\”العالم الجديد\” ترصد خارطة \”حرب المقاهي\”.. وكوبلر يوجه \”نداء أخيرا\” لمسك الأمن

بدت الحركة في حي \”الكرادة داخل\” وسط بغداد، مساء أمس الأحد حذرة، فهناك بضعة عائلات وشبان، بعد يوم واحد من تفجير خلّف اكثر من 4 قتلى و18 جريحا على اقل تقدير، ضمن 17 هجمة هزت العاصمة المخترقة أمنيا منها 11 بسيارات مفخخة خلفت بأجمعها 65 قتيلا.

الهجمة الجديدة والمعتادة، تأتي بعد اسبوع من هجمات متفرقة طالت مقاهي عدة في انحاء متفرقة من البلاد، تركزت اغلبها في بغداد، حتى اسماها مراقبون بـ\”حرب المقاهي\”، غير ان الاستهداف غيّر من تكتيكه والجهات التي تقف وراءه، بمطالبة من وصفوا انفسهم بـ\”شيوخ الكرادة\” اصحاب المقاهي باغلاقها، والاشتباك مع صاحب مقهى، ما ادى الى مقتل شخصين وجرح آخرين، كما رصدت \”العالم الجديد\” تفاصيل القصة يوم الخميس الماضي (18 تموز 2013).

صباح أمس، شيّع الكرّاديون ضحاياهم، فيما يترقب الجميع موعد السلسلة الجديدة من الهجمات، وسط تساؤلات جدية عن فاعلية الاجهزة الامنية في صد الهجمات المتكررة.

وبلهجة قاسية قرّع ائتلاف متحدون بزعامة أسامة النجيفي رئيس البرلمان، حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، واتهمها في بيان تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، أمس (الاحد)، بـ\”فقدان السيطرة بشكل تام على البلاد\”، مشددا على ان \”ما يعيشه العراق هو انهيار أمني حاد لا يمكن السكوت عليه\”.

وبغضون أيام قليلة، كانت ارقام الضحايا ترتفع وسط خروج الهجمات من نطاق جغرافيا الاستهداف المعتادة (بغداد، الموصل، كركوك) لتطال مدناً غالباً ما وصفت بـ\”المستقرة نسبيا\”، وازدادت الهجمات بوضوح بعد خسارة ائتلاف دولة القانون لمناصبه القيادية في 6 محافظات جنوبية، على الرغم من تحقيقه وفرة في مقاعد مجالسها، غير ان تحالفات سياسية ذكية اقصت ائتلاف دولة القانون عن حلم تشكيل الحكومات المحلية فيها مجددا لدورة ثانية.

ومنذ نيسان الماضي الذي اجريت انتخابات مجالس المحافظات في الـ20 منه، ولغاية امس الاول (السبت)، شهدت البلاد اعنف هجمات دامية متسلسلة، حيث سجل \”شهر الانتخابات\” بحسب بعثة مساعدة العراق الاممية (يونامي) مقتل 720 شخصا وجرح 1633، غير أن ايار الماضي سجل رقما قياسيا بكونه الشهر الاعلى في وقوع الضحايا منذ اذار 2008، بحصيلة سجلت مقتل 1045 شخصاً وإصابة 2397.

وفي ساعة متأخرة من ليل الاربعاء الماضي، وصف مارتن كوبلر المبعوث الاممي في تقريره الفصلي امام مجلس الامن، الذي اطلعت عليه \”العالم الجديد\”، وصف الأمن في العراق بأنه \”يبعث على الجزع\”. 

وحذر في وقتها من \”مخاطر مرتفعة بشأن تزايد العنف الطائفي\”، الذي عزاه الى \”وجود عدد هائل من جماعات (…) مسلحة يعمل بعضها منذ مدة طويلة في العراق، كتنظيم القاعدة في العراق، ودولة العراق الإسلامية\”، لافتا الى \”جماعات أنشئت حديثاً أو أعيد تنشيطها، مثل الميليشيات الموجودة في المحافظات ذات الأغلبية السنية، وجماعات مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله في الجانب الشيعي\”.

هجمات امس الاول، جددت الخوف من نشوب حرب اهلية، او استدعاء لجماعات سياسية لأجنحتها العسكرية للنزول الى الشارع بحجة \”ضبط الامن\”، في ظل تدهور امني غير مسبوق في ديالى وهجمات مروّعة ولحوحة تستهدف طوزخورماتو.

