المخلفات تفتك بالعراقيين.. لغم حربي يسلب روح “راع للأغنام” ويصيب شقيقته

قُتل راعي أغنام في مدينة سامراء ضمن محافظة صلاح الدين، في انفجار عبوة ناسفة، من…

قُتل راعي أغنام في مدينة سامراء ضمن محافظة صلاح الدين، في انفجار عبوة ناسفة، من مخلفات الحرب مع تنظيم داعش في البلاد.

وبحسب المعلومات التي تواردتها وسائل الإعلام، الأحد 4 يونيو حزيران 2023، فان الانفجار تسبب بمقتل الراعي فوراً، متأثراً بجروحه البليغة، كما تسبب الحادث بإصابة شقيقته التي كانت ترافقه في الرعي.

وتم نقل جثة المتوفى إلى دائرة الطب العدلي، فيما نُقلت شقيقته إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم هناك.

من جهتها فتحت الأجهزة المعنية، تحقيقاً في الحادث.

والأحد الماضي، تمكنت مفارز المتفجرات، من رفع 40 عبوة ناسفة ولغم مضاد للدروع شرقي الأنبار.

وذكر بيان لهيئة الحشد الشعبي أن “قوة مشتركة من اللواء 27 الفوج الأول ومفارز المتفجرات قامت خلال عملية مشتركة مع الجيش برفع ومعالجة 40 عبوة ناسفة ولغم مضاد للدروع بقضاء الگرمة ضمن قاطع عمليات شرقي الأنبار”.

 

وتعود هذه المخلفات الحربية والألغام المنتشرة في مساحات العراق الواسعة، إلى فترة حرب الخليج الثانية التي قادها التحالف الدولي ضد العراق في العام 1991، عقب اجتياح النظام السابق للكويت.

وخاض العراق خلال فترة حكم صدام حسين، حروباً عدة أولها مع ايران، إذ امتدت لثماني سنوات وهي أطول حرب شهدها القرن العشرين، وعرفت بـ”حرب الخليج الأولى”، ثم في العام 1991 حين تدخل تحالف دولي مكون من 32 دولة بقيادة الولايات المتحدة، لتحرير الكويت، وتعرّض العراق خلالها إلى قصف مكثف لإجباره على الانسحاب من الدولة الجارة، ومن ثم في العام 2003، عادت الولايات المتحدة وقادت تحالفا دوليا جديدا لإسقاط نظام صدام حسين، وكل هذه الحروب تركت كما هائلا من القنابل والصواريخ والألغام على الأرض، وما تزال غير منفلقة، وأدت طيلة هذه السنوات لمقتل وإصابة آلاف المواطنين.

يشار إلى أن المساحة الملوثة بالألغام في العراق، كانت تبلغ 6 آلاف كيلومتر مربع، وانخفضت بفعل المسح والإزالة إلى 2700 كيلومتر مربع، فيما تتركز الألغام في محافظتي البصرة والمثنى.

يذكر أن المدير الأقدم لبرنامج العراق في دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام يونيماس UNMASS بيير لودهامر، أعلن العام الماضي، أن المساحة الملوثة بألغام داعش تمتد عبر أكثر من 1500 منطقة في مدن العراق المحررة من سيطرة التنظيم، فيما أشار إلى أن التمويل الذي يعتمد على المانحين بدأ يتناقص شيئا فشيئا، لوجود أولويات وحروب في أماكن أخرى من العالم، فضلا عن أن الممولين ينظرون للعراق كبلد غني يمكنه تمويل مشاريعه بنفسه.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، أفادت بأن مخلفات الحروب تسببت بمقتل وإصابة 16 طفلا في العراق خلال شهر شباط فبراير 2022.

يذكر أن مسؤولا حكوميا كشف سابقا لـ”العالم الجديد” عن توجه دولي لإزالة الألغام من قضاء شط العرب في محافظة البصرة، بالتعاون مع بعثة أوروبية لاستهداف نحو 12.5 كيلومترا، بضمنها مساكن ومزارع، وهذا إلى جانب تأكيده على أن المساحة الملوثة بالألغام في بادية المثنى تبلغ 117 كيلومترا مربعا فقط.

جدير بالذكر، أن بادية المثنى، التي تعد من أكثر المناطق تلوثا بالألغام، والتي هي عبارة عن قنابل عنقودية غير منفلقة، تسببت بقتل 1600 شخص وإصابة الآلاف خلال الـ31 عاما الماضية، وفقا لمسؤول في المحافظة.

إلى ذلك يشير مسؤول منظمة البصرة لمكافحة الألغام زاهر عبد الحسين، خلال حديث سابق لـ”العالم الجديد”، إلى أن الحكومة الاتحادية تنتظر دور الدول المانحة في رصد المبالغ المالية لإزالة هذه المخلفات، في وقت تعادل موازنات العراق موازنات دول أخرى، فمن غير المعقول أن تقوم الدول المانحة بإعطاء مبالغ لدولة ميزانيتها السنوية بهذا الحجم، بالإضافة إلى ذلك، فإن ملف المخلفات الحربية يتطلب جهدا خاصا ويكون عبر تشكيل هيئة مستقلة تمتلك صلاحيات واسعة وتمنح موازنة مالية تضاهي المؤسسات الكبيرة لغرض التخلص من الموت الذي يهدد حياة آلاف المواطنين.

جدير بالذكر، أن المسؤول في قوات البيشمركة وعضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني، محمود سنكاوي، أعلن أواخر العام الماضي، أن تنظيم داعش زرع قنابل في العراق ستبقى تنفجر لغاية نصف قرن آخر، وذلك تعليقا على حادثة انفجار عبوات ناسفة على قوات تابعة للبيشمركة آنذاك.

إقرأ أيضا