صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

اسمعوا كيسنجر جيداً!

عام 1975 قال مسؤول أميركي إن هدف إنشاء قوات القبعات الخضر “المارينز حالياً” هو الوصول الى الشواطىء الدافئة “يقصد الخليج ” ووصلتها تلك القوات عام 1990 أبان إحتلال الكويت ، وعام 1991 قال شوارتسكوف قائد قوات حملة تحرير الكويت، إن هدف الأميركان هو إسقاط نظام صدام حسين وفعلوها عام 2003 ، وقال بايدن عام 2011 ان الخارطة الجيو سياسية في المنطقة لن تشهد لاعراق ولا سوريا كما هما الآن ، ويبدو ان الخطة تطبخ على ايقاعات الحروب الصغيرة ، وقال مسؤولون أميركان عقب إحتلال داعش لعدة محافظات عراقية عام 2014 إن الحرب على داعش ستستمر ثلاث سنوات، وهو ماتحقق الآن فعلاً، فداعش من الناحية العملية انتهت في كل من العراق وسوريا.

ولكن ماذا قال كيسنجر وزير الخارجية الاميركي الأسبق ، والذي كاد أن يكون منسياً في الذاكرة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط ، قال الرجل في حوار أجرته معه جريدة “ديلي سكيب” الأمريكية، “إن الحرب العالمية الثالثة باتت على الأبواب وإيران ستكون هي ضربة البداية في تلك الحرب وإن طبول الحرب تدق بالفعل في الشرق الأوسط، والأصم فقط هو من لا يسمعها”.

مشكلة القيادات السياسية في منطقة الشرق الأوسط انها لاتتحسس  إتجاهات  السياسة الأميركية وعقليتها الإستراتيجية ، مكتفية بالظاهرة الصوتية والشعاراتية التي تنتجها قيادات متكلسة التفكير ، والنتيجة إنها تدفع مع شعوبها أثماناً باهضة ، صدام وبشار والقذافي أرادو أن يلعبوا مع الأميركان لعبة ” قبضايات أولاد الحارة ” فلم يوفرهم البلدوزر الأميركي .

غالبية الأحيان الاميركان يعلنون عن أهدافهم رسميا أو من خلال مخولين غير رسميين ، وينتظروا من الآخرين ، الحلفاء والأعداء، فهم الرسالة ومحتواها والتعامل معها كواقع أكيد الحدوث ، لكن رسائلهم لم تكن تفهم بشكل جيد..

 لكن خططهم كانت تنفذ بشكل جيد بوكلاء الاحتياط الإستراتيجي المتوفر لديهم في المنطقة بما في ذلك المنظمات الخارجة عن القانون ، وفعلوها في مواجهة الروس في افغانستان..

ونضيفكم من الشعر بيتاً إن العم كيسنجر قال أيضاً في المقابلة نفسها  بأن “أمريكا وإسرائيل قد جهزتا نعشاً لروسيا وإيران، وستكون إيران هي المسمار الأخير في هذا النعش، بعدما منحتهم أمريكا فرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة. بعدها ستسقطان للأبد”..

سيقول البعض إن أميركا ستدفع الثمن باهضاً كما قالها صدام “سينتحرون على أسوار بغداد ” ..

وسيقولون إنها أحلام الفتى الطائر الذي سيستيقظ من حلمه خائباً كما ستسقط أحلام أميركا في مستنقعات ووحول الشرق الأوسط ..

لكننا نقول إن تحسس السياسات الأميركية القادمة في المنطقة والتعامل معها بواقعية وفي إطار المصالح المشتركة في مواجهة الإرهاب وإعادة الإعمار هي وحدها من ستكون القادرة على تجنبنا الكثير من الخسائر ..

قد يكون كيسنجر من الحالمين باللحظة التي تحدث عنها ، لكن المطبخ الأميركي لايقدم وجباته بالأحلام وإن كان يطلقها على سبيل التحسس كما يفعل في كل مرّة.

أقرأ أيضا