محلل سياسي: خلاف الصدريين مع دولة القانون قد يأتي برئيس وزراء \”سني\”

رأى محلل سياسي، أن ما يحدث بين ائتلاف دولة القانون والتيار الصدري من حرب كلامية، ليست وليدة عهد قريب، وتجسدت بشكل واضح من خلال رفض التيار الصدري لتولي المالكي ولايته الثانية بعد انتخابات العام 2010 لولا الضغوط الإيرانية.

وفيما لفت إلى أن الصدريين، يعتقدون بأن ائتلاف المالكي يقف أمام طموحهم في تولي قيادة البلاد والوصول إلى منصب رئيس الوزراء، أشار إلى إمكانية تكرار سيناريو تحالف الصدريين مع \”متحدون\” في الانتخابات النيابية، الأمر الذي قد يأتي برئيس وزراء سني، منوها بأن الدستور لم يحدد اللون الذي ينتمي له من يتولى منصبي رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية.

واتصلت \”العالم الجديد\” على هواتف أعضاء في التيار الصدري وائتلاف دولة القانون، إلا أنهم لم يردوا على اتصالاتها.

وفي مقابلة مع \”العالم الجديد\” أمس السبت، قال واثق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية، إن \”العلاقة السيئة بين التيار الصدري وائتلاف دولة القانون تعود إلى ماقبل انتخابات 2010، وازدادت سوءا بعد رفض التيار تولي المالكي لولاية ثانية\”.

وبين الهاشمي، أن \”إيران مارست ضغطا كبيرا على التيار الصدري ليقبل بالمالكي رئيسا للوزراء، بعد أن ضغطت لتشكيل التحالف الوطني\”.

ولفت رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية، إلى أن \”المعادلة السياسية في العراق واختيار رئيس وزراء، يجب أن يحظى برضا طرفين مهمين، ألا وهما أميركا وإيران\”.

وكان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، قال \”إننا سنرشح رئيساً للوزراء (المقبل) لن يتعامل مع المحتل الأمريكي\”. ورد الصدر على سؤال من احد أتباعه حول تصريحات للسفير الأمريكي، قائلا \”سنرشح رئيساً للوزراء يحب العراقيين ويحبونه عزيزاً على الكافرين، ذليلا أمام المؤمنين، ولن يتعامل مع كل محتل غاشم معتد أثيم، ليعطي للعراق هيبة واستقلالية وعزة وشرفا ولن يستطيع الأمريكي التلاعب بالمصائر والثروات والأنفس\”. وخاطب الصدر السفير الأمريكي بالقول \”لن ينفعك تهديدك، وتعامل كما تشاء، وسنتعامل معكم بطرق لم تروها من قبل، فو الله إن جمعكم بدد وما رأيكم إلا فند، وما أيامكم إلا عدد، فانتظروا، اني معكم من المنتظرين\”.

وأضاف الهاشمي انه \”بالرغم من قبول التيار الصدري بالمالكي رئيسا للوزراء إلا أنهم كانوا من أشد المعارضين، وسحبوا وزراءهم من الحكومة ونوابهم كذلك، لأكثر من مرة، وكانوا من أكثر المتحمسين لسحب الثقة عن رئيس الوزراء\”، مبينا أن \”كل هذه الأمور تجعل العلاقة غير جيدة بين الطرفين، زادتها الاتهامات الأخيرة لرئيس الوزراء لجيش المهدي بالتعاون في تهريب السجناء\”.

واعتبر التيار الصدري على لسان القيادي فيه، وإمام جمعة الكاظمية حازم الأعرجي، أمس الأول الجمعة، خلال خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها في الصحن الكاظمي وتابعتها \”العالم الجديد\”، أن \”من يقول إن الصدريين هم من هرب معتقلي سجن أبو غريب لا عقل له، لان تنظيم القاعدة الإرهابي التكفيري تبنى هذه العملية وقد اسماها بغزوة رمضان\”.

وأعرب الاعرجي عن استغرابه \”من هذه الاتهامات\”، مشيرا إلى أن \”جميع معتقلي أبناء التيار هم من المقاومين\”.

ونفى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأربعاء 24 تموز الحالي، تورط أتباعه بمحاولتي اقتحام سجني التاجي وبغداد المركزي، مؤكداً عدم هروب أي من أتباع التيار المودعين في السجنين.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي، وصف في حديث متلفز، جيش المهدي التابع للتيار الصدري بـ\”العصابة\”\’، فيما أكد أن القوات الأمنية تمكنت من طردهم من محافظة البصرة خلال العام 2008، بعد فرض سيطرتهم بالقوة والقتل على المحافظة، مضيفاً أن بعض منتمي كتلة الأحرار من التيار الصدري عرقل بناء 10 مستشفيات.

ورأى رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية أن \”الصدريين يعتقدون أنهم قادرون على إدارة شؤون البلاد، ولديهم شخصيات من الممكن طرحها لتشغل منصب رئيس الحكومة كتداول اسم قصي السهيل كبديل للمالكي عندما كان الحديث عن مشروع سحب الثقة\”.

وتوقع الهاشمي أن \”خارطة التحالفات المتغيرة قد تنتج عن تحالف قريب يجمع التيار الصدري مع المجلس الأعلى ومتحدون كتحالف عابر للطائفية، يقابله تحالف غير معلن بين المالكي والمطلك والكربولي\”.

ولم يستبعد المحلل السياسي \”تكرار سيناريو انتخابات مجالس المحافظات التي أتت برئيس مجلس لبغداد من متحدون ومحافظا لديالى من العراقية، بعد أن تحالفا مع التيار الصدري في كلا المحافظتين\”، مشيرا إلى أن \”الدستور لا يمنع أي شخص من أي مكون من مكونات الشعب العراقي من تولي أي منصب في الدولة العراقية\”.

وأكد علي الشلاه النائب عن ائتلاف دولة القانون في تصريح صحفي، أن \”الأخوة في كتلة الأحرار يتحدثون ليلاً ونهاراً ضد رئيس الوزراء، من أعلى قياداتهم حتى أصغر المنتمين لهم، ولا يتحدثون بلغة الحوار بل بلغة الشتائم\”، داعياً إياهم إلى \”العقلانية\”.

إقرأ أيضا