زيارة الأعرجي إلى السليمانية تخطف الأضواء.. بغداد والإقليم في مواجهة الأحزاب الإيرانية

هي ليست الزيارة الأولى التي يجريها مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، إلى محافظة السليمانية شمالي…

هي ليست الزيارة الأولى التي يجريها مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، إلى محافظة السليمانية شمالي العراق، لكن هذه المرة خيم الاتفاق الأمني مع إيران على طاولة الحوار مع الأطراف المعنية في إقليم كردستان.

لكن توقيتها الاستراتيجي حمل دلالات أبعاد سياسية وعسكرية، حيث وردت قراءات متعددة بشأنها، لا سيما وأن الحرس الثوري الإيراني كان قد هدد مؤخراً بقصف الأراضي العراقية، في حال عدم تحرّك الحكومة الاتحادية لإنهاء وجود الأحزاب الإيرانية الكردية في إقليم كردستان.

كما يرى مراقبون أن الأحزاب الحاكمة في بغداد، ليست مستعدة لتحطيم جسور العلاقات مع طهران، وهذه المرة تفكر الحكومة الاتحادية بجدية حقيقية لتضييق الخناق على الأحزاب الإيرانية الكردية في مدن إقليم كردستان ونزع سلاحها.

والتقى الأعرجي مع وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، وفقاً لما ذكره المكتب الإعلامي لمستشار الأمني القومي، ويضيف أن هذه الخطوة جاءت بـ “بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، والتي شارك فيها وفداً من الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية”.

ويشير مكتبه إلى أن هذا الاجتماع “يعد استكمالا للاجتماع الأول في أربيل، وقدم خلاله وزير داخلية الإقليم عرضا عن الإجراءات التي اتخذها الإقليم، كما قدم مديرو الأجهزة الأمنية إيجازا عن كل  الأعمال المتعلقة ببنود المحضر الأمني بين العراق وإيران”.

ويلفت إلى أن “وزير داخلية الإقليم جدد التأكيد على الالتزام بالاتفاق الذي عقدته الحكومة مع الجانب الإيراني”.

ويقول المحلل السياسي غالب الدعمي، إن “تهديد الحرس الثوري الإيراني، بتنفيذ ضربات على الأراضي العراقية، هي بداية للضغط على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من أجل تنفيذ الأجندة الإيرانية، وأساليب الحكومة الإيرانية دائما ما تكون بطريقتين؛ الأولى من خلال استخدام السلاح أو الضغط على رئيس الحكومة من خلال أصدقائها في العراق، وهذه أول طريقة تستخدمها إيران ضد السوداني”.

ويبين الدعمي، في تصريح سابق لـ “العالم الجديد”، أن “هذا التهديد يدلّ على أن حكومة محمد شياع السوداني، تسير عكس ما تريده الأجندة الإيرانية، أو رفض السوداني تنفيذ بعضها، خصوصاً أن الأحزاب الكردية المعارضة للنظام الإيراني متواجدة داخل الأراضي العراقية منذ سنوات طويلة جداً، ولم نسمع بأن إيران قصفتها إلا بعد سقوط نظام صدام حسين”.

ويضيف، أن “هذا مؤشر على أن العراق بات ضعيفا، بشكل يجعل إيران تقصف أراضيه أو تهدده بالقصف، رغم أن الحكومة الحالية لا تعد معادية لطهران، ولذا فإن تكرار القصف أمر وارد وغير مستبعد بعد التهديد الإيراني الأخير”.

هذا، وكشفت صحيفة شرق الإيرانية، عن “اعتذار رسمي تقدم به زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني للجانب الإيراني بسبب دعوة جماعات كردية معارضة لإيران في حفل افتتاح صرح بارزاني التذكاري، وتم التعهد بعدم تكرار هكذا تقصير مرة أخرى”.

وقبل أسبوع، هدد قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني الحكومة العراقية من إعادة استهداف مواقع الجماعات المسلحة في إقليم كردستان العراق لو لم تلتزم بنزع سلاح هذه الجماعات.

وأشار “محمد باكبور” قائد القوات البرية في الحرس الثوري، إلى تصرفات “بعض الجماعات الإرهابية في الحدود الغربية لإيران”، قائلا: “تم الاتفاق مع الحكومة العراقية وتعهدت بالقضاء على الجماعات الارهابية ونزع سلاحها وطردها من العراق”.

وقال قائد القوة البرية للحرس الثوري الإيراني: “نحن ننتظر أن تفي الحكومة العراقية بالتزاماتها وأعطيناها فرصة وإذا لم يحدث شيء فإن هجمات الحرس الثوري الإيراني على تلك المواقع ستستمر”.

ورداً على هذا السؤال، ما هو عدد الأشهر أو الأيام التي تم الاتفاق مع العراق لتنفيذ الاتفاق، قال: “الفرصة محددة، والحكومة العراقية تعرف ذلك”.

وتعرض إقليم كردستان نهاية شهر أيلول سبتمبر الماضي، إلى قصف بـ73 صاروخا، بالإضافة إلى طائرات مسيرة، استهدفت مقار الأحزاب الإيرانية المعارضة في الإقليم، وقد تسبب القصف بمقتل 13 شخصا وإصابة 58 آخرين، كما سقطت بعض الصواريخ قرب المدارس ما تسبب بحالة من الهلع لدى الأطفال.

وكانت وسائل إعلام إيرانية، ذكرت في شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، أن الحرس الثوري الإيراني أعلن عن توقف هجماته بعد تدمير الأهداف المحددة، وأن استمرارها سيكون منوطا بالسلوك المستقبلي لسلطات إقليم كردستان العراق، مضيفا “إذا اتخذ الإقليم قرارا معقولا وأوقف شرور الجماعات الانفصالية والمناهضة لإيران، فإن وقف إطلاق النار هذا سيستمر، وإذا لم يحدث ذلك فإن الحرس الثوري سيستأنف عملياته”.

ويتعرض إقليم كردستان لعمليات عسكرية متعددة، منها العمليات التركية التي انطلقت داخل مدن الإقليم، بهدف مطاردة حزب العمال الكردستاني، وشملت هذه العمليات طلعات جوية وتوغلا بريا وإنشاء قواعد عسكرية جديدة، واستهدافا مستمرا للقرى والغابات.

إقرأ أيضا