“الموضة والجمال” أي شعار محمل بحب الحياة هذا الذي اقيم تحت براقته الجميلة عرضاً للأزياء في مدينة الحبانية السياحية التي تبعد نحو 20 كيلومتراً غرب مدينة الفلوجة.
الموضة والجمال أثارتا حفيظة بعض من رجال الدين وشيوخ العشائر، ان كانوا شيوخاً بالفعل أو رجال دين حقيقة.
وقبل هذه الحفيظة المسخ، كانت السلطات المحلية في الفلوجة بالمرصاد لشعور وبرمودات الشباب الذين صحوا لتوهم من عسف الدواعش وظلاميتهم ..معيدين الى الاذهان الزمن الطلفاحي المقبور.
وتحت شعار مدينة “أم المساجد” يطل الفكر الداعشي برأسه ببنادق محاربة الجمال والحب والموسيقى والفنون في الحياة.
لم تثر هؤلاء فجائع التغييب والفساد المالي وخراب المدن، فهي ليست في جدول اعمال اهتماماتهم، لأنهم منغمسون فيها وعناصر فاعلة في إنتاجها، وفي أفضل الأحوال ستاراً لها.
تقول لمى الجميلي وهي مصممة ازياء “نريد أن نبين للجميع أن المدينة السياحية بدأت بالازدهار، ولا توجد أي اشكالات او عراقيل، وأضافت أن مصممات الازياء أردن أن يتحدين الظروف بإقامة أول مهرجان للأزياء النسائية في المدينة السياحية التي لم تشهد مهرجاناً مشابها منذ ثمانينيات القرن المنصرم”.
الله عليك يا أصيلة.. إن هؤلاء المسخ يهددون بالملاحقة القضائية لـ”الساعين الى الفساد في الأرض”، وهؤلاء الساعون من وجهة نظر أولائك الظلاميين هي المدينة السياحية وهي احدى منشآت وزارة الثقافة والتي ينبغي ان تقام فيها الفعاليات الثقافية والفنية من مسرح الى موسيقى الى عروض أزياء.
والقمهم حجراً مدير عام المدينة مؤيد الجميلي بقوله الشجاع إن إدارة المدينة السياحية “لا يمكن ان تمنع شخصاً من ممارسة حياته بحرية، باعتبار المكان منتجعاً سياحياً للجميع”.. ورد على المطالبات الظلامية بالقول “هناك من يتربص بالانبار لاعادتها الى ايام بزيبز”.
برافو الجميلي.. التوكل على الأعراف والتقاليد البالية، ليس الا عبوراً وتمريرا للفكر الداعشي في مواجهة نهوض الأنبار وناسها ومنشآتها، وقلناها مرّات ومرّات إن الفكر الداعشي ليس بندقية أسقطناها، فتحت الرماد نار تحارب الموسيقى كما في كربلاء، وملابس الشباب والاحتفالات كما في الفلوجة، ومهرجان بابل في بابل وما ندري بماذا سيخرجون علينا يوم غد إن تركنا لهم الساحة فارغة، وهم يخوضون فيها بعباءة الدين والمقدس والاعراف والتقاليد الاشد تخلفا من أي عصر مضى.
من بين هؤلاء يظهر الفكر المتطرف تحت رعايتهم حتى يصل الى الجحيم الذي اكتوت أجساد العراقيين بناره من مختلف الطوائف والأديان والانتماءات، إنه فكر يحارب الجميع بما في ذلك مناسبات وأعياد المرأة والحب.
لم تعد هذه العباءة صالحة للحياة بنتاجها المشوّه هذا.. لم تعد تمر على الناس مرور النائمين الذين لدغوا من جحورهم أكثر من مرّة.. لم تعد قادرة على ان تكون كما كانت.. لكننا ينبغي أن لا نسمح بهذه النار التي تحت الرماد ان يظهر لهيبها ثانية.