بمشاركة دولية.. مؤتمر لبحث مشروع “القناة الجافة” تحتضنه بغداد

من المقرر، أن تحتضن العاصمة بغداد، السبت المقبل 27 أيار مايو 2023، مؤتمراً دولياً لبحث…

من المقرر، أن تحتضن العاصمة بغداد، السبت المقبل 27 أيار مايو 2023، مؤتمراً دولياً لبحث مشروع طريق التنمية الاستراتيجي “القناة الجافة”.

باسم العوادي المتحدث باسم الحكومة العراقية، قال إن المؤتمر سيشمل وزراء النقل لدور الجوار العراقي، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

فيما أشار إلى أن “المؤتمر هدفه مناقشة المشروع “الواعد” المتمثل بطريق التنمية الستراتيجي “القناة الجافة”، حيث يأتي المؤتمر ضمن مسار الحكومة في تعزيز التعاون والترابط الاقتصادي مع الأشقّاء والأصدقاء”.

وبات طريق التنمية، الحديث الشاغل لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني مؤخراً، لكن هذا الطريق ينطوي على خفايا وشبهات فساد وأخطاء استراتيجية، بحسب متخصصين بمجال النقل والاقتصاد الدوليين، ما يضع علامات استفهام على المضي في إنشائه رغم وجود خط سكك حديد يربط الموصل بالبصرة تمت المباشرة به منذ العام 2007، ولا يختلف مساره أو طاقته الاستيعابية عن الخط المزمع إنشاؤه، إلى جانب إشكالية فقدان البلاد لتقديم الضمان للشركات والدول التي ستستخدم الطريق الجديد.

وبحسب مسؤول لـ “العالم الجديد”، أن “الكلفة الأولية للمشروع هي 12 مليار دولار، وكمتخصصين نعرف أن هذا الرقم قليل، وما سيجري هو صفقة فساد كبيرة”.

ويكشف أن “الخلل بهذا المشروع، هو وجود شبكة سكك حديد في العراق، وهناك خط بدأ العمل به عام 2007 يربط الموصل بالبصرة ويمر بـ10 مدن، فما الغرض من إنشاء خط جديد من الصفر وبتكلفة كاملة، وإهمال الخط السابق، الذي بلغت نسبه إنجازه للنصف تقريبا، وصرفت عليه ملايين الدولارات”.

ويستطرد أن “التخمينات الحكومية، تقول إن الإيرادات ستكون 5 مليارات دولار سنويا، وهذا ما تم إبلاغ به رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، لكن كل هذه الأرقام خيالية، فقناة السويس التي تنقل نصف بضائع العالم ربما تصل لهذه الأرقام بصعوبة”.

وفي تموز يوليو 2019، أعلن وزير النقل السابق، عبد الله لعيبي، عزم بغداد ربط البلاد بسكك حديد مع تركيا، مبيناً أن “كل عملية ربط بين دول تخضع لمعيارين، الأول هو الجدوى الاقتصادية، والثاني الاعتبارات السياسية”.

وكانت إدارة الشركة العامة لسكك حديد العراق، أعلنت في العام 2021، عن إجرائها لقاء مع وفد شركة (يابي مركزي) التركية لمناقشة الربط الى تركيا عبر القناة الجافة إضافة الى إمكانياتها برفع كفاءة الخطوط الفرعية والرئيسية بتأهيلها ضمن المواصفات العالمية لزيادة وتأمين انسيابية سير قطارات المسافرين والبضائع.

إلى ذلك، يبين الباحث المتخصص بالنقل والاقتصاد الدولي زياد الهاشمي، أن “هذا الخط يجب أن تسبقه مراحل عدة، أهمها التوجه للأسواق العالمية التي ستستخدم هذا الخط، وما هي الكميات المطلوب نقلها عبره، ومعرفة عدد الحاويات وحجم الشركات، وعلى ضوء هذا يتم تأسيس المرحلة الأولى للخط وطاقته الاستيعابية”، مبينا أن “من الخطأ الشروع بالبناء ومن ثم التحرك للحصول على زبائن، وهنا لن يحقق البلد الأرباح المناسبة والمطلوبة”.

ويؤكد أن “العمل الجاري حاليا هو بالعكس، فالتوجه هو لإنشاء الخط دون معرفة الزبائن المحتملين، ففي أوروبا يتم التوجه لدراسة السوق وحاجته ومن ثم يبدأ العمل بالمشروع، لكن ما يجري في العراق هو خطأ استراتيجي كبير”.

يذكر أنه بحسب تقرير مفصل نشرته “العالم الجديد” في 25 تموز يوليو 2020، فإن ميناء الفاو سيكون نقطة الربط بين شرق آسيا وبين أوروبا، وسيحول العراق إلى ممر للبضائع، تبدأ من ميناء الفاو وتمر بريا عبر خطوط حديثة إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، ما يختصر الفترة الزمنية لنقل البضائع إلى ساعات، بدلا من 20 يوما تقريبا عبر قناة السويس، وهي الممر الحالي الرابط بين شرق آسيا وأوروبا.

وما يزال العمل جاريا في “ميناء الفاو الكبير”، من قبل الشركة الكورية “دايو”، بعد أن حصلت على العقد، عقب لغط كبير بسبب منافستها من قبل شركة أخرى صينية بين منحها العقد أو للشركة الصينية المنافسة في العام 2020.

إقرأ أيضا