العراق جزء منه.. تحالف بحريّ جديد بين إيران ودول المنطقة

قالت إيران، إن تحالفاً بحرياً إقليمياً سيتشكل قريباً، في المنطقة ويضم مجموعة من الدول، بينها…

كشفت إيران، عن تحالف بحري إقليمي سيتشكل قريباً، في المنطقة ويضم مجموعة من الدول، بينها العراق، لهدف التخلص من القوات غير المبرر وجودها، وإناطة المجال الأمني بشعوب المنطقة.

ويقول قائد بحرية الجيش الإيراني، الأدميرال شهرام إيراني، اليوم السبت (3 يونيو حزيران 2023)، إلى أن التحالف سيضمّ إيران، والسعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين، والعراق، وباكستان، والهند. ويضيف أن جميع دول شمال المحيط الهندي وصلت إلى قناعة بـ”ضرورة العمل مع إيران”، لتحقيق الأمن بشكل مشترك من خلال تعاون لافت”.

ويتابع “سنشهد قريباً أن منطقتنا ستخلو من أي قوة غير مبرر وجودها، وستكون شعوب المنطقة هي المسيطرة في مجالها الأمني ​​باستخدام جنودها”.

ورداً على سؤال عن الدول التي تطلب أن تكون حاضرة في عمل إقليمي مشترك مع إيران، قال إيراني: “سبق لنا عمل مشترك مع عمان، والآن السعودية تتجه في هذا المنحى، وهنالك أيضاً دول الإمارات، وقطر، والبحرين، والعراق، وباكستان، والهند”.

ويبين، “تقريباً كل دول منطقة شمال المحيط الهندي باتت تعتقد أنه ينبغي لها الوقوف إلى جانب جمهورية إيران الإسلامية، وتحقيق الأمن بشكل مشترك مع تآزر كبير”. كما يلفت قائد بحرية الجيش الإيراني إلى أن التحالف البحري الثلاثي الإيراني الروسي الصيني أيضاً سيتوسّع، وإلى جانبه “ثمة تحالفات إقليمية آخذة في التشكل”.

ويأتي الإعلان الإيراني عن تشكيل مرتقب لتحالف بحري، في ضوء تقارب مع السعودية والإمارات، وإعلان الأخيرة قبل أيام انسحابها من التحالف البحري الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

وتوصلت طهران والرياض، بوساطة بكين، إلى اتفاق في العاشر من مارس آذار أنهى سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية، ليعلن الطرفان استئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية في بيان ثلاثي صادر عن بكين بعد ختام مباحثات استمرت أربعة أيام استضافتها الصين من 6 إلى 10 مارس آذار الماضي.

وفي وقت سابق، أعلنت أبو ظبي انسحابها من تحالف أمني بحري تقوده واشنطن في الخليج بعد “تقييم للتعاون الأمني”. وذكرت تقارير أن الإمارات “كانت محبطة” من عدم رد واشنطن على احتجاز طهران لناقلات نفط في مياه الخليج مؤخرًا.

القرار الإماراتي جاء في خضم حوادث بحرية متزايدة في مياه الخليج، اتّهمت واشنطن وعواصم غربية طهران بالوقوف وراءها

وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أنه “نتيجة لتقييمنا المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء، انسحبت دولة الإمارات منذ شهرين من مشاركتها في القوة البحرية الموحدة”، وأضافت: “دولة الإمارات تلتزم بالحوار السلمي والسبل الدبلوماسية كوسائل لتعزيز الأهداف المشتركة والمتمثلة في الأمن والاستقرار الإقليميين”، وتابعت أن “الإمارات مستمرة في التزامها بضمان سلامة الملاحة في بحارها بشكل مسؤول”. ولم تقدّم الوزارة توضيحات إضافية.

وتضم القوة البحرية الموحدة أكثر من 30 دولة ويقع مقرها في القاعدة البحرية الأمريكية بالبحرين وتعمل على ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب والقرصنة في البحر الأحمر والخليج، وهي منطقة استراتيجية غالبًا ما تشهد هجمات ضد سفن وناقلات نفط. وتضم المنطقة بعض أهم طرق الشحن في العالم والتي شهدت منذ 2019 سلسلة من الهجمات على سفن تزامنًا مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

وتعمل القوة التي تضم دولًا بينها فرنسا وبريطانيا والسعودية على “مكافحة المخدرات ومكافحة التهريب وقمع القرصنة”، بحسب موقعها الالكتروني. كذلك تعمل على “تشجيع التعاون الإقليمي والمشاركة مع الشركاء الإقليميين وغيرهم لتعزيز القدرات ذات الصلة من أجل تحسين الأمن والاستقرار بشكل عام”.

وجاء القرار الإماراتي في خضم حوادث بحرية متزايدة في مياه الخليج، اتّهمت واشنطن وعواصم غربية طهران بالوقوف وراءها دون أن تتّخذ خطوات لمعاقبتها. وقبل خمسة أسابيع، احتجزت إيران ناقلتين في غضون أسبوع في مياه الخليج بالقرب من مضيق هرمز.

وكانت الناقلة الثانية، وتدعى نيوفي، متجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي. ففي الثالث من أيار مايو الحالي، احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز، كانت أبحرت من دبي. وكانت هذه العملية الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، اذ أعلنت البحرية التابعة للجيش الإيراني في 27 نيسان أبريل احتجاز ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في مياه الخليج، وذلك في أعقاب “اصطدامها” بسفينة إيرانية.

وذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أمس الثلاثاء نقلًا عن مصادر أمريكية وخليجية أن الإمارات كانت محبطة من عدم رد الولايات المتحدة على احتجاز ناقلات النفط مؤخرًا. وفيما يبدو أنه رد على هذا التقرير، قالت وزارة الخارجية: “أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة رفضها التوصيفات الخاطئة لمحادثاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الأمن البحري والتي وردت مؤخرًا في تقارير صحفية”.

ولم ترد البحرية الأمريكية ولا وزارة الخارجية الإماراتية على طلبات للتعليق.

وكان الأدميرال براد كوبر قائد الأسطول الأمريكي الخامس ومقره البحرين، قد قام بعد عمليتي احتجاز ناقلتي النفط من قبل إيران بعبور مضيق هرمز على متن مدمّرة أميركية برفقة قادة بحريين فرنسيين وبريطانيين، لإظهار موقف موحّد حيال أمن الملاحة البحرية في المنطقة.

وأعلنت الولايات المتحدة في أيار مايو أنها ستتعزز وجودها العسكري في الخليج في ظل “تهديدات” إيرانية متزايدة لسفن في مياه المنطقة التي تعد من أبرز الممرات المائية عالميًا وتحظى بأهمية كبرى لإمدادات النفط.

في المقابل، أكّد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري قدرة بلاده بالتعاون مع جيرانها على ضمان أمن مياه الخليج والملاحة في المنطقة، في أعقاب التوترات المستجدة مع الولايات المتحدة في هذا الممر الحيوي. وفي نيسان أبريل الماضي، عيّنت إيران سفيرًا في الامارات، بعد قرابة ثماني سنوات على مغادرة سلفه، في إطار تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع دول الخليج.

أقرأ أيضا