ووجه مارتن كوبلر امس الأحد في بيان ادانة للهجمات، \”نداءً اخيراً\” الى العراقيين من \”أجل تحقيق السلام والتفاهم بين الجميع\”، داعيا في البيان الذي تلقته \”العالم الجديد\”، الى \”عدم السماح لأعمال العنف بأن تسود البلاد، والعمل يداً بيد نحو تحقيق السلام واعتماد نهج الحوار كسبيل وحيد للوصول إلى حل مستدام\”.

ووسط صمت حكومي، شن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، هجوما عنيفا على رئيس الحكومة نوري المالكي، بلهجة تهديدية كانت قد خفت وطأتها منذ أواخر العام الماضي بعد فشل محاولات سحب الثقة، واعتبر الصدر في بيان اطلعت عليه \”العالم الجديد\” امس، ان \”الحكومة باتت في العد التنازلي الأخير\”، مهددا انه \”ليعلم الجميع، أنا لن أطيق الوقوف إزاء هذه التفجيرات، ولن نعطي للحكومة فرصة أخرى، لا مئة يوم ولا حتى أقل من ذلك ولا أكثر\”.

ودعا الصدر العراقيين الى \”الانتفاض والمطالبة باستقالة الحكومة\”، عادا المالكي بانه \”سقط (كل) ما في يده إلا كرسيه ومن معه\”.

ولأول مرة يأتي الصدر على ذكر دور لجيش المهدي، الذي أمر بتجميده منذ العام 2007، في تلميح الى امكانية اعادته الى الواجهة، وهو ما دلل عليه الصدر بقوله ان \”على الجيش المهدي الاستنفار والقعود\”.

\”حرب المقاهي\” فتحت جرحا غائرا في نفوس العراقيين، وجددت المخاوف من انفلات أمني، وكشفت \”الحرب\” عن وجهها بأعنف هجوم استهدف مقهى دبي بمنطقة العامرية (غرب بغداد)، في 18 نيسان الماضي قبل يومين من انطلاق انتخابات مجالس المحافظات، اسفر عن مقتل 27 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 50.

وفي الخامس من ايار الماضي، انفجرت عبوة ناسفة في مقهى صغير بحي الجامعة ببغداد مساء الخامس من ايار الماضي، وأسفر الانفجار عن وقوع قتيلين على الاقل وجرح 6.

وفي الاول من حزيران المنصرم أعلنت قائممقامية قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، مقتل وإصابة 12 بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مقهى شعبيا شرق القضاء.

ومساء الجمعة 17 حزيران الماضي، وقع انفجار بمقهى شعبي وسط مدينة الفلوجة، اوقع قتلى وجرحى، ما دعا شرطة الانبار الى تحذير اصحاب المطاعم والمقاهي ودعوتهم إلى التأكد من هوية مرتاديها.

وفي 27 من الشهر نفسه، استهدفت سلسلة تفجيرات مقاه وكافيهات في بغداد وديالى، اودت بحياة 31 وجرحت 36 على الاقل، كان اعنفها انفجار قنبلة موقوتة في مقهى \”جار القمر\” المزدحمة في الاعظمية، ليؤدي إلى مقتل 17 شخصا واصابة 31 معظمهم من الشباب. فيما انفجرت عبوة ناسفة بمقهى شعبي شمال شرقي بعقوبة، بعد دقائق من انفجار سيارة مفخخة مركونة قرب المقهى، واسفر الانفجاران عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 30. بينما قتل 9 أشخاص وأصيب 25 بتفجير داخل مقهى شعبي في منطقة الدورة (جنوب بغداد).

تفجير مشابه ضرب مقاه في كركوك، في 12 تموز الحالي، حيث قتل 30 مدنيا وأصيب 30 في تفجير استهدف مقهى شعبيا في منطقة واحد حزيران جنوبي المحافظة.

وشهد مساء 13 تموز الحالي اعنف تفجير يضرب مقهى خارج بغداد منذ تفجير العامرية، حيث فجر انتحاري نفسه في مقهى \”كلاسيكو\” في الضاحية الجنوبية لكركوك، وقتل 41 شابا كما أصاب 35، وروى شهود ان المهاجم الانتحاري طلب السماح من رواد المقهى قبل ان يفجر نفسه.

وفي 17 تموز الحالي، فجر انتحاري نفسه في مقهى شعبي وسط الموصل، فقتل 6 اشخاص وأصاب 21، وأعلن تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية مسؤوليته عن الهجوم.

فيما تحدثت مصادر امنية عن تفجير مقهى صغير في منطقة جرف النداف بالقرب من مخازن الشركة العامة للسيارات على طريق بغداد – واسط كان يضم شبابا يلعبون \”لمحيبس\”، وقد قتل منهم وأصيب 14.

إقرأ أيضا