لتزامنه مع حلول رمضان.. نوروز يفقد زخمه السياحي في إقليم كردستان

الشمس مشرقة على سفح جبل أزمر في السليمانية، إنه وقت الظهيرة في العشرين من آذار…

الشمس مشرقة على سفح جبل أزمر في السليمانية، إنه وقت الظهيرة في العشرين من آذار مارس الذي عادة ما يكون صاخباً قبل يوم واحد من بدء أعياد النوروز، لكن ريوان صالح الذي يمتهن صناعة الأكلات السريعة لم يكن منهمكا في عمله مثل كل عام.

ويقول المواطن الكردي، صلاح لـ”العالم الجديد”، إن “مناسبة أعياد نوروز هذا العام لن تحظى باهتمام كما في السنوات السابقة، فربما التقويم الهجري وقرب حلول شهر رمضان أثر في تراجع عدد السياح من وسط وجنوب البلاد، على عكس السنوات السابقة التي شهدت توافد الكثير”.

ويشهد إقليم كردستان، في كل عام توافدا كبيرا للسائحين من الوسط والجنوب، خلال احتفالات نوروز، وخاصة مع تعطيل الدوام الرسمي في البلد لمدة يوم واحد وتعطيله لثلاثة أيام في الإقليم.

وقد اختلف المختصون حول أصل كلمة “نوروز” بين كونها فارسية بهلوية أو كردية، لكنهم يتفقون على المعنى، فالمقطع الأول (نو) يعني جديد، و(روز) تعني اليوم، وهو أول أيام العام الجديد بحسب التقويم الكردي، وأول شهور العام الكردي يُدعى أيضا نوروز، ويُصادف العيد في 21 آذار مارس من كل عام، أي مع بدء التحول الطبيعي في المناخ والدخول في موسم الربيع.

إلى ذلك، يفيد رعد ناصر، الموظف في فندق لومان في أربيل، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “الحجوزات متوفرة لدينا وبأسعار مختلفة، حيث توجد غرفة لشخص واحد بـ40 ألفا (نحو 300 دولار)، ويوجد سويت من غرفتين وخدمات أخرى بأسعار تصل إلى 100 دولار، وتوجد غرف لشخصين بـ50 دولارا”.

ويؤكد أن “الإقبال ليس بكبير ولدينا غرف وسويتات فارغة والحجوزات ليست بالعدد المطلوب ولا تعرف الأسباب”.

وعادة ما يتم إيقاد شعلة نوروز، التي يعود أصلها إلى الانتصار على الظلم، إيذانا ببدء الاحتفالات، وقد أدرجت هذه الشعلة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2009.

يشار إلى أن العراقيين، وبعد عام 2003، توجهوا إلى السفر خارج البلاد بعد الانفتاح على دول الجوار ورفع القيود عن جواز السفر، وعودة الطيران ليغطي أغلب بلدان العالم، لكن الكثير منهم يلجأون إلى السياحة الداخلية، وتحديدا في إقليم كردستان.

من جانبه، يؤكد علي شاكر، من شركة القمة للسفر والسياحة في بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الإقبال على السفر هذا العام قليل وليس بالعدد الذي يشهده كل عام، وذلك بسبب عدم توقف الدراسة، إضافة إلى أننا مقبلون على شهر رمضان، وكل مناسبة تتزامن مع الشهر الفضيل تفقد أهميتها، وهكذا تأثرت أعياد النوروز بطبيعة الحال”.

ويضيف شاكر، أن “الإقبال على زيارة الإقليم هذه السنة أقل بكثير لو أردنا المقارنة بالسنين السابقة”، مؤكدا أن “أسعار السفرات ترتفع في المواسم، وهذا يعود إلى ارتفاع أسعار الفنادق ومتطلبات السفر في الإقليم”، فيما أشار إلى أن “الأسعار تقترب من 90 ألفا ولغاية 100 ألف حسب مكان الإقامة وبرنامج السفرة لمناطق الإقليم”.

ويعد إقليم كردستان، من أهم المناطق السياحية في العراق، ويتجه لمدنه أغلب العراقيين، سواء في المناسبات والعطل الرسمية أو أيام الصيف، هربا من ارتفاع درجات الحرارة في الوسط والجنوب، ولتوفر مدن الإقليم على مناطق سياحية طبيعية، منها الشلالات والجبال والمساحات الخضراء الواسعة.

إلى ذلك، لم يتوقع المواطن فهد علي (34 عاما)، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “يكون الإقبال ضعيفا، حيث كنا نذهب إلى إقليم كردستان في كل عام والأجواء والشوارع مزدحمة ومئات الأعراس العراقية تحدث هناك، بل حتى الحجوزات كانت صعبة في كل موسم، أما الآن فإن الأجواء اعتيادية والزيادة موجودة بأعداد المسافرين، لكنها نسبية إلى حد كبير والإقبال ضعيف”.

ويشير إلى أن “الأجواء والتحضيرات جيدة نوعا ما، لكن زحمة السكان غير موجودة وتقريبا هي نفسها في الأيام الاعتيادية باستثناء وجود بعض السياح”.

وكان الإقليم، أعاد النظر بشأن المناطق السياحية في شمال البلاد، وإجراء مراجعة شاملة وتحديد مستوى الأمان بعد حادثة قصف دهوك في العام الماضي.

جدير بالذكر أن مصيفا سياحيا في قرية برخ التابعة لقضاء زاخو بمحافظة دهوك، تعرض إلى قصف مدفعي في 20 تموز يوليو 2022، أصاب وأودى بحياة 31 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال، وسط تأكيدات شهود عيان في المنطقة بأن هذا المصيف يقع عند حدود زاخو وتحيط به نقاط القوات التركية، ولا يشهد أي نشاط إرهابي من قبل أي جماعة.

إقرأ أيضا