أحميدة النيفر

منذ اكثر من قرن، ظهرت كتابات في العالم العربي تصنف ضمن الحداثة الدينية. لكن للأسف لم أجد موسوعة تختص بهذا النتاج الفكري او تعرّف بشخوصه. وطبيعي أن لا يتمكن الجميع من مراجعة الكم الهائل من الاصدارات وقراءة كل ما ينشر. لهذا احاول من خلال هذا العمود ان اقدم كتّاب الحداثة الدينية العربية المعاصرة بشکل مختصر جدا. 

فی کل عمود، اذكر اولا موجزا عن حياة الشخص ونشاطه الثقافي والعلمي ومؤلفاته واشارة بسيطة لأهم افكاره، لأن العمود لا يستوعب اكثر من هذا، والهدف هو تعريفهم للقارئ، ومن يرغب بالتوسع عليه مراجعة مؤلفاتهم التي سوف احاول إحصاءها هنا. وسأعتمد التسلسل الأبجدي في ذكر اسماء المفكرين والباحثين. 

 

أحميدة النيفر أو حميدة النيفر (1942- ) ولد في تونس من عائلة علمية ودينية معروفة في العاصمة التونسية (آل النيفر) الحسيني نسبة إلى الحسين بن علي.

تلقى التعليم اولا في تونس، ثم انتقل إلى دمشق وحاز على إجازة في اللغة العربية من جامعتها، ثم قصد باريس فنال من جامعة السوربون دكتوراه الحلقة الثالثة، ودرس في الازهر ونال دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية من جامعة الزيتونة.

 

منهجه في الكتابة

کتاباته تتسم بالجدية والإثارة واسلوبه شيق وجذاب. نأخذ كنموذج من كتاباته \”الإنسان والقرآن وجها لوجه: التفاسير القرآنية المعاصرة: قراءة في المنهج\”.

تحليل حركة النتاج التفسيري وتعرجات مسيرته، يطرح أمام القارئ في هذا الكتاب تساؤلات عن مدى تطور الفكر العربي في هذا المجال، ومدى حسمه في القضايا المرتبطة بعلاقة المسلم بالنص المؤسس لحضارته وفكره؟

یتطرق هذا الكتاب الى المفسرين المعاصرين ونتاجهم المعرفي ومنهجهم. يتتبع المؤلف مدى تغير مكانة الانسان عند المفسرين المذكورين، ويعتبر أن هذه التفاسير والدراسات القرآنية تجلّي في مستواها المنهجي نظرتها للإنسان. ويريد أن يعرف ماذا فعلت الحداثة بالوعي العربي في علاقته بالمقدّس والنص المؤسس؟

من هذا المنطلق يصبح تصاعد الاهتمام بدراسة القرآن وتفسيره مرتبطا بالتحولات والتساؤلات الكبرى التي تواجه المجتمعات العربية. ومن ناحية اخرى هناك ملاحظة عن المفسرين وهي أن عددا كبيرا من هؤلاء ليسوا من خريجي المؤسسات الدينية. 

 

نشاطاته الثقافية

– مارس التدريس في الثانويات ثم جامعة الزيتونة.

ـ عضو جمعية آفاق مغاربية.

ـ عضو جمعية الحوار الإسلامي – المسيحي.

ـ حصل على رخصة إدارة المنتدى الفكري المسمى \”منتدى الجاحظ\” وهو مفتوح أمام كل ألوان الطيف الفكري والسياسي على الساحة التونسية والعربية.

ـ رئيس جمعية رابطة تونس للثقافة والتعدد.

كتب أحميدة النيفر في السبعينات في مجلة المعرفة الإسلامية، ثم أسندت له عام 1982 رخصة مجلة جديدة اختار لها عنوان \”مجلة الفكر الإسلامي المستقبلي\”، وقد توقفت هذه المجلة عن الصدور في أواسط عام 1990.

أشرك في بداية التسعينات في إصلاح برامج التربية التي تولاها الوزير محمد الشرفي.

كما أن أحميدة النيفر من الشخصيات البارزة في الحركة الإسلامية التونسية، وأحد مؤسسي الجماعة الإسلامية بتونس التي تسمى منذ عام 1981 بـ\”حركة الاتجاه الإسلامي\”. غادرها في نهاية السبعينات ليكون أحد مؤسسي \”تيار الإسلاميون التقدميون\” إلى جانب الصحفي صلاح الدين الجورش، وبقى أحد منظري اليسار الإسلامي.

 

من أهم كتبه

ـ مختصر تفسير المراغي، 4 مجلدات.

ـ التفاسير القرآنية الحديثة: قراءة في المنهج.

ـ بين القصر والجامع: إضاءة على المؤسسة الدينية الأندلسية.

ـ الإنسان والقرآن وجها لوجه: التفاسير القرآنية المعاصرة: قراءة في المنهج، دار الفكر المعاصر، 2000م.

ـ النص الديني والتراث الإسلامي، عام 2004م.

ـ لماذا أخفقت النهضة العربية، بالاشتراك.

ـ مستقبل الحوار الإسلامي – المسيحي، بالاشتراك.

إقرأ أيضا