إبراهيم الصميدعي.. محلل البلاط

لم يكن مستبعدا أن تتم \”منتجة\” الندوة الحوارية التي عرضتها قناة العراقية، والتي استضاف فيها رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي مجموعة من الشخصيات العراقية المتنوعة، فغالبا ما يُراد من لقاء مسؤول مع رعية ما توصيل رسالة سياسية، وفي حالتنا هذه كانت الرسالة موجهة للتيار الصدري بشكل رئيس. السيناريست حامد المالكي كان محط اهتمام الجميع لكونه بدا على هامش الندوة الحوارية، واتضح بعد ذلك أن أسئلته وأجوبة المستضيف قد حذفت \”ربما لعدم أهميتها من وجهة نظر المستشار الإعلامي علي الموسوي\”.

من وجهة نظري، كان الأجدر أن يكون المحلل السياسي \”إبراهيم الصميدعي\” محط اهتمام كل من شاهد الندوة، فبعيدا عن فرحه بالاقتراب من الحضرة الرئاسية، كانت أسئلته عبارة عن عتبات لأجوبة جاهزة ومواضيع متفق عليها مسبقا. وأداء الصميدعي هذا ليس مستغربا، فهو محلل سياسي مستقل من طائفته، كما انه منتمي لائتلاف دولة القانون، ووجوده في أي حوار متلفز، يعني بالضرورة دفاعه المستميت عن رئيس مجلس الوزراء بالدرجة الأساس، وحتى حين ينتقد احد المسؤولين فهو يؤكد من خلال انتقاده ان رئيس الوزراء غير محاسب عن أخطاء الآخرين.

ومن الجدير بالاهتمام، ان شخصيات مثل الصميدعي هي التي تصنع الفارق في لعبة الإعلام السياسي، فهو محلل يدور على القنوات الفضائية التي تبحث عن مناصر لائتلاف دولة القانون بشكل يومي، حتى بات معدو البرامج السياسية يكتبون إعدادهم وفقا للموقف الثابت والواضح له ولأمثاله. ويمكن ببساطة أن ينجح معد البرامج بصناعة حلقة حوارية مميزة من خلال وضع \”الصميدعي\” في مواجهة \”حيدر سعيد\” أو \”سرمد الطائي\” مثلا.

إن افتراض التحليل السياسي، موقفا سياسيا من التيارات والأحزاب خطأ لا يغتفر، ومصيبة كبرى. والصميدعي في الندوة الحوارية كان يسأل السيد المالكي أسئلة مبتورة، فهو يتحدث عن دعم القائد العام للقوات المسلحة للمليشيات دون ذكر الحضور الرسمي لأعضاء  ائتلاف دولة القانون من أمثال \”كمال الساعدي\” و\”عامر الخزاعي\” لاحتفالات تلك المليشيات، ودون أن يذكّر السيد المالكي أن من اعتقلهم في البصرة إبان صولة الفرسان بعضهم من قادة المقاومة. وكان يمكنه أيضا أن يشرح للسيد المالكي أن واثق البطّاط، ظهر على الهواء مباشرة، ولمدة ساعة تلفزيونية على قناة البغدادية، دون أن يتحرك رجل أمن واحد لاعتقاله. والأمثلة كثيرة بطبيعة الحال.

إبراهيم الصميدعي كان الأكثر فرحا في الندوة، وكأنه شاعر عباسي في حضرة خليفة.

إقرأ أيضا