إن ظهور بعض الشواهد السلبية على أداء بعض المؤسسات التربوية والتعليمية , مما يدفعها الى الاتجاه لتبني أسلوب إدارة الجودة الشاملة، ومن أهم هذه الشواهد ما يلي:ـ
أ ـ انخفاض مستوى الخريجين.
ب ـ استهلاك الكثير من الوقت والجهد.
ج ـ تعدد صور وأشكال الرقابة.
ح ـ هروب الأساتذة من ذوي الخبرات المتميزة من المؤسسات التربوية والتعليمية الى جهات أخرى تمنحهم امتيازات أفضل.
خ ـ إستهلاك الكثير من الوقت في الاجتماعات والخروج منها في بعض الأحيان دون إتخاذ قرار.
د ـ تبادل الإتهامات واللوم بين العاملين.
ذ ـ كثرة الشكاوي الداخلية (من المنتسبين) والخارجية (من الطلبة وأولياء الأمور).
ونتيجة لهذه الشواهد السلبية , فأمام جميع المسؤولين في المؤسسات التربوية والتعليمية مبررات للاهتمام بإدارة الجودة الشاملة وذلك للأسباب الآتية:
1- إن ادارتها بشكل فاعل يمكن المؤسسة االتربوية او لتعليمية الحصول على سمعة طيبة , ووسيلة لإرضاء المنتسبين والعاملين، وتنمية الشعور بإنتمائهم في بيئة عملهم , مما يزيد من الإنتاج وتخفيض التكاليف وتحقيق الأهداف المنشودة لمؤسساتهم.
2- أوجدت حركة التحولات العالمية والمتغيرات الاقتصادية والتقنية والاجتماعية والثقافية أوضاعا جديدة جعلت الجودة أمرا حتميا في كل ما تقوم به المؤسسات التربوية والتعليمية من أعمال وما تقدمه من خدمات ومخرجات.
3- تصاعد المنافسات وإحتدام الصراع بين المؤسسات التربوية والتعليمية وخاصة الأهلية منها , مما جعل الزبائن في موقف متميز يسمح لهم بالمفاضلة بين المنافسين ولا يقبل سوى الأفضل والأعلى جودة.
4- الإهتمام بتطبيق تقنيات الاتصالات ونظم المعلومات وتطوير أساليب تقديم الخدمات وضمان حصول الطلبة على أفضل الخدمات .
5- لفت إنتباه المؤسسات التربوية والتعليمية الى معنى الجودة في الأداء وتأثيره في التميز في خدمة المتعاملين وتخفيض التكلفة والوقت المستغرق بما يساعد على ترشيد الأداء للعاملين فيها.
6- جعل المؤسسات التربوية والتعليمية ملتزمة بمسايرة المعايير العالمية في الخدمات والتي لا يتحقق الالتزام بها إلا عن طريق تطبيق مفاهيم إدارة الجودة الشاملة.
7- العجز التعليمي أي وجود إستثمار في التعليم دون العائد لأن المخرجات التعليمية والنواتج التربوية لا تسد الطلب الفعال في اسواق العمل بالشكل المطلوب.
8- معدلات البطالة المرتفعة فالإنتاج لا يتيح عدد الوظائف الكافية والمناسبة للمخرجات التعليمية او العكس.
9- اتساع الهوة بين الإنتاج والتعليم فقد تظهر الحاجة لبعض المهن والوظائف التي لا يوفرها التعليم الحالي، أو قد لا تجد بعض التخصصات التعليمية الفرص المواتية للعمل بعد التخرج.
10- ارتفاع تكلفة التعليم في جميع مراحله.
11- إنخفاض العائد على الإستثمار التعليمي.
12- تركيز التعليم على المعارف والعلوم دون السلوكيات والمهارات والأمور العلمية.
13- عدم مشاركة جميع المستويات في تصميم البرامج التعليمية.
14- وجود ثغرات في الأدوار التنظيمية.
15- التأخير في توظيف الخريجين.
16- تحول بعض الخريجين للعمل في مجال بعيد عن تخصصاتهم.
ولأجل الاستفادة من تطبيق إدارة الجودة في المؤسسات التربوية والتعليمية علينا التعرف على القاسم المشترك بين تلك المؤسسات في مجال الاستفادة من هذا النظام والذي يمكن تلخيصه على النحو التالي:
1ـ ضمان إستمرارية وثبات جودة الخدمات التعليمية وبالتالي إرضاء أولياء الأمور والطلاب.
2ـ تخفيض وتقليل إهدار إمكانات المؤسسة التربوية او التعليمية من حيث الموارد ووقت العاملين.
3ـ إن النظام الاداري المتميز الذي يطبق من خلاله الايزو، يمكن المؤسسة التربوية او التعليمية من تحليل المشكلات التي تواجهها ويجعلها تتعامل معها من خلال الاجراءات التصحيحية والوقائية وذلك لمنع مثل تلك المشكلات من الحدوث مستقبلا.
4ـ زيادة الكفاءة التعليمية من خلال مشاركة الجميع بفاعلية في ادارة المؤسسة التربوية والتعليمية نظرا لدراية كل فرد بدوره ومسؤولياته ومشاركته في التطوير والتحسين مما يترك أثرا نفسيا وإيجابيا على كل العاملين.
5ـ رفع مستوى الوعي لدى أولياء الأمور والطلبة والمجتمع تجاه المؤسسة التربوية والتعليمية من خلال إبراز الالتزام بالجودة.
6ـ الاسهام في تأكيد السمعة الجيدة للمؤسسة التربوية والتعليمية محليا وعالميا.
7ـ إن المراجعات الداخلية ومراجعات الادارة المنتظمة التي هي من صلب نظام الايزو تجعل النظام يعمل لخدمة المؤسسة وليس العكس.
8ـ ربط كل اقسام المؤسسة وجعل عملها متناسقا بدلا من وجود نظام اداري منعزل لكل قسم أو ادارة. وهذا بالتالي يؤدي الى انضباط أكثر وتحليل أدق للمشكلات التي يمكن أن تحدث.
9ـ وجود نظام شامل ومدروس للمؤسسة التربوية والتعليمية سينعكس ايجابيا على طلابها لأنهم سيكونون من أوائل من يحس بتطبيق هذا النظام وهذا بلا شك سيؤدي الى لبنة هامة من لبنات الانضباط وإحترام الأنظمة في نفوسهم فضلا عن تعرفهم على سياسات نظام جودة عالمي في سن مبكر.
10ـ تطبيق النظام سيقلل من البيروقراطية الادارية الى حد بعيد ويتخلص من كثير من الاجراءات المتكررة والمتعارضة أحيانا وفي الوقت نفسه سيبقى ملتزما بالتعليمات الرسمية.
* أستاذ بجامعة المستقبل في بابل