“الحنين” يعيد الخليجيين للبصرة بعد انتهاء البطولة

تلمع عَيْنا حنين بالفخر والزهو حين تتحدث عن البصرة، فقد قررت أن تعيد حبل الوصل…

تلتمع عَيْنا حنين بالفخر والزهو حين تتحدث عن البصرة، فقد قررت أن تعيد حبل الوصل الذي كان مقطوعا منذ استقرارها في الكويت قبل عقدين.

تقول حنين، وهي عراقية متزوجة من إيراني وتقيم في الكويت، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “التسهيلات في طريقة الدخول للعراق شجعت الكثير ممن كان مترددا للقدوم لزيارة البصرة، ووجدنا الترحيب منذ النقطة الأولى لدخولنا العراق في منفذ سفوان وفي كل دوائر الدولة”.

وليس غريبا أن حنين قررت أن تكون لأطفالها مستمسكات رسمية عراقية بناء على هويتها العراقية بحسب ما يتيح القانون، تضيف “لم نتأخر في إكمال معاملة التجنيس وسارت الإجراءات بشكل ممتاز عكس ما كان يشاع بأنها تعجيزية”، مؤكدة أن “هذا القرار جاء بعد ما شاهدنا في أيام بطولة خليجي 25، إذ بات الجميع يرغب في القدوم ويحسدوننا على حسن طباعنا وكرم أهلنا”.

وتعبر حنين عن سعادتها بـ”ازدهار مدينتي ومسقط رأسي البصرة وهي تحظى بإعجاب أبناء دول الخليج، فبطولة خليجي 25 غيرت الصورة التي كانت سائدة عن العراق بشكل جذري”.

وتتابع “سنمكث في البصرة عند أهلي وسنبقى لفترة نتجول في كل مرافقها السياحية، وزوجي أحب المدينة وطيبة أهلها، وطلب أن تكون لنا زيارات متكررة لها ليس من أجل زيارة أهلي فحسب، وإنما لقضاء فترات الاستراحة فيها”.

وعلى الرغم من انتهاء فعاليات كأس الخليج، لا تزال البصرة تشهد حركة توافد مواطنين من دول الخليج، وذلك مع سريان قرار الحكومة الذي يسمح للدخول دون تأشيرة، إذ يستقبل منفذ سفوان الحدودي غربي البصرة يومياً، مواطنين من الخليج قادمين بمركباتهم.

وتذكر الكويتية فاطمة جاسم (30 عاما)، أن “أحدا لم يكن ليفكر قبل بطولة الخليج بزيارة العراق نظرا لما ينقل إعلاميا من أخبار مخيفة، وخلال إقامة البطولة، وفي أول أيامها كنا نحذر من يذهب للبصرة، لكن بعد أيام وما إن بدأت وسائل الإعلام بنقل الحقيقة عن الوضع، ترددنا ما بين القدوم من عدمه”.

وتكمل جاسم “عند انتهاء البطولة وعودة أصدقائنا من البصرة للكويت ذهبنا لزيارتهم وتحدثوا لنا بشكل مباشر عما شاهدوه، وكانت العبرة ظاهرة على ملامحهم، وعيونهم تلمع شوقا للعودة إلى البصرة نظرا للترحاب والكرم غير المسبوقين في تلك المدينة، لذا قررنا بشكل قاطع المجيء حتى وإن انتهت البطولة”.

وتستطرد “تأكدنا من شيء ونعتقد أنه الأهم وهو أن أهل البصرة يتمتعون بخلق الطيبة والكرم ذاتيا، فالأمر لم ينته مع انتهاء تنظيم البطولة، وما أن يعرف المواطن سواء البسيط أو المسؤول بأننا ضيوف على المدينة، يصبح مضيافا، وما كنا نقرأه عن كرم حاتم الطائي وما ينقل في كلمات الأغاني وجدناه على أرض الواقع هنا”.

وتزيد المواطنة الكويتية، أن “البلدان التي تشهد أزمات اقتصادية أو إرباكا ولو طفيفا في الوضع الاقتصادي يصبح كل شيء فيها ماديا حتى الأطباع، لكن البصرة التي يصح أن نسميها ثامن عجائب الدنيا بأطباع أهلها، كسرت القاعدة تماما فحتى أزمة العملة مقابل الدولار لم تغير أطباع البصريين بتاتا”.

وللمرة الأولى تشهد البصرة توجه آلاف المواطنين من دول الخليج العربي، خلال بطولة كأس الخليج التي أقيمت فيها الشهر الماضي، وذلك بعد تقديم العراق تسهيلات منح سمة الدخول وإسقاط مبالغها المالية.

