هل يعود الصدر للسياسة عبر بوابة “الصلاة الموحدة”؟ 

عبر ثنائية الدين والسياسة، رجح محللون سياسيون عودة زعيم التيار الصدري للمشهد السياسي قريبا، بعد…

عبر ثنائية الدين والسياسة، رجح محللون سياسيون عودة زعيم التيار الصدري للمشهد السياسي قريبا، بعد صلاة الجمعة الموحدة التي دعا إليها يوم أمس، لاسيما وأنها الأولى منذ نجاح غريمه السياسي “الإطار التنسيقي” بتشكيل الحكومة الحالية، ووفقا للمحللين فإن الصدر أرسل رسائل عدة من خلال هذه الصلاة، لكن مقربا من التيار الصدري، أشار إلى أن انسحابه من المشهد ساهم في كشف عورات إدارة الدولة.

ويقول المحلل السياسي علي البيدر، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “النشاط السياسي للتيار الصدري، لا يمكن أن يعزل عن السلوك الديني، فكلاهما يصبان في محيط أهداف الصدر للبقاء ضمن المشهد العراقي”.

ويضيف البيدر، أن “الدعوة للصلاة بحد ذاتها هي خطوة سياسية، حتى وإن كانت الطقوس أو الشعائر المؤداة دينية، لكنها تحمل رسائل وأهدافا وأبعادا سياسية، إذ لا يمكن أن نضعها في خانة الصلاة العادية، وإلا لكان الصدر أمر أتباعه بأن يؤدوا صلاتهم في أقرب مسجد لهم”، لافتا إلى أن “هذا التجمع بحد ذاته يحمل أبعادا أخرى وعلى البقية أن ينتبهوا لما ستتبعه من خطوات قد يخطوها الصدر خلال المرحلة المقبلة”.

ويتابع أن “هذه الصلاة بحد ذاتها، قد تكون تقدير موقف لأعداد وإمكانيات التيار، وفي الوقت نفسه إعادة شحن للصدريين بمنهاج التيار ومعرفة مدى استعدادهم للدفاع عن قضاياه وما يتبناه من طروحات سياسية وعقائد دينية”.

ويرى المحلل السياسي، أن “من الوارد أن تكون هذه التجمعات بوابة للدخول إلى المشهد السياسي مجددا، بعد أن غادره الصدر من بوابة البرلمان، ومحاولة للعودة إليه من نافذة التجمعات الدينية والعقائدية، خاصة وأن التيار الصدري تيار عقائدي قبل أن يكون ذا طابع سياسي، لكنه استخدم السياسة لخدمة هذا التيار، وبالتالي كل ما يقوم به الصدر هو محاولات لإرسال رسائل بأنه باق في المشهد، ولن يغادره مثلما يروج البعض أو يتمنى ذلك”. 

وأدى أنصار التيار الصدري يوم أمس الجمعة، صلاة موحدة، بناء على توجيه زعيم التيار مقتدى الصدر، وقد قرأت في الصلاة خطبة الصدر الدينية. 

وكان الصدر، خلال المرحلة الماضية، دائما ما يدعو لصلاة موحدة، ومن ثم تتبعها تظاهرات أو توجيهات تخص الشأن السياسي، وخاصة في ذروة الأزمة السياسية منتصف العام الماضي. 

يذكر أن الصدر انسحب من العملية السياسية، وسحب معه أيضا نواب كتلته النيابية، وذلك بعد محاولته تشكيل الحكومة إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، لكنه لم ينجح في حينها بسبب رفض قوى الإطار التنسيقي المقرب من إيران والمتحالفين معها، عبر استخدام ما بات يعرف بـ”الثلث المعطل”.

وتزامن إجراء الصلاة الموحدة، مع دعوات إيرانية للصدر بتقديم الاعتذار عن تسمية “الخليج العربي” في تغريدة له رحبت بقدوم المنتخبات والجماهير الخليجية المشاركة في فعاليات “خليجي 25” المقامة حاليا في البصرة، مطالبة إياه باستخدام التسمية الإيرانية للخليج، وهي “الخليج الفارسي”، إلا أنه تجاهلها تماما.

