير البصرية.

بدوره، يقول حاتم حمزة مدير فندق المربد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن فندقه “يحتوي على 200 غرفة، 30 سويت بالإضافة إلى قاعات اجتماعات، وهو فندق متكامل 5 نجوم في منطقة العشار بمركز البصرة”، مؤكدا أن “لفندق كان قبل البطولة من ضمن الفنادق التي تستقبل الوفود وفرق الدوري العراقي لكرة القدم خلال حضورها للمحافظة”.

ويفيد بـ”إجراء الفندق تعديلات وتحسينات وإضافات على مستوى البنى التحتية والفوقية والتأثيث”، مؤكدا أن “40 بالمئة من نزلاء الفندق ضيوف عرب من قطر والبحرين والكويت والسعودية و60 % من العراقيين”، وفيما أكد أن “حجز الغرف بدأ قبل انطلاق البطولة بعشرة أيام”، يلفت إلى “إضافة عمال بمختلف الاختصاصات على مستوى الخدمات من العمالة المحلية”.

ويتوقع حمزة أن “تنشط حركة السياحة في الفترة المقبلة، نتيجة ارتياح الخليجيين بمستوى الأمان والترفيه في المحافظة وكانوا مستغربين من عدم صحة ما يصلهم من أخبار عن عدم وجود الأمان”.

ويوضح أن “ترحيب العراقيين بهم على المستوى الشعبي اثر بهم كثيرا، وهناك مرشد سياحي بالإضافة إلى خدمة التوصيل إلى الأماكن السياحية”.

وعن الفوائد المباشرة التي حصلت في البطولة يذكر حمزة أن “القطاع الخاص في الفندقة والمطاعم ووسائط النقل المواصلات والباعة والاكشاك شهدوا انتعاشا من خلال زيادة الطلب على الكثير من السلع ما أدى إلى دخول أخرى إضافية”، موضحا أن “الرعاية التجارية للبطولة والتذاكر ساهمت في سد جانب كبير في الكلفة التشغيلية للبطولة التي قدرت بـ43 مليون دولار”.

ويشير إلى “إمكانية أن تشكل البطولة نقطة جذب لتحريك عجلة التجارة والاستثمار في البصرة خاصة والعراق عموما ونقطة جذب لرأس المال الخليجي كون دول الخليج تعاني من فائض لرؤوس الأموال وممكن أن يكون العراق الوجهة المقبلة للاستثمارات الخليجية خصوصا في مجال البنى التحتية والفندقة والمنتجعات السياحية”.

وأشارت تقارير إلى أن عدد الزوار الذين قدموا إلى مدينة البصرة في أول يومين من بطولة “خليجي 25″، عبر منفذي مطار البصرة الدولي ومنفذ سفوان الحدودي، بلغ نحو 34 ألف شخص، وذلك بفضل التسهيلات التي تم تقديمها لمختلف الوفود المشاركة من منتخبات وممثلي وسائل الإعلام والجماهير، وذلك بناء على توجيهات الحكومة، كما شهدت شوارع وطرقات مدينة البصرة حركة واسعة منذ الأيام الأولى للبطولة، حيث توافدت الجماهير من دول الخليج بشكل واضح سواء عن طريق البر أو الجو، وحضر مشجعو المنتخبات المشاركة في مدرجات البطولة، ما شجع المزيد من الجماهير الأخرى للسفر وحضور عرس الكرة الخليجية الذي يعود للعراق بعد غياب 44 عاما.

من جانبه، يذكر حسين الربيعي مدير هيئة السياحة في البصرة، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الجانب السياحي انتعش على خلفية البطولة واستمرار الوفود والمشجعين والضيوف ساهم في امتلاء الفنادق”، لافتا إلى “حاجة المحافظة إلى المزيد من الفنادق لاسيما ذات المواصفات العالية وضمن الدرجة الممتازة”.

ويتحدث احمد جاسم، وهو عامل في فندق شيراتون البصرة، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، عن “ارتفاع أجور العمل والحوافز خلال أيام بطولة خليجي 25″، مشيرا إلى “وجود عمل حقيقي وبشكل مثالي واحتكاك مع ضيوف من خارج البلد”، لافتا إلى “تمديد وقت العمل لساعات إضافية نتيجة استمرار توافد الضيوف”.

وتنظم بطولة كأس الخليج مرة كل عامين، وأقيمت النسخة الأولى منها في البحرين عام 1970، بينما استضافت قطر النسخة الأخيرة عام 2019 وتُوجت فيها البحرين باللقب الأول في تاريخها.

إقرأ أيضا