أوقاف العراق.. أرقام “جنونية” من الأموال ومغردون: محصن ومعصوم كل ما يتعلق بالطائفة

ينظر العراقيون، بخيبة تجاه التجاوزات المالية التي تلحق بموازنة البلاد، ويتم هدرها بطرق مختلفة دون…

ينظر العراقيون، بخيبة تجاه التجاوزات المالية التي تلحق بموازنة البلاد، ويتم هدرها بطرق مختلفة دون أي خدمات أو مشاريع ملموسة، لكن مؤخراً، فجر الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، أرقاماً “مجنونة” للأموال التي خصصت للأوقاف الدينية في العراق ضمن موازنة 2023.

وقال المرسومي أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، إن “التخصيصات المالية للأوقاف الدينية في موازنة 2023 أكبر من من وزارة الرياضة والشباب بعشرة أضعاف”.

وذكر المرسومي في تدوينة أنه “تشتكي لجنة الأوقاف النيابية من شحة التخصيصات المالية للاوقاف الدينية في موازنة 2023 مع انها تبلغ 1.913 تريليون دينار بالإضافة الى إيراداتها الذاتية”. 

وتابع وقوله، “وهي تعادل تقريبا موازنة وزارة الزراعة واكبر من موازنة الموارد المائية 1.196 تريليون دينار ومن موازنة وزارة الصناعة 1.120 تريليون دينار واكبر من موازنة وزارة الثقافة بثمانية مرات واكبر من وزارة الرياضة والشباب بعشرة اضعاف”.

وبما أن الأمر ليس بوليد اليوم، فقد علق مغردون في أوقات سابقة على ما وصفوفها بـ “أبواب الفساد”، في إشارة للأوقاف الدينية في العراق. وقال المحامي أحمد الزيادي: “الاوقاف باب من ابواب الفساد الكبرى في العراق لأن الأموال التي تخصص لها اموال ضخمة تقدر بمئات المليارات من الدنانير”.

“وتكون الرقابة الحكومية على الأوقاف ضعيفة كونها تتعلق بطوائف وكل ما يتعلق بطائفة ودين فهو محصن ومعصوم وممنوع الحديث عنه او المساس به او التشكيك بنواياه”، وفقاً للزيادي.

المستشار العراقي قصي محبوبة، ذكر في تغريدة هو الآخر، أن “الاوقاف هي اموال تبرع بها المؤمنين.. المفروض انها لا تحتاج الى موازنة من الدولة !، متسائلاً: “لماذا هناك موازنات بمئات ملايين الدولارات للاوقاف الشيعية والسنية والمسيحية”.

“جزء من الاصلاحات هي ان تلغى تخصيصات الاوقاف الدينية من اموال الشعب، وتكتفي باموال المؤمنين”، هذا ما قاله محبوبة.

وبحسب تغريدة للسياسي العراقي حمزة الحردان، فإن “موازنة 2021 كانت مخصصات الاوقاف اكثر من الزراعة والصناعة مجتمعتين؟”.

وكانت عضو مجلس النواب عالية نصيف، دعت في 20 آيار مايو الحالي، إلى تحويل الجزء الأكبر من تخصيصات الأوقاف الدينية في موازنة 2021 إلى المشاريع الصناعية والزراعية، وبما يسهم في تجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة، مشيرة الى أن التخصيصات “الهائلة” التي خصصت للأوقاف تفوق ميزانية دولة.

وذكرت نصيف في بيانها، أن “تخصيصات الأوقاف الدينية في موازنة 2021 تبلغ أكثر من 196 مليار دينار، والكثير منها يذهب إلى جيوب الفاسدين الذين وصل بهم الاستهتار إلى سرقة بيوت الله ونهب المليارات بحجة تنظيفها، في حين نجد أن التخصيصات الاستثمارية في الموازنة أقل بكثير من تخصيصات الأوقاف، فتخصيصات قطاع الزراعة تبلغ 43 مليار دينار والصناعة 33 مليار دينار فقط، والموارد المائية 143 مليار دينار فقط، أي أن ميزانية الأوقاف تعادل ميزانيات دول، وتعادل ستة أضعاف تخصيصات قطاع الصناعة”.

وأضافت، أن “كل وقف يريد أموالاً رغم وجود مشاريع في الأوقاف للتمويل الذاتي”، مبينة أن “كل الأديان السماوية هدفها الرحمة وخدمة الانسانية، والله سبحانه وتعالى سيكون راضياً عنا عندما نحارب الفساد ونرحم هذا الشعب ونخصص الأموال لإحياء الصناعة والزراعة”.

وشددت نصيف على “ضرورة توحيد الأوقاف وتحويل الجزء الأكبر من تخصيصاتها للميزانية الاستثمارية لإنقاذ اقتصاد البلد”.

إقرأ أيضا