مونديال الشباب يفتح جدل المدرب المحلي مجددا

بنقطة وحيدة وصفر من الأهداف أسدل الستار ليلة أمس عما وصف بأسوأ مونديال شبابي في…

بنقطة وحيدة وصفر من الأهداف، أسدل الستار ليلة أمس، عما تم وصفه بأسوأ مونديال شبابي في تاريخ المشاركات العراقية، إذ خرج المنتخب خالي الوفاض من البطولة، مخيبا آمال الشارع الرياضي الذي توقع له المضي بعيدا أو التأهل إلى الدور الثاني على الأقل، عطفاً على أدائه في نهائيات آسيا والمعسكرات التدريبية التي وفرت له.

وحقق منتخبنا الشبابي يوم أمس الأحد، بالتعادل مع إنكلترا، نقطة لم تكن كافية للتأهل إلى الدور الثاني من كأس العالم للشباب المقام في الأرجنتين منذ العشرين من أيار مايو الحالي، بعد هزيمتين ثقيلتين من الأورغواي وتونس بنتيجتي (4- 0) و(3- 0) تواليا.

وعادت هذه الهزائم، لتفتح الباب مجددا أمام الجدل حول جدارة المدرب المحلي أم الأجنبي لمثل تلك المشاركات، إذ يقول المدرب المخضرم يحيى علوان، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “النتائج واضحة من خلال استعراضها، إذ أثبتت أن المدرب الأجنبي هو صفقة مؤقتة ويلبي طموحا معينا لصالحه الشخصي، وحتى إن أردنا الإتيان بمدرب أجنبي، فيجب أن يكون ذا إنجازات وعلى مستوى عال ولديه خبرات كبيرة ويجب العمل أيضاً على تهيئة الظروف المناسبة له”.

ويرى علوان، الذي قاد المنتخب العراقي لفترات طويلة، أن “المدرب العراقي تعرض للظلم طيلة الفترة السابقة على الرغم من أنه أثبت وجوده، ونتائجه معروفة، كما يمكنه التعايش مع كل الظروف”، لافتا إلى أن “المحلي جيد حتى بأساليب اللعب، وقد أثبت ذلك بالتدريب في آسيا والخليج، ونجح أيضا في إفريقيا ودول كثيرة، لكن مغنية الحي لا تطرب، خاصة مع وجود أشخاص يريدون تغيير الأوضاع لمصالحهم الشخصية وليس لصالح الكرة العراقية، فالمدرب الأجنبي تقف خلفه صفقات كبيرة أحيانا”.

ويعتقد أن “نجاح المنتخب الوطني يعتمد على نجاح الدوري العراقي، فحتى إن أتينا بأفضل مدرب في العالم لا جدوى، لأن دورينا لغاية الآن يفتقر للإمكانات الفنية فالفرق لا تجيد بناء هجمة، إذ لا يمكن مقارنة الدوري العراقي، مع الدوريات الخارجية”.

ويعد الدوري العراقي من أطول الدوريات في العالم لاحتوائه على عشرين فريقا، واستمرار التوقفات فيه بسبب الأحداث التي تجري في البلاد والمناسبات الدينية، ما يؤثر على المستوى الفني للعبة ويفقدها استمراريتها.

وحاول اتحاد الكرة الحالي تقليص عدد الفرق المشاركة إلى 16 فريقا، لكن رفض الهيئة العامة التي تشكل الاتحاد وأعضاءه حال دون تحقيق ذلك.

من جانبه، يرى مدرب حراس المرمى إبراهيم سالم، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “قضية التمييز بين المدربين سواء المحلي أو الأجنبي غير صحيحة، فالتمييز يجب أن يكون على أساس النتائج والإنجازات والكفاءة لكل مدرب، لكن حين نأتي للمنطق فإن المدربين الأوروبيين لهم قصب السبق في التجربة الكروية والعلمية”.

وعن قراءته لمشاركة منتخب الشباب في كأس العالم الأخيرة، يشير إلى أن “خسارات المنتخب في المونديال الشبابي نتيجة طبيعية، فالفريق خليط من لاعبين محترفين ومحليين لا يوجد انسجام كاف بينهم، وبطولة مثل كأس العالم لها أجواؤها الخاصة وهي انتقالة إلى العالمية، فمن المؤكد حصول أخطاء، لاسيما أن اللاعبين صغار، ولكنهم سيكونون مستقبلا جيدا للكرة العراقية”.

وتأهل العراق إلى بطولة كأس العالم للشباب في 5 مرات من قبل، حيث كان الصعود الأول في عام 1977 خلال البطولة التي أقيمت في تونس، والتأهل الثاني كان في عام 1979 والتي أقيمت في اليابان، والتأهل العراقي الثالث لمونديال الشباب كان في 1989 والتي أقيمت في المملكة العربية السعودية، وأدى خلالها أسود الرافدين مباريات جيدة، وصعدوا للدور ربع النهائي، والمرة الرابعة، تأهل منتخب العراق للشباب إلى كأس العالم 2001 التي أقيمت في الأرجنتين.

وكان التأهل الخامس هو الأبرز لأسود الرافدين، عندما حقق منتخب العراق للشباب إنجازاً بالحصول على المركز الرابع بعد الخسارة أمام منتخب غانا بثلاثية نظيفة، بعدما خاض 7 مواجهات خلال مشوار المنافسات.

وطوال مشوار منتخب العراق للشباب في كأس العالم خلال 5 مرات سابقة، لعب 17 مباراة حقق الفوز في 8 مباريات وتعادل في 3 لقاءات، وخسر 6، وسجل 27 هدفا بينما استقبلت شباكه 30.

إلى ذلك، يؤكد اللاعب السابق والمدرب أحمد خضير، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “التفرقة بين المدرب المحلي والأجنبي وحتى اللاعب المحلي والمغترب أصبحت حديث الشارع وهي حالة سلبية في الكرة العراقية، بصراحة لدينا مدربون محترمون وعلى مستوى عال وأسسوا الكثير من الفرق واخرجوا لاعبين جيدين”.

ويضيف لاعب المنتخب والقوة الجوية السابق الملقب بـ”باجيو العراق”، أن “الطموح مشروع في استقدام المدرب الأجنبي، لكن ليس على حساب تهميش دور المدرب المحلي، والإساءة له وكذلك للاعب فهذا شيء يحز في النفس، وهذا الشيء موجود فقط في العراق على عكس بقية الدول إذا دائما ما يتم الاستعانة باللاعبين والمدربين المحترفين دون الإساءة إلى نظرائهم المحليين”، لافتا إلى أن “طموح الشارع الرياضي في استقدام مدربين أجانب هو حق مشروع، لكن يجب أن لا نقلل من أهمية المحليين في الوقت نفسه”.

وتعرض مدرب منتخب الشباب الحالي عماد محمد لانتقادات شديدة عقب النتائج الأخيرة للفريق في كأس العالم، لاسيما بعد خوضه مباريات استعدادية للبطولة إحداها ضد البرازيل، وإجرائه معسكرا تدريبيا في إسبانيا.

وطال الانتقاد عماد محمد، بشكل أوسع قبل البطولة ومنذ إعلان قائمة اللاعبين، بعد استبعاده مهاجم المنتخب المحترف في الدوري الهولندي “بلند حسن”، ودرج اسم نجله على الرغم من أن الأخير لم يشارك في أي مباراة.

إقرأ أيضا