إلى ذلك، يقول السائح الكويتي عادل جوهر (43 عاما)، خلال حديث لـ”العالم الجديد”: “هذه زيارتي الأولى للعراق وسعيد جدا بتواجدي في هذا البلد العريق، والإعلام ظلمه كثيرا، وأخطاء السياسة دفع ضريبتها الشعب للأسف”.

ويضيف جوهر: “من لم يلتق ببصراوي فهو لم يعرف الطيبة البشرية أبدا، أريد أن أعاشر أهل البصرة وأتعلم من أطباعهم واعلمها لأبنائي، فعزة النفس والكرم سمات عربية أصيلة وجدناها متمثلة بالشخصية البصرية”.

ويتابع “أتيت قبل يومين ونادم كثيرا كوني لم اشهد أيام بطولة خليجي 25″، مؤكدا أن “البصرة تستحق في كل سنة بطولة، نريد أن نعوض تلك السنين التي مضت، أنا أرى في عيون أهل البصرة عتب محبة”.

وعن تجربته، يؤكد أنه “منذ أسبوع وأنا هنا، لم اشعر بملل للحظة ولو لم يكن لدي التزام عمل لبقيت لأشهر، أقول لأهل البصرة: بصرتكم سيتغير حالها عمرانيا بشكل متسارع نحو الإيجاب”.

وطبقاً لما يقول حسين مهدي، موظف في أحد الفنادق، لـ”العالم الجديد”، فأن “النزلاء الخليجيين لم ينقطعوا منذ بطولة خليجي 25 ولغاية الآن، يخرجون صباحا لتناول الفطور، ويكملون تفاصيل اليوم ويأتون مساءً وعلى ملامحهم السعادة واضحة”.

ويضيف “انتعش عملنا وتوقيت البطولة كان مناسبا فقد تزامن مع أزمة العملة، فلو لم تكن هناك فرص عمل في ظل هذا الاقتصادي بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار وانعكاسه على كل مفاصل الحياة، لكان وضعنا المعيشي صعبا جدا”، مؤكدا أن “ردود أفعال الضيوف عززت لدينا الثقة فالعين البعيدة تكون نظرتها فاحصة أكثر، والضيوف انتبهوا إلى أشياء لم نكن نعي جمالها”.

وبعد إنتهاء البطولة، أعلن العراق عن استمراره بتسهيل منح سمة الدخول والإعفاء من مبالغها المالية لمواطني دول الخليج، نظرا لما شهدته البصرة من توافد كبير.

من جانبه، يوضح مدير ناحية سفوان طالب الحصونة، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “منفذ سفوان مستمر باستقبال الضيوف من دولة الكويت ولم يتغير نشاط الدوائر الخدمية في الناحية من أيام البطولة ولغاية الآن، فالناحية تعتبر بوابة العراق المطلة على الخليج ومن الواجب أن تكون مثالا”.

ويضيف أن “المساحات الخضراء  جرى الاهتمام بها قبل البطولة، وهناك مشاريع أخرى بينها جبل سنام”.

وتعتبر البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، وثاني أكبر مدنه من حيث عدد المساحة والثالثة بعدد السكان، كما تعدّ بوابة العراق البحرية، والمصدر الرئيس للنفط الخام الذي يعتمد العراق على بيعه.

ويقول أنور عبد المحسن، وهو مواطن بصري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، “كنت من المشككين في نجاح البطولة في ظل تباطؤ العمل، لكن مع قرب موعد انطلاق البطولة تسارعت عجلة الإعمار والتزيين وبدت البصرة كعروس، والبصريون قدموا أجمل وأروع صورة عن العراق أمام العالم وافتخر إني من سكنتها”.

ويردف عبد المحسن، أن “على الدولة الاهتمام بالبصرة، وملف الخدمات بات من أولى الأولويات في البصرة كونها تشهد توافد سياح ومن اللائق أن تظهر بشكل جميل”، معتقدا أن “الدوائر الخدمية بحاجة إلى تعزيز كوادرها بما يتناسب مع اتساع رقعة الجغرافية للمناطق السكنية في مركز وأقضية المحافظة”.

يذكر أن مواطني دول الخليج، تجولوا في العراق وليس البصرة فقط، وقد شوهدت عجلاتهم وخاصة التي تحمل لوحات تسجيل دولة الكويت في العاصمة بغداد، حيث زاروا أبرز معالمها.

إقرأ أيضا