نبراسكا الأمريكية تحتضن معرضا افتراضيا عن الإبادة الجماعية للإيزيديين (صور)

تحتضن جامعة أوماها (UNO) في ولاية نبراسكا الأمريكية، بين 9 و23 شباط فبراير الجاري، معرض…

تحتضن جامعة أوماها (UNO) في ولاية نبراسكا الأمريكية، بين 9 و23 شباط فبراير الجاري، معرض “لا احد يستمع” الافتراضي، للتعريف بجرائم تنظيم داعش ضد المجتمع الايزيدي في العراق، وتعزيز العدالة، وذلك برعاية أكاديمية سام وفرانسيس فريد للهولوكوست والإبادة الجماعية التابعين للجامعة.

ويقول مدير ومؤسس فكرة معرض الواقع الافتراضي “لا أحد يستمع”، ريان دي سوزا، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هدفنا من معرض الواقع الافتراضي واستخدام هذه التقنية لإعادة تركيز الاهتمام الدولي مرة أخرى، على التهديد الذي لا يزال يمثله تنظيم الدولة الاسلامية والمحنة المستمرة للناجين والمجتمعات المتضررة وتضخيم دعواتهم للعدالة والاعتراف بالإبادة الجماعية”.

ويرى دي سوزا، أن للمعرض اهمية كبيرة لان اغلبية الذين يزورون المعرض مستجيبين مع الضحايا ويدعون الى تحقيق العدالة، حيث أجرى البروفيسور “روزين محمد أمين” بمساعدة من الدكتور صلاح الجابري، تقييمًا في 5 مدن في جميع أنحاء العراق وكانت هذه هي النتائج: 70.8٪ من 120 المستجيبون أشاروا إلى أن التجربة غيرت معرفتهم السابقة وانطباعاتهم عن الثقافة الأيزيدية،  92.2٪ من المشاركين سلطوا الضوء على الحاجة إلى تحقيق العدالة لقضية الإبادة الجماعية الايزيدية.

ويعبر عن سعادته لـ”احتضان نبراسكا المعرض قبل السفر به إلى جامعات أخرى بجميع أنحاء الولايات المتحدة، ينوي اتحاد مراكز دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية افتتاحه فيها”، معربا عن أمله بأن “يساعد ذلك في رفع مستوى الوعي حول الإبادة الجماعية للإيزيديين والمساعدة في منع حدوث الفظائع المستقبلية مرة أخرى”. 

ويلفت مدير ومؤسس فكرة معرض الواقع الافتراضي “لا أحد يستمع”، إلى عمله من أجل “مشروع مكافحة التطرف لنقل تجربة الواقع الافتراضي إلى المدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة لتثقيف الطلاب حول الإبادة الجماعية للإيزيديين ومخاطر التطرف”.

وفي الختام ينوه دي سوزا، بالقول “لقد كان امتيازًا مدى الحياة أن نعمل جنبًا إلى جنب مع زملائنا من منظمة يزدا وشبكة الناجين الإيزيديين في كل خطوة على الطريق في تطوير هذه المبادرة المبتكرة متعددة الوسائط، الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هي جرائم مروعة للضمير وتقلل من إنسانيتنا الجماعية، الجرائم التي ارتكبها داعش بحق المجتمع الإيزيدي في 2014 ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية”.

وقد تعرض المكون الايزيدي في سنجار غربي نينوى، في 3 آب أغسطس 2014 الى اجتياح من قبل تنظيم داعش الذي قام بتنفيذ إبادة جماعية تمثلت بقتل الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب من خلال عمليات إعدام جماعية، فضلا عن سبي (خطف) النساء والفتيات والأطفال.

وعن أهمية إقامة المعرض في نبراسكا، ترى الناشطة ليلى خديده، من جانبها، أن “الولاية تضم ​​أكبر عدد من الإيزيديين في الولايات المتحدة، ومن المهم أن يتم التعرف إليهم أكثر من قبل الزوار الأمريكان الذين يزورون المعرض”.

وتضيف خديده، أن “الأشخاص الذين زاروا المعرض، استخدموا الواقع الافتراضي (VR) أيضا، وهو تجربة تفاعلية تنقل المشاهدين إلى شمال العراق باستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي، حيث تكون الزيارة محددة لـ30 شخصاً معاً، وعندما تنتهي يمكن للآخرين أيضاً زيارة المعرض، حيث سيكون هناك زوار آخرون أيضا يزورون المعرض من خلال المدارس الثانوية في لينكولن وأوماها في الأيام القادمة”.

يذكر أن “لا أحد يستمع” هو معرض افتراضي يعرض للزائرين صوراً وقصصاً من الإبادة الايزيدية ويجعلهم قريبين من ما حدث لضحايا الإبادة الجماعية في سنجار، هدفه التركيز على الإبادة الجماعية الايزيدية المنسية في العراق وذلك لتعزيز العدالة ويعرض في دول ومناطق مختلفة من العالم وسيستمر على هذا المنوال.

ومنذ سنوات حاولت الحكومة الاتحادية، البدء ببرنامج لإعادة النازحين الإيزيديين إلى مدينة سنجار، وإغلاق مخيمات النزوح، وفتحت باب العودة الطوعية، لكن المقومات والبنى التحتية لم تكن متوفرة في المدينة، خاصة بعد دخولها في الصراع الدائر بين أطراف عدة، داخلية وخارجية، إذ وقعت الحكومة الاتحادية في التاسع من تشرين الأول أكتوبر 2020، مع حكومة إقليم كردستان اتفاقا وصف بـ”التاريخي” حول سنجار، تضمن إخراج كافة الفصائل وعناصر حزب العمال الكردستاني منه، وإخضاعه لسيطرة القوات الأمنية الاتحادية، لكن هذا الاتفاق لم يطبق على أرض الواقع بسبب فشل بغداد وأربيل في تنفيذه بذريعة التحديات التي واجهتهما على ارض الواقع.

إقرأ أيضا