بغداد وطهران.. مباحثات أمنية وزيارات لمسؤولين عراقيين بكثافة

على ما يبدوا أن هنالك مباحثات أمنية “هامة” بين الجانبين العراقي والإيراني، حيث وصل اليوم…

على ما يبدوا أن هنالك مباحثات أمنية “هامة” بين الجانبين العراقي والإيراني، حيث وصل اليوم الأربعاء 31 أيار مايو 2023، وزير الداخلية عبد الأمير الشمري إلى طهران على رأس وفد أمني رفيع، والتقى بنظيره الإيراني، كما سبقه بيومين مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، الذي التقى بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وجرى التباحث في ملفات مختلفة.

وبحسب البيانات التي صدرت مؤخراً عن هذه الزيارات، فقد أظهرت رغبة من الطرفين بتعزيز التنسيق الأمني بين بغداد وطهران وتفعيل الاتفاقات الثنائية على أرض الواقع.

ووصل وزير الداخلية العراقي عبد الامير الشمري صباح اليوم، إلى طهران على رأس وفد أمني ضم وكيل الاستخبارات وقائد قوات الحدود ومدير مكافحة المخدرات ومدير الأحوال المدنية والجوازات والاقامة”.

وزير الداخلية الإيراني، كان في استقبال نظيره العراقي وتباحثا بشأن التنسيق لإقامة مراسم الأربعين على أفضل نحو ممكن.

واعتبر وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، في بداية الاجتماع مع الوفد العراقي، أن “وحدة وتقدم العراق بانها رغبة لإيران”، وقال إن “إيران كانت دائما وستبقى إلى جانب العراق في محاربة الإرهاب”.

من جهته  أعرب الشمري عن استعداد العراق “لأي تعاون وتنسيق بشأن زيارة الأربعين”، مؤكداً أن “بغداد مستعدة لاستقبال زوار الأربعين الحسيني”.

إقرأ أيضاً: “المخدرات” تشغل طاولات الحوار بين العراق وجواره

وفي سياق متصل، اجتمع الشمري، مع قائد شرطة طهران، بحضور الوفد العراقي المرافق، وجرى خلال هذا الاجتماع، بحث جملة من المواضيع المهمة من بينها تأمين الأجواء المناسبة لمواطني كلا البلدين خلال الزيارات والمناسبات الدينية خاصة زيارة الأربعين وجميع تفاصيلها وتنظيم حركة الزائرين.

كما جرى خلال هذا الاجتماع مناقشة تبادل المطلوبين للقضاء، ومكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.

الشمري كان مرحباً بالملفات التي جرى التباحث فيها، بينها “تبادل المطلوبين وتحديد أماكن التسلل وعمليات التهريب في حدود البلدين التي أكد الجانبان على أهمية ضبطها بشكل كبير، لا سيما وأن هناك اتفاقاً على تبادل الخبرات بين شرطة البلدين”.

وفي زيارته الأخيرة، قال الأعرجي خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي اكبر احمديان في طهران، إن “الحكومة ومؤسسة الأمن القومي في العراق عازمتان ومستعدتان للتعاون والتفاعل مع إيران كما في الماضي من خلال الحفاظ على التواصل الوثيق والمستمر في جميع المجالات”.

واعتبر الاعرجي “أمن العراق من أمن إيران وأمن إيران من أمن العراق”، مؤكداً “اهمية  الاسراع في تنفيذ الاتفاقات الثنائية المبرمة خاصة في المجالين الاقتصادي والأمني واعلن عن التزام العراق بالاتفاقية التي تم التوقيع عليها مؤخرا بين البلدين”.

كما اعتبر أن “هذه الاتفاقية الاخيرة بين البلدين قائمة على الايمان بأن استقرار وتطور إيران والعراق هو ضمانة لتحسين عامل الأمن القومي للبلدين وأساس للسلام والتقدم في المنطقة”.

وسبق سفر الأعرجي إلى إيران، زيارة سريعة إلى محافظة السليمانية شمالي العراق، لكن هذه المرة خيم الاتفاق الأمني مع إيران على طاولة الحوار مع الأطراف المعنية في إقليم كردستان.

لكن توقيتها الاستراتيجي حمل دلالات أبعاد سياسية وعسكرية، حيث وردت قراءات متعددة بشأنها، لا سيما وأن الحرس الثوري الإيراني كان قد هدد مؤخراً بقصف الأراضي العراقية، في حال عدم تحرّك الحكومة الاتحادية لإنهاء وجود الأحزاب الإيرانية الكردية في إقليم كردستان.

كما يرى مراقبون أن الأحزاب الحاكمة في بغداد، ليست مستعدة لتحطيم جسور العلاقات مع طهران، وهذه المرة تفكر الحكومة الاتحادية بجدية حقيقية لتضييق الخناق على الأحزاب الإيرانية الكردية في مدن إقليم كردستان ونزع سلاحها.

والتقى الأعرجي مع وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، وفقاً لما ذكره المكتب الإعلامي لمستشار الأمني القومي، ويضيف أن هذه الخطوة جاءت بـ “بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، والتي شارك فيها وفداً من الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية”.

ويشير مكتبه إلى أن هذا الاجتماع “يعد استكمالا للاجتماع الأول في أربيل، وقدم خلاله وزير داخلية الإقليم عرضا عن الإجراءات التي اتخذها الإقليم، كما قدم مديرو الأجهزة الأمنية إيجازا عن كل  الأعمال المتعلقة ببنود المحضر الأمني بين العراق وإيران”.

ويلفت إلى أن “وزير داخلية الإقليم جدد التأكيد على الالتزام بالاتفاق الذي عقدته الحكومة مع الجانب الإيراني”.

إقرأ أيضاً: زيارة الأعرجي إلى السليمانية تخطف الأضواء.. بغداد والإقليم في مواجهة الأحزاب الإيرانية

وفي وقت سابق، وقّع وزير الصحة، رئيس الهيئة العليا لمكافحة المخدرات، صالح الحسناوي، مع الامين العام لهيئة مكافحة المخدرات في ايران، اسكندر مؤمني، مذكرة تفاهم خاصة بمكافحة المخدرات.

 الصحة العراقية قالت في حينها، إن “الحسناوي وقع مذكرة تفاهم مع مؤمني ممثلا عن الجانب الايراني بمقر الوزارة”.

 “توقيع هذه المذكرة يأتي في إطار علاقات التعاون بين العراق وايران، من أجل العمل المشترك بين البلدين لمواجهة افة المخدرات”، مؤكدا “عزم الوزارة لتنفيذ اولويات البرنامج الحكومي الخاص بالقطاع الصحي”، وفقاً للحسناوي.

وتابع أن “مذكرة التفاهم تضمنت تعزيز التعاون في مجال مكافحة المخدرات ومختلف المجالات الصحية وفقاً للمصالح المتبادلة والقوانين المعمول بها بين البلدين الصديقين”.

إقرأ أيضا