1. البعد المكاني: إسرائيل تريد أن تستغلّ السلطنة فتقيم وجوداً في المنطقة لإقامة قاعدة عسكرية قريبة من منافذ البترول ومصادره الخليجية ومن مضيق هرمز.
2. البعد الزماني: هو أنّ هذا اللّقاء سبقته لقاءات سرّية وعلنية بين إسرائيل والخليج، وأنّ إسرائيل أرادت أن تعلن في هذه الزيارة عن أنّ تلك العلاقات وصلت حدّاً لا بدّ من الإعلان عنها لأسباب تتعلّق بإثبات الوجود.
3. إسرائيل في هذه الزيارة تريد أنْ تخرج عن سياستها مع العالم العربي الذي ألفتها منذ الحرب الباردة والتي كانت فيها رهينة الصفقات السرّية، وحبيسة الحدود الإسرائيلية الموهومة – مع العلم أنّ إسرائيل لا تمتلك حدوداً جغرافية إلى الآن لأنّها تعتقد أنّ حدودها من النيل والفرات)- فقررت أنْ تخرج لتمارس دورها، وتعلن وجودها كتفاً بكتفٍ ضدّ إيران، وتلغي دور أُوربا وأمريكا حينما كانوا يقومون بترتيب الأجواء لها، وإقامة العلاقات بالنيابة عنها، واليوم وفي هذه الزيارة تعلن إسرائيل عن نفسها ووجودها وتدافع عن مصالحها دون الحاجة إلى السرّية وإلى نيابة أوربا وأمريكا عنها.
4. سوف يكون لإسرائيل دور في توحيد الصفّ الإخوانيّ السلفيّ، وإجراء مصالحة سعودية قطرية، وبالتالي إعادة اللّحمة بين دول الخليج التي مزّقها محمّد بن سلمان، وأنّ التقارير تشير إلى عدم رضا وقناعة إسرائيل بدور محمّد بن سلمان, وتعتقد صحيفة بديعوت أنّ بن سلمان أفرغ المنطقة من أيّ بُعدٍ استراتيجي.
5. إسرائيل أدركت أنّ إيران والمقاومة – بعد خسارة الخطّ الصهيونيّ الداعشيّ السلفيّ في سورية ولبنان والعراق – قد تمكّنت وكادت أنْ تقترب من حدود إسرائيل ؛ لذا لا يمكن لإسرائيل أنْ تكون آمنةً، ولأجل دفع الخطر ينبغي الاقتراب من الحدود الإيرانية بسلاحها.
6. إسرائيل تريد سحب قابوس عن إيران بعد أنْ رأت منه توجّهاً نحو إيران، وابتعاداً عن السعودية «لا تنسون أمّه إيرانيّة ».
7. سوف تكون هذه الزيارة مرحلةً مهمّةً، ممهدةً لزيارات إسرائيلية أخرى لاحقة إلى باقي دول الخليج.
8. إسرائيل تريد أنْ تستغلّ ظرف إيران الاقتصادي للاقتراب أكثر من حدودها بحماية أمريكية أُوربية. «حرشة».
9. إسرائيل تريد ترتيب البيت الخليجي لصالح إسرائيل وتوحيده بعد أنْ تمزّق، وبعد أنْ وجدت ترامب فاشلاً في ملفّ توحيد الخليج لصالح إسرائيل , وبعد أنْ وجدت ترامب يمارس سياسة الابتزاز المالي فقط دون أنْ يقدّم شيئاً لإسرائيل ؛ ومن هنا وجدت نفسها مضطرة إلى أنْ تمارس هذا الدور بنفسها.
10. المنطقة مقبلة على متغيّراتٍ كبيرةٍ بعد انحسار الارهاب في سورية، وقد تتغيّر الخريطة السياسية، ويبرز لاعبون دوليون وإقليميون، فمن هنا تجد إسرائيل نفسها محتاجة أنْ ترتّب البيت الخليجي بما يعزز وجودها سياسياً وأمنياً وعسكرياً، بل حتى اقتصادياً واستراتيجياً.
11. هذه الزيارة سوف يكون لها أثر نفسي – كما تقول صحيفة ليفغارو الفرنسية اليوم – على إيران، ربّما لا يقلّ خطورة عن الآثار الأخرى، وتقول: «إن البيان البارد الذي صدر عن إيران يكشف حراجة الموقف الإيرانيّ، وإدراكها أنّ هذه الزيارة تعني استراتيجية إسرائيل لتمزيق العلاقات بين إيران والخليج بل وعموم العالم الاسلاميّ والعربيّ».
12. مهما يكن من مؤشّرات إلّا أنّ مؤشّر نذير الحرب الباردة والحرب الساخنة على الأبواب.
13. من أهداف الزيارة أيضا هو إحكام محاصرة إيران من جهة الخليج، وإتمام مرحلة الحياد السياسيّ بالنسبة إلى الحكومة العراقية الجديدة، والتي بدأت بوادرها في قرار إيقاف تصدير النفط إلى إيران.
14. غلق كلّ النوافذ الدبلوماسية التي تتيح لإيران الدخول والولوج عبر نافذتها، كما كانت تفعل عمان في ملفّات كما كانت تفعل عمان في ملفّات إيران الدولية والإقليمية.
15. الزيارة ذات أهداف إستراتيجية ومرحلية، ففي الجانب المرحلي تهدف إلى تحقيق الوئام بين الأطراف المختلفة وتوجيه بوصلة قوّة تلك الدول تجاه إيران ؛ لأجل خلق جبهات متعددة رافضة للسياسة الإيرانية، والتغلغل في وعي الفرد الإيراني بضرورة التخلّي عن الأهداف التي تؤمن بها إيران تجاه قضايا الأمّة، ومن ثَمّ إيجاد الفجوة الاجتماعية وتوسعتها داخل المجتمع الإيراني، والتي تعتبر من الأهداف الاستراتيجية لها.
16. إن هوية الوفد المرافق لنتنياهو – وخصوصا رئيس الموساد، ومستشار الأمن القوميّ، والسكرتير العسكريّ لرئيس الحكومة، ومدير عام وزارة الخارجية، ورئيس طاقم مكتب نتنياهو- تشي إلى تكوين حراك خليجي عامّ لاهثٍ لقضية التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب والإعلان عنه لأجل مواجهة إيران وحلفائها في المنطقة، وخصوصا فصائل المقاومة وحزب الله اللّبنانيّ.
المقال كتب بالاشتراك مع الباحث: هادي بدر الكعبي