لكن المحلل السياسي المقرب من التيار الصدري، عصام حسين، يذهب خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “رسالة السيد الصدر في هذه الصلاة السنوية هي رسالة دينية ليس فيها من السياسة شيء”. 

ويضيف حسين، أن “القواعد السياسية ستربط هذه الصلاة بالسياسة يقينا، على اعتبار أن الصدر لا يزال الأقوى سياسيا حتى في ظل صمته وابتعاده عن المشهد، والكل يلاحظ اليوم، تخبطات عمل الحكومة وصراع المناصب وغيرها، وهو ما أعطى انطباعا أن قرار الصدر بالانسحاب من العملية السياسية خلال هذه الفترة، كشف حقيقة إدارة الدولة من قبل الإطار التنسيقي”.

وكانت قضية اقتحام المنطقة الخضراء من قبل أنصاره والدخول باشتباكات مع حمايات مقار الحشد الشعبي في آب أغسطس الماضي، آخر حدث للتيار الصدري، وفيه خرج الصدر وقدم اعتذاره للشعب عما حصل آنذاك، خاصة وأن الاشتباكات أدت لسقوط ضحايا من تياره ومن القوات الأمنية”.  

جدير بالذكر، أن الصدر، حصل في الانتخابات الأخيرة على 73 مقعدا نيابيا، وهو الرقم الأعلى بين جميع الكتل، وقد استند عليه في محاولاته لتشكيل الحكومة باعتباره الفائز الأكبر. 

من جانبه، يعتبر المحلل السياسي، صلاح الموسوي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الصلاة التي دعا إليها الصدر، تمثل إحياء لذكرى إقامة أول صلاة جمعة للصدريين في التسعينيات، وهي بالتأكيد تحمل رسائل سياسية، فمن المعروف أن وسيلة التيار الصدري للنشاط السياسي هي صلاة الجمعة على اعتبار أنها تحمل خصوصية لمخاطبة وجدان الصدريين”.

ويضيف الموسوي، أن “التيار الصدري رأى أن الوقت مناسب للظهور، وإعطاء إشارات على العودة الى ما كان عليه من نشاط، بغض النظر عن موقفه من الحكومة، سواء كان متقاربا مع الدولة أو مبتعدا عنها، لاسيما مع ظروف ابتعاده الإجباري عن العملية السياسية علما وتداعيات مايحصل في العراق وخاصة على الجانب الاقتصادي”.

وعن موقف الصدريين من السوداني، يتابع أن “هدوءا يسود العلاقة بين رئيس الوزراء والتيار حتى الآن، ولا نعلم ماذا يخطط التيار للعودة إلى الوضع السياسي”، مشيراً إلى أن “هذه المناسبة تحمل أكثر من رسالة، فقد تكون مجرد إحياء ذكرى أو إعلان الصدر تركيزه على الجانب الديني فقط، وهناك احتمال آخر بأنها إشارة للبدء بمشروع سياسي أو برنامح جديد يتوافق مع وضع العراق الحالي”. 

ويكمل أن “الصدر قد يتخذ من الجانب الديني بابا للدخول الى العملية السياسية مجددا، فتحركات الصدر قائمة على الجانب الديني، حتى أن صلاة الجمعة سياسية أكثر منها دينية “، مؤكدا “العودة الوشيكة للصدر إلى الساحة”. 

يشار إلى أن “العالم الجديد” تناولت سابقا قضية صمت الصدر على تشكيل الحكومة، وقد رهن في حينها بإجراء انتخابات مبكرة، وهو كان مطلبه بعد سحب نوابه من البرلمان، لكن لغاية الآن لم تحسم مسألة إجراء انتخابات مبكرة، رغم أنها مضمنة في المنهاج الحكومي للسوداني.

إقرأ أيضا