الزلزال والاقتصاد.. أزمات أفقدت إردوغان بعض أشد مؤيديه

يواجه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أصعب سباق انتخابي في حياته السياسية التي دامت 3 عقود مع تبقي أقل من 3 أسابيع على انتخابات البلاد

وذكرت وكالة “بلومبيرغ” أن غياب الاستجابة القوية للإغاثة من الكوارث وارتفاع أسعار المواد الغذائية والإيجارات بجميع أنحاء البلاد، يضع إردوغان أمام فرصة واقعية لخسارة الانتخابات الرئاسية.

ويترشح الرئيس المنتهية ولايته الذي يتولى السلطة منذ 20 عاما، لولاية جديدة في 14 مايو، خلال هذه الانتخابات التي سيختار الأتراك خلالها نوابهم أيضا.

وقرر إردوغان في مارس، الإبقاء على الاستحقاق المزدوج في 14 مايو على الرغم من الزلزال العنيف الذي دمر مدن بأكملها في السادس من فبراير وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوب شرق البلاد.

لطالما كان إردوغان “السياسي الذي لا يمكن مسه” في جنوب شرق تركيا المحافظ دينيا، حيث فاز بثلثي الأصوات في هذه المنطقة خلال انتخابات العام 2018.

وبحسب “بلومبيرغ”، فإن الناس بالمنطقة التي تعد مخلصة لإردوغان لا تزال غاضبة من تأخر الحكومة في معالجة تبعات الزلزال الذي وصفه الرئيس التركي بـ “كارثة القرن”.

ومنذ أن دمر الزلزال منزلها بمدينة كهرمان مرعش، تعيش يوكسل أوزنغوندر، مع أطفالها الخمسة في خيمة منصوبة بإحدى الضواحي الصناعية للمدينة.

وعلى الرغم من كونها من المؤيدين منذ فترة طويلة لإردوغان وحزب العدالة والتنمية، تقول أوزونغوندر إنها تشعر كما لو أن رئيسها قد تخلى عنها.

وأكدت “لن أصوت لا لإردوغان ولا لحزب العدالة والتنمية” في انتخابات 14 مايو، مردفة “اعتادت عائلتي بأكملها على دعمهم، والآن أريد حكومة جديدة تحترمنا”.

وبعد التضخم المستمر وجهود إردوغان المستمرة لإسكات المنتقدين وتأكيد سيطرته على النظام القضائي في البلاد، دفع ذلك العديد من الناخبين إلى إعادة النظر في ولاءاتهم.

وقال محمود أوردو البالغ من العمر 39 عاما، والذي يدير متجرا للأسمدة بمقاطعة أديامان الجنوبية الغربية “لقد طفح الكيل. ليس من الصواب أن يتخذ رجل واحد كل القرارات دون رقابة”.

ستجري الانتخابات في ظروف “بالغة الصعوبة” بسبب “وضع الديمقراطية” في البلاد وتداعيات زلزال فبراير، على ما يرى كبير مراقبي مجلس أوروبا.

وسيوفد مجلس أوروبا الذي يسهر على احترام حقوق الإنسان في القارة وتركيا عضو فيه، 42 نائبا من الجمعية البرلمانية فيه لمراقبة عمليات التصويت، وفق ما أكد رئيس الوفد النائب الألماني، فرانك شوابه، في مقابلة سابقة مع وكالة فرانس برس.

ويوضح شوابه أن “الانتخابات ستجري في أجواء صعبة للغاية بسبب وضع الديمقراطية. وضع حقوق الإنسان ودولة القانون ليس كما نريده” في مجلس أوروبا الذي يضم 46 بلدا.

ومهما حدث، فإن النتيجة ستتوقف جزئيا على إقبال الناخبين الجدد، بحسب “بلومبيرغ” التي أشارت إلى أنه من بين 61 مليون ناخب مؤهل في تركيا، قد يدلي أكثر من 5 ملايين بأصواتهم للمرة الأولى.

ومن بينهم، سيرا دوجان، سكرتيرة تبلغ من العمر 21 عاما بمدينة أورفة جنوب شرق البلاد، حيث أضافت الفيضانات الأخيرة إلى بؤس السكان الذين ما زالوا يتعافون من الزلازل الكارثي.

وكانت دوجان، التي نشأت في أسرة دينية محافظة، متحمسة للمشاركة في انتخابات يمكن أن تغير حياتها إلى الأفضل.

وقالت إن “إردوغان كان زعيم البلاد منذ ولادتي”، مردفة “أريد أن أعيش في جو أكثر حرية وعدالة”.

وتابعت “منطقي يقول إردوغان، لكن قلبي يقول (كمال) كيليتشدار أوغلو” الذي يعتبر مرشح المعارضة الرئيسي ضد الرئيس الحالي.

إقرأ أيضا