قصف جديد.. طائرات تركيا تجول وتصول دون رادع و”الحكومة تغض البصر”

الجيش التركي قصف جديداً، مواقع لحزب العمال الكردستاني، ضمن محافظة أربيل وكذلك لما يعرف بـ…

الجيش التركي قصف جديداً، مواقع لحزب العمال الكردستاني، ضمن محافظة أربيل وكذلك لما يعرف بـ “بوحدات اليبشة” في قضاء سنجار، وهذه الغارات تمت عبر طائرات مسيرة.

بيان مقتضب لجهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، اليوم الخميس، 1 يونيو حزيران 2023، أشار إلى أن “اثنين من عناصر وحدات مقاومة سنجار (يبشه) اصيبا بقصف لطائرة مسيرة تركية استهدفت مقرهم وسط القضاء”.

كما ان القصف استهدف مواقع لحزب العمال الكردستاني في محافظة أربيل، شمالي العراق، تحديداً جبل “برادوست”.

التطورات أعلاه، لم تكسر صمت الحكومة العراقية تجاه هذه الاعتداءات، ولم يُصدر أي بيان رسمي حول هذه التداعيات الراهنة.

ويتخذ حزب العمال الكردستاني، مواقع مختلفة من شمالي العراق كمقار له، حيث بين الحين والآخر يقوم الجيش التركي بتوغل بري أو استخدام الطائرات المسيرة في قصف مواقع المسلحين، التي تعتبر أنقرة أنهم يشكلون تهديداً لأمنها القومي.

وتشير المعلومات الأولية إلى أن المواقع المُستهدفة كان يتواجد فيها بعض عناصر “حزب العمال الكردستاني”، حيث تعرض بعضهم لجروح، وهذا القصف ليس الأول من نوعه، هنالك قصف متكرر لطائرات المسيرة على مقار حزب العمال الكردستاني في قضاء سنجار.

وأمس الأربعاء، استهدف قصف تركي قضاء العمادية في محافظة دهوك، تحديداً مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني، دون أن يوقع أي خسائر.

إقرأ أيضاً: الوجود العسكري التركي يؤشر ضعف الدولة.. والإطار: لا خيار سوى الدبلوماسية 

بغداد وأنقرة، علاقة تحكمها ملفات شائكة كثيرة، فبعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة أمدها 5 سنوات، وجد مراقبون أن مسار العاصمتين لن يتغيّر كثيرا، وستكون الدفة بيد أردوغان وليس العراق، وهو من سيحدد شكل المرحلة المقبلة، رغم أنه لن يتجه للكثير من التغييرات وسيبقي الأمور على وضعها الحالي وخاصة بملفات المياه والأمن والسياسة، لكن وجهة نظر أخرى، تستند إلى رغبة تركيا بالتقارب مع الولايات المتحدة وابتعادها عن المحور الروسي الإيراني، ما قد ينعكس على طبيعة تعاطيها مع العراق بشكل واضح.

ويقول رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، خلال حديث سابق لـ”العالم الجديد”: “لن يكون هناك أي تغيير بسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه العراق، خصوصاً وهو المتعاطي بشكل كبير جداً والمدرك طبيعة مراكز القوى في الداخل العراقي، ولهذا سياسة اردوغان تجاه العراق سوف تستمر دون أي تغيير فيها”.

ويبين الشمري، أن “تركيا حصلت في زمن أردوغان على الكثير من المصالح نتيجة سياستها تجاه العراق، منها زيادة حجم التبادل التجاري ونجاح سياسة الردع ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مع وجود علاقات متميزة مع قوى سياسية عراقية، ولهذا لا تغيير في سياسة الرئيس التركي تجاه العراق بعد فوزه في الانتخابات التركية الأخيرة”.

ويضيف أن “الرئيس التركي ربما سيبدي بعض المرونة، وهذا أمر متوقع تجاه بعض الملفات، لكن لا نعتقد أن أردوغان سيمضي نحو عقد اتفاق بملف المياه وغيرها من الملفات، فهذا بعيد جداً، كما سيعمل على زيادة الاستثمارات التركية في الداخل العراقي، وسيكون له اهتمام بملف النفط والطاقة، وسيكون متحكما بجزء من هذا الملف”.

ويتابع رئيس مركز التفكير السياسي أن “العراق يمتلك قاعدة تعاط وتعامل مع الرئيس التركي، وهذا يتيح للعراق اذا ما استثمر أدواته واستثمر علاقاته الشخصية مع أردوغان، أن يوجد فارقاً، لكن من وجهة نظري لم نشهد هذا الفارق من قبل العراق، خصوصاً أن العراق سابقاً لم يستثمر حتى أوراق الضغط التي يمتلكها، ولهذا العلاقات العراقية – التركية، سيحددها أردوغان أكثر مما تحددها الحكومة العراقية”.

وفاز الأحد الماضي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالانتخابات الرئاسية، بعد منافسة قوية أمام كمال أوغلو، حيث جرت الانتخابات على جولتين، وفي كلا الجولتين حصل أردوغان على النسبة الأعلى من الأصوات، لكنه في الأولى لم يصل لنسبة الـ50 بالمئة المقررة للفوز.

ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى إعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.

إقرأ أيضا