
مسؤول كردي سابق يكشف "سيناريو كارثي" حال عدم توحيد البيشمركة
إقليم كردستان – العالم الجديد
تحدث مسؤول سابق في وزارة البيشمركة، عن سيناريو محتمل الحدوث، في إقليم كردستان، سيكون مشابهاً للأحداث التي شهدتها أفغانستان، ما لم يُسارع المسؤولون الكرد في توحيد صفوف القوات الكردية، نزولاً لرغبة الولايات المتحدة وحلفائها.
ويقول الأمين العام السابق في وزارة البيشمركة جبار ياور، في حديث لوسائل إعلام أمريكية، الخميس (15 حزيران يونيو 2023)، إنه "ما لم تقم الجهات المعنية بتوحيد القوات الكردية في الإقليم، فإن الحلفاء سيغادرون تمامًا كما غادروا أفغانستان ولن يقدموا المساعدة، وكذلك لن يزودوا كردستان بالأسلحة والذخيرة ولن يقوموا بتدريب القوات".
ويكشف أن "الولايات المتحدة وحلفاؤها حذروا مراراً مسؤولي حكومة إقليم كردستان لتوحيد قواتهم وإلا سيتوقفون عن مساعدة الإقليم وقوات البيشمركة في الأسلحة والذخيرة والتدريب العسكري".
ويرى ياور، أن "ما يتم عمله لتوحيد قوات البيشمركة حاليا هو توحيد شكلي صوري لا يشمل العقيدة الحزبية"، لافتاً إلى أن "المشكلة تكمن بأن أعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني ما زالوا يؤدون وظائفهم بأوامر من الاتحاد الوطني الكردستاني وأعضاء الديمقراطي الكردستاني يعملون أيضًا لصالح حزبهم ويؤتمرون بأوامره".
ويشير إلى أن "هناك حوالي 170 ألف شرطي و 40 ألف عنصر أمني لم يتم توحيدهم ، وحتى قوى مكافحة الإرهاب وأجهزة المخابرات لم يتم توحيدها وكل هذه التشكيلات منقسمة على الحزبين".
على رغم استمرار الخلافات بين الحزبين الكرديين الحاكمين، تمكن رئيس الإقليم نيجرفان بارزاني، في نيسان ابريل الماضي، من عقد اجتماع مشترك بين مختلف التشكيلات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية، المنضوية ضمن "قوات البيشمركة"، والمرتبطة بالقوى السياسية الرئيسية في الإقليم، بغية توحيد تنظيماتها تحت قيادة وزارة البيشمركة، وذلك في حضور وفد من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، برئاسة القائد المشترك للتحالف في سوريا والعراق الجنرال ماثيو ماكفرلين.
كانت القوى السياسية في إقليم كردستان قد تعرضت لانتقادات إعلامية وسياسية، داخلية ودولية، بسبب عدم تمكنها من توحيد هذه الوحدات العسكرية والأمنية طوال السنوات الماضية. هذا الانقسام الناتج من الصراع الداخلي العنيف في الإقليم، خلال أواسط التسعينات من القرن المنصرم، حيث صارت قوات البيشمركة منقسمة إلى وحدتي (70-80)، الموزعة بالترتيب على أجهزتي الحزبين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
لكن، ومنذ العام 2014، تشرف الدول الرئيسية في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، خصوصاً الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، على مشروع استراتيجي لإعادة توحيد قوات الوحدتين، من حيث التبعية والتسليح والعقيدة العسكرية والتنظيم الهرمي ومصادر التمويل وخريطة التوزع والانتشار، إلى جانب التدريب وتلقي الهبات والعلاقة مع وزارة الدفاع العراقية.
الخطة التي سبق لبرلمان إقليم كردستان أن وافق عليها، من المفترض أن تستمر لمدة عشر سنوات، وتهدف إلى إيجاد ألوية مشتركة من الوحدتين بالتقادم، وصولاً إلى الدمج التام في نهاية المشروع.
وتُقدر أعداد قوات البيشمركة بأكثر من 225 ألف عنصر، قد أنجزت إدماج عشرة ألوية عسكرية، منها الألوية 17 حتى 22 بشكل كامل، كما أن الألوية 23 إلى 28 قد تم إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بها خلال الفترة الماضية، باستثناء اللواء 25 الذي لا يزال العمل فيه مستمراً.
قانونياً، تُعتبر قوات البيشمركة جزءاً من منظومة الدفاع الوطني، بحسب الدستور العراقي، وإن كان تسليحها متوقفاً على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، الدفاعية منها بالذات، من دون أي تسلّح استراتيجي، سواء الصواريخ أو التغطية الجوية، بما في ذلك حماية الحدود، التي تُعتبر جزءاً من مهام الجيش المركزي العراقي، وإن بعناصر من أبناء إقليم كردستان.
عملية إعادة تنظيم قوات البيشمركة تتضمن مجموعة أخرى من الإجراءات، مثل برامج التدريب الثقافي والسياسي و"الإنساني" لهذه القوات، وطبعاً مكافحة الفساد وتعدد الرواتب ضمن تنظيمات البيشمركة، وتحويل رواتب المنضوين في صفوف البيشمركة إلى حسابات بنكية، قالت وزارة البيشمركة إنها فتحت 35 ألف حساب بنكي لصالح عناصرها.
وكان ماكفرلين قد أكد عقب الاجتماع الأخير لمختلف الوحدات بإشراف رئيس الإقليم "استمرار التحالف الدولي بدعم ومساندة قوات البيشمركة في مختلف المجالات، وبالذات في ما يخص تنفيذ خطوات إعادة تنظيم القوات في إطار وزارة شؤون البيشمركة، بصورة تجعل إقليم كردستان يمتلك قوة وطنية موحدة وخاصة به".
تصنّف قوى التحالف، والكثير من الدول الغربية، قوات البيشمركة كـ"شريك استراتيجي" لقواتها في ملف محاربة الإرهاب، إلى جانب التوازنات الإقليمية والداخلية في العراق.
وكإجراءات ضمن ذلك السياق، فإن قوات البيشمركة تحصل على الكثير من الهبات التسليحية والمالية من قوى التحالف الدولي، إلى جانب التغطية الجوية التي تتلقاها من القواعد العسكرية لهذه الدول ضمن إقليم كردستان، وعمليات التدريب العسكري التي تحصل عليها ضمن برامج التعاون المشترك مع جيوش هذه الدول.
وكانت المطالبات بتزويد البيشمركة ببعض أنواع أسلحة الدفاع الجوي قد ارتفعت خلال الشهور الماضية، تحت ضغط زيادة الهجمات الإيرانية والتركية على أراضي الإقليم.