صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

أولويات الحكومة الجديدة

إن سقف توقعاتي من حكومة عادل عبد المهدي منخفض وقد كتبت عن اسباب ذلك، بل اني اذهب ابعد من ذلك فارى ان على عبد المهدي ان يضع له اهدافا متواضعة يسعى لتحقيقها، ويمكن تحقيقها وبخلاف ذلك فانه يعرض نفسه لفشل يتحمل مسؤوليته حتى وان كان ذلك الفشل بسبب القوى السياسية لذلك لا يجب ان يتوقع تحقيق اي من الاهداف الكبرى كالقضاء على الفساد وبناء مؤسسات الدولة وسيادة القانون.

إن أقصى ما نطمح اليه من السيد عبد المهدي هو تحقيق اختراق يعيد ترتيب الاصطفافات السياسية ويستدرج جمهورا واسعا متشككا ويائسا من جدوى المشاركة السياسية وهو بذلك يحقق انجازا هاما يغير البيئة السياسية، مما يعد المسرح السياسي لمعادلات مختلفة وظهور فاعلين جدد واختفاء قوى ظرفية (سياسية) هي مصدر للفساد وانعدام الكفاءة وهو انجاز كبير ومشرف ينهي به الانسان مسيرته السياسية, لكن كيف يفعل السيد عبد المهدي ذلك؟ يجب ان يتذكر عبد المهدي ان ضغط الجمهور هو الذي فرضه على النخب السياسية الحاكمة التي هي غير مستعدة للتنازل عن اي شيء يحقق لها المنفعة فكيف ضحت بمنصب رئيس الوزراء لشخص لا كتلة او قوة سياسية تقف خلفه لقد فعلت ذلك مجبرة اولا  كما انهاتحاول الالتفاف على ارادة الشعب بتمرير مصالحها عبر عبد المهدي ولعل التشكيلة الوزارية الناقصة التي قدمها وخيبة الامل التي عكستها على الجمهور تنذر بكل ماحذرنا منه مخاوف بالتاثير السلبي للقوى السياسية  على خيارات رئيس الوزراء. مع ذلك لازال هناك امل ان يقدم عبد المهدي انجازا مهما غير تحقيق اهداف المنهاج الحكومي التي لا اجد امكانية لتحقيقه ولكن وكما ذكرنا سابقا لتحقيق تغيير في البيئة السياسية واصطفافاتها وهو ليس سهل الانجاز..ويحتاج رئيس الوزراء  في سبيل دلك الى فهم عميق ومهارة سياسية كبيرة, فعلى السيد عبد المهدي ان يتخلص من ربقة القوى السياسية ولو جزئيا وذلك بخلق مركز قوة خاص به يستند الى الارادة الشعبية وذلك عبر الانجاز اولا واشراك الجمهور باطلاعه على مجريات الامور.

ان اول خطوة في كسب ثقة الناس وقبل الانجازات التي تحتاج لوقت وتواجهها صعوبات,   في سلوكه الشخصي في مسالة اختيار المساعدين والمدراء والمستشارين على اساس القرابة والعلاقات الشخصية وهو الامر الدي سيسمح للجمهور بتبني اي انجاز مستقيلي بسرعة وبعيدا عن اي شكوك.ان على السيد عبد المهدي اختيار المواضيع التي يريد تقديمها كانجاز بحيث يضمن على الاقل عدم تكاتف القوى السياسية ضده بحيث يلمس الجمهور هده الانجازات ومع عملية تقديم الانجازات التي قد لا تكون كبيرة واطلاع الشعب على اي عراقيل تضعها القوى السياسية امامه ستبدأ عملية اصطفاف سياسية من قبل جزء من الجمهور غير الجزبي بل ان جزءا من القوى السياسية وجمهورها سيصطف الى جانبه لاعتبارات مختلفة.

أقرأ أيضا