صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

دعوا المرأة

تعاني الكثير من الفتيات والنساء الخريجات وغيرهن في الوقت الحالي من عدم حصولهن على فرصة عمل مناسبة وامنة في القطاعي الحكومي والاهلي، في وقت تتعرض فيه اقرانهن الموظفات والعاملات في قطاعات مختلفة الى الاستغلال والابتزاز من قبل ضعفاء النفوس ما يندرج ضمن ظاهرة التحرش التي اصبحت ظاهرة واضحة للعيان تجري بكل وقاحة وصلافة امام مرأى ومسمع الجميع، لعدم وجود رادعِ يحدُ من هذه الممارسات اللا اخلاقية واللا انسانية!.

لا ننسى ان المرأة والرجل لا يختلفان في المواصفات البشرية بينهما، فالاثنان يتماثلان في الجسد والروح ويردان العيش بـ(كرامة وعزة وحرية) في هذه الارض، لذا يتطلب عدم التميز بينهما في الواجبات والحقوق كبشر، الا ان ما يجري في مجتمعنا عكس المطلوب كحق وعدالة بشرية حيث هناك تميزً كبيرً بين الاثنين، اضافة الى ان الكثير من الرجال يتعامل مع المرأة بطريقة دونية واحتقار ويعمل على اقصائها من التعليم والدراسة والوظيفية ويجتهد ليلاً ونهاراً ليكبح جماح اي طموح يؤهلها الى تكون بقوته اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلمياً.

لم نلمس من الدولة العراقية الحديثة التي تدعي احترام المرأة، أية تشريعات تنتصر لها وتمنع اي شخص يحاول حرمانها من العمل حتى لو كان اهلها، ويضمن امنها وسلامتها في الشارع ومقر العمل رغم ان قانون العمل بنسخته 2015 اشارة الى معاقبة المتحرشين الا انه غير كاف اطلاقاً لحماية المرأة من المسيئين.

اعتقد ان الوقت بات مناسباً بشكل اكبر للحكومة ولمنظمات المجتمع المدني بان تعمل على تثقيف المجتمع حول كيفية احترام حقوق وحرية المرأة عبر نشر مدونات السلوك في المناهج الدراسية وعقد ندوات ارشادية في المناطق الشعبية تظهر لهم امكانية المرأة وقدرتها الجبارة في ادارة المجتمع ومساعدة الرجل على التخلص من بعض الأعباء الملاقاة على عاتقه.

كل هذا ولم تستسلم المرأة الموهوبة الى قدر قلة فرص العمل، بل بدأت كل واحدة تشجع الاخرى على العمل، ونلاحظ مؤخرا الكثير من الفتيات ربما تصل احداهن تقريباً بالمئات ممن لم يحصلن على فرصة عمل بعد التخرج، فقمن بانشاء مشاريع اقتصادية صغيرة يمارسن مهنا كالخياطة والتصميم والملابس والطبخ والاعمال اليدوية كالاكسسوارات وغيرها ويسوقن بضائعهن تلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى انتشرت في الفترة الاخيرة الكثير من الصفحات الدعائية على السوشيال ميديا كالفيسبوك والانستغرام والسنابتشات. في هذا الاطار رصدنا صفحات عدة تديرها نساء تشجع الفتيات على العمل والاعتماد على أنفسهن دون الاعتماد على الرجل.

نمو هذا النمط من الثقافة يشجع كل فتاة على الوثوق بقدرتها وموهبتها حتى لو كانت بسيطة، ويقلل من الشعور بالعجز والإحباط والنقص الذي لا يكمله الرجل بالزواج والحصول على فارس احلام يحقق لها ما تريد.

هذا لا يعني عدم قدرة المرأة العراقية على تحقيق العديد من المنجزات رغم كل التحديات، بل انها بدأت تدشن مرحلة جديدة من منافسة الرجل في كثير من المفاصل والمحافل، وهو أمر سينعكس على مستقبل البلاد التي تعاني منذ سنوات طويلة من تحديات كبرى، كانت معالجتها حكرا على الرجل، عكس الدول الأخرى المتقدمة التي وفرت بيئة سليمة وامنة للمراة في كافة المجالات وفسحت لها المجال لمنافسة الرجل ثقافيا واجتماعيا.

طالبة في كلية اعلام الجامعة العراقية

أقرأ أيضا