صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

اعترافاتك كافية.. وأزماتنا حافية!

عندما سئل السيد عادل عبد المهدي عن سبب تأخير إستكمال كابينته الوزارية الناقصة أو المنقوصة قال الرجل بكل ثقة واقتدار ورؤية ثاقبة لايفوتها الذكاء ولا التحسس “أنا بانتظار التوافقات السياسية”..!!

رغم إنه أجاب بعمومية متجنباً السير في حقول الألغام أو الدوس على طرف من أطراف الحيتان، متوارياً بجوابه عن الجواب الحقيقي والمنطقي والواقعي وهو “أنا بإنتظار توافق السيد مقتدى الصدر والحاج هادي العامري “. وبإجابته الشفافة رغم تواريها، فقد أسدل السيد عادل الستار على مسرحية كوميدية من طراز عراقي خاص عنوانها ” كابينتي حبيبتي”!

وكشف السيد عن آلية وديناميكية تشكيلته الوزارية التي بدأها بالنافذة الألكترونية وسينهيها بتوقيعه على شروط وتوافقات الكبيرين الصدر والعامري، ليقول لنا بعد ذلك ” الحمد لله الذي ساعدني على أن أشكل كابينتي المستقلة التي لم تتدخل في تشكيلها أي قوى أخرى”.!

وسيجد عبد المهدي من يصدقه، بل ومن يصفق له، بل وحتى الهتاف له ” بالروح بالدم نفديك ياعادل “.، وليس غريباً أن يحدث هذا في لوحة سياسية تخوض في مستنقع الفساد والإنتهازية وإنعدام روح المسؤولية الوطنية لمستقبل هذه البلاد.!

ولأن الرجل لم يسمع وربما لم يرد ذلك، إلى الأصوات الحقيقية التي طالبته بأن يكون كما معايير ” حازم وشجاع وقوي”، فسيجد نفسه مكبل اليدين متحسراً على واقع فرضه على نفسه وليس كما غنّت كوكب الشرق أم كلثوم ” واثق الخطوة يمشي ملكاً”.!

نعم بعد كل انبطاحات عادل عبد المهدي، وأستميحه عذراً على التعبير، سوف لن يستطيع أن يمشي لا “واثق الخطوة ” ولا ” ملكاً ” ولو إنطبقت السماء على الأرض، فقد حجر الرجل نفسه في خانق الأزمة التي أكلت المالكي والعبادي من قبله وستأكله من الأكتاف حتى تجهز عليه تماماً.

عادل عبد المهدي الذي عجز عن تمرير كابينة كاملة، والتي مررها عليها ألف علامة إستفهام، سوف يبقى عاجزاً عن مواجهة التحديات الكبيرة التي تقف أمامه كالثور الهائج، لاترحم التردد ولا المساومات ولا أنصاف الحلول ولا التأجيل في مشهد سياسي وإجتماعي وإقتصادي غارق من قمة الرأس حتى أخمص القدمين بالفساد والتفكك والديون وعطل بوصلة المستقبل.

عادل عبد المهدي الذي أكن له كل الإحترام والتقدير وقع في محظور مافيا السياسة والفساد، ربما ليس مشاركاً، وإنما متصدياً ضعيفاً لآفتين ثبت بالدليل القاطع عجزه عن مواجهتهما منذ الخطوة الأولى لمسيرته المكللة بالتردد.

عادل عبد المهدي أضاع وإلى الأبد فرصتي إستخدام ورقة الإستقالة والدعم الشعبي الذي بنى ” بعض” أمل في الخروج من الأزمة على يديه، لكنّه للأسف الشديد خيّب الظنون كما فعل العبادي من قبله.

والأنكى من كل ذلك، إنه سمح لنفسه أن يكون القاطرة المشبوهة التي نقلت وتنقل كل هذا الخراب في هذه البلاد، سمح لنفسه أن يسّهل للآخرين لعبة اجترار الأزمات والاعتياش عليها وملء الجيوب التي لم تمتلئ بعد.

أقرأ أيضا