السوداني في ألمانيا.. زيارة بروتوكولية و “مذكرات “ضبابية”

قلل خبراء بالسياسة والاقتصاد، من أهمية زيارة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إلى ألمانيا، ففيما…

قلل خبراء بالسياسة والاقتصاد، من أهمية زيارة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إلى ألمانيا، ففيما وصفوا مذكرة التفاهم مع شركة “سيمنز” التي وقعها بأنها تشبه مذكرة تفاهم وقعها العراق سابقا، أكدوا أنها حتى اللحظة غير واجبة التنفيذ، وأن تحققها على أرض الواقع أمر صعب، مشيرين إلى أن الهدف السياسي من الزيارة هو إثبات التوازن في العلاقات.

ويقول المحلل السياسي أحمد الشريفي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الزيارات الخارجية لرؤساء الحكومات العراقية، دائما ما تكون بروتوكولية تهدف لاستمرار العلاقات ما بين الدول، غير أنها تكون غالبا خالية من أي اتفاقات وصفقات رسمية على مختلف الأصعدة”.

ويبين الشريفي، أن “السوداني يهدف من خلال زياراته الخارجية سواء الإقليمية أو الأوروبية إلى إيصال رسائل لكافة المحاور الدولية ان حكومته تعمل على توازن في العلاقات، وهي ضد سياسة المحاور، وهذه ابرز الرسائل التي دائما ما يؤكد عليها رئيس الوزراء في أي زيارة له”.

ويتابع أن “زيارة رؤساء الوزراء في العراق للدول سواء الإقليمية أو العالمية، تشهد توقيع مذكرات تفاهم، وهذه المذكرات، غالبا ما لا تنفذ أو تحول لاتفاقات، ولذا نجد عدم تنفيذ أي توقيع، وذلك يعود لعدة أسباب، منها الوضع السياسي الداخلي أو التأثيرات الخارجية”.

يشار إلى أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وصل أمس الأول الخميس، إلى ألمانيا في زيارة رسمية، التقى خلالها مسؤولين صناعيين، فضلا عن المستشار الألماني أولاف شولتس. 

ومن ضمن مجريات الزيارة، وقعت وزارة الكهرباء العراقية مذكرة تفاهم مع شركة سيمنز الألمانية، لتطوير منظومة الكهرباء في العراق، تشمل إنشاء محطات توليد جديدة والاستفادة من الغاز المصاحب.

جدير بالذكر، أن السوداني أكد للرئيس التنفيذي لشركة سيمنز الألمانية للطاقة، عزم الحكومة على توفير الأموال اللازمة لتنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة مع شركة سيمنز على الأرض.

بالمقابل، يؤكد الخبير في الشأن الاقتصادي نبيل جبار التميمي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هناك فرقا بين توقيع الاتفاقيات وتوقيع مذكرات التفاهم، فالمذكرات، هي مقدمة لتوقيع العقود المباشرة لانشاء المشاريع، وفي زمن الحكومة السابقة (حكومة الكاظمي) تم توقيع مذكرة تفاهم، وحتى حاليا تم مذكرة تفاهم”.

ويبين التميمي، أن “العمل على جعل مذكرة التفاهم اتفاقا قابلا للتنفيذ، يحتاج الى وقت، من أجل الاتفاق على كافة التفاصيل بقضية العقد والسعر وغيرها من القضايا الفنية والمالية، وحتى القانونية”.

ولا يرى أن “الولايات المتحدة الأمريكية، سترفض توجه العراق نحو اتفاقيات مع دول أوروبية أو غيرها، فهذا يعتمد على شكل وصيغة العقد، خصوصاً إذا كان عقدا احتكاريا، أي أن مشاريع محددة تذهب لشركات أوروبية محددة، فهذا الأمر بكل تأكيد سيولد رد فعل أمريكية تجاه العراق”.

وكان رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد كشف لقناة DW الألمانية عن أن التعاون مع ألمانيا في مجال الطاقة واعد، وأن العراق لديه إمكانية لتصدير سبعة آلاف ميغاوات من الطاقة عبر الغاز.

وأجرى السوداني، زيارات خارجية سابقة منذ توليه منصبه، منها إلى الأردن والسعودية وإيران، فضلا عن مشاركته بالقمة الصينية- العربية، التي عقدت في السعودية ايضا، ومؤتمر بغداد 2 الذي عقد في الأردن بمشاركة فرنسا. 

يشار إلى أن العراق سبق وإن وقع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع شركة سيمنز، منها ما وقعها رئيس الحكومة الأسبق عادل عبدالمهدي، وكانت بقيمة 14 مليار دولار. 

إلى ذلك، يبين مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى ألمانيا في الوقت الحالي لتمكين العلاقات الاستراتيجية بمجال الطاقة الكهربائية والطاقة النظيفة، خصوصا أن المانيا لها عقود وعمل سابق بهذا المجال”.

ويبين فيصل، أن “ألمانيا يمكن أن تساهم في بناء القاعدة الصناعية للعراق بعد أن جرى اهمالها وإيقاف أكثر من 50 ألف معمل، منذ سنة 2003 ولغاية اليوم بسبب إهمال الصناعة، سواء كانت لقطاع الدولة أو القطاع الخاص”، لافتا إلى أن “زيارة السوداني لألمانيا تهدف لتمكين المنهج الجديد باقتصاد السوق المفتوح، أي الذهاب للاستثمارات”.

ويؤكد أن “لألمانيا دورا كبيرا في قضية التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وهي عضو فاعل في حلف الشمال الأطلسي، كون العراق ينسق باستمرار معه ومع التحالف الدولي، فهو مازال بحاجة للدعم اللوجستي والتدريب والاستخبارات، وزيارة السوداني لألمانيا من ضمن أجندتها المهمة الملف الأمني والعسكري”.

وأكد أن “السوداني لألمانيا مهمة جدا، ليس على الصعيد البروتوكولي، لكن صعيد تمكين وتوثيق العلاقات بين بغداد وبرلين، لما هناك من مصالح متبادلة بين البلدين على مختلف الأصعدة”.

وكانت الحكومة السابقة، برئاسة مصطفى الكاظمي بحثت مع شركة سيمنز، تطبيق خارطة طريق التعاون الموقعة بين العراق والشركة، وسبل تجاوز ما تواجهه من عقبات في التنفيذ، واستكمال المرحلة الأولى من الإتفاق.

 

إقرأ أيضا