كعراقي إيزيدي يعاني من هشاشة مجتمعه الخارج من إبادة جماعية، ويعيش في ظل سياسيين يرفضون الاعتراف بحقوقه المسلوبة رغم أن شعبه يمثل أحد أبرز المكونات الأصلية لبلاد الرافدين، لا أعرف كيف أبدأ بتقييم ما جرى من انتخابات، فهل اعتبرها نصرا أم هزيمة؟
لقد أعلنت نتائج الانتخابات في 19 آيار الماضي، وحقق الإيزيديون مقعدين أحدهما أصفر والآخر أخضر، بالإضافة إلى مقعد الكوتا الإيزيدي ليصبح العدد ثلاثة مقاعد مع خسارة مقعدين آخرين بسبب التشتت الايزيدي السياسي والعشائري والقومي، والغاء أصوات أغلب النازحين الايزيديين التي تجاوزت ١٠٠ ألف صوت الموجودة لغاية الان بكلية الزراعة في سيميل ضمن محافظة دهوك شمال العراق.
قرر البرلمان العراقي السابق في السادس من حزيران الماضي تعديل قانون الانتخابات البرلمانية الاخيرة واعتماد عملية العد والفرز يدويا لكل العراق مرة أخرى بسبب خسارة أغلب الوجوه القديمة مثل سليم الجبوري رئيس البرلمان السابق وحنان الفتلاوي البرلمانية السابقة، في العاشر من حزيران الماضي، تم تعيين قضاة مكان مجلس المفوضين لإدارة شؤون المفوضية العليا للانتخابات في العراق وإدارة عملية العد والفرز يدويا في العراق بعد أن أصدر مجلس القضاء الأعلى قراره بان يكون العد والفرز يدويا بالنسبة للمحطات المطعون بها فقط.
ظهرت النتائج وحملت خيبة أمل جديدة للايزيديين، وخاصة أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي خسرت مرشحتهم خالدة خليل مقعدها لشخص آخر ضمن القائمة الكردية نفسها بحجة استيفاء نينوى لمقاعد الكوتا النسائية، وبالتالي فشل الايزيديون بزيادة مقاعدهم التي حصلوا عليها في الدورة السابقة، واكتفوا بمقعدين كما هو الحال في الدورة السابقة، ولكن من وجهة نظر أخرى، كانت هذه الاخبار سعيدة لأغلب الايزيديين في العراق بسبب التخلص من التمثيل الإيزيدي ضمن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبالتالي التخلص من التبعية الكردية بعض الشيء، هذا إن لم يصر أحد المرشحين الآخرين على القول بأننا أكراد وخاصة المرشح الفائز عن قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني حسين نرمو.
خسارة مقعد الايزيديين ضمن البارتي (الحزب الديمقراطي الكردستاني) يعد خسارة قاسية للحزب وأنصاره الإيزيديين، لكنه في نفس الوقت يعد نصرا لمن يرفض التبعية للقومية الكردية، ويعتقد بانتمائه للعراق أولا وانا منهم.
ويظل من المؤسف حقا تجاهل البرلمان العراقي السابق لقرار المحكمة الاتحادية المتعلق بالكوتا الايزيدية، والذي نص على إعطاء الايزيديين خمسة مقاعد بما يتناسب مع حجمهم السكاني في أرضهم التاريخية العراق.