صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

اعتراف عربي وتهميش عراقي للكفاءات

تمت تسمية الدكتور قاسم حسين رئيساً فخرياً وتكليفه بالقاء كلمة افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الأول للهيئة العليا للعلماء العرب الذي عقد في القاهرة مؤخراً، وفي اختتام المؤتمر تم منحه درعي الاكاديمية العربية للعلماء والمفكرين العرب والهيئة العامة، وفي مبادرة منه اهدى الدكتور قاسم الدرعين الى لعلماء والمفكرين العراقيين المحبين للعراق واهله..

هل هي الحالة الاولى التي يتم فيها تكريم كفاءات عراقية ومبدعين على طراز عال من الانجازات الفكرية والعلمية؟

جولة غير سياحية، تكشف لنا حجم الوجود والتأثير الكبير للكفاءات العراقية في المحافل العربية والدولية، سواء من خلال التكريم أو مساهمتهم الفاعلة في المنجزات الحضارية في البلدان التي يعيشون فيها، كما في الراحلة الرائدة المعمارية زها حديد التي ماتت في بلاد الغربة، تلك البلاد التي استفادت من عصارة ابداعها المعماري البالغ الروعة، فيما لم تجد لها مكاناً تحت الشمس في بلادها المشمسة.

سميّ العراق بلداً طارداً للكفاءات في الوقت الذي هو بامس الحاجة اليها لاعادة بناء الانسان و البلاد التي أغرقتها الحروب والحصارات، ومن باب رفع العتب فان الحكومات المتتالية منذ 2003 دعت الكفاءات للعودة الى احضان الوطن.

ولكن اين وكيف في مواجهة الجهلة والجهاز البيروقراطي الذي يطلب من العائد للوطن بطاقة سكن وجواز محتوم فيه وقت مغادرته البلاد.

كفاءة عائدة، لا اهمية لذكر اسمها لأننا نتحدث عن ظاهرة، قالت في تحقيق صحفي، إنها ندمت لاستعجالها بقطع علاقتها مع الجهة التي كانت تعمل معها خارج الوطن، وأضافت “لقد جئت وكلي أمل أن أجــد لي حضناً دافئاً يعوضني سنين الغربة التي عشتها مضطرة نتيجة سياسات النظام السابق التي كانت تضطهد الكفاءات العراقية ولا تترك لهم فرصة المساهمة في بناء الوطن “وأكدت” قد فوجئت بهذه الاجراءات الروتينية والوعود الكثيرة التي حصلنا عليها (من دون قبض) ولذلك أستطيع اليوم أن أقول: إني فعلا نادمة على عودتي الى العراق”.

هذا غيث من فيض وامثلة لاحصر لها والصحيح حتى الآن ان لها أول وليس لها آخر. والانكى من كل ذلك، أن الهجرة متواصلة لكفاءات أخرى في داخل البلاد بطولها وعرضها من أطباء ومهندسين ومفكرين وصنّاع حياة وحضارة.

والاشد حزنا ان أي من البرامج الحكومية، على مر حكوماتنا الجليلة، لاتوجد فيها فقرات خاصة لمعالجة هذه المشكلة الحقيقية، وفي احسن الاحوال يجري التعامل معها كما لو انها مشكلة سطحية لاتستحق التوقف عندها بكل جدّية.

القراءة الواقعية لحال الكفاءات في الداخل على الاقل ” والتعليمات ” البيروقراطية الروتينية لعودة من هم في الخارج، تقول بكل وضوح ان بلادنا بهذه الطبقة السياسية الحاكمة ستبقى بلادا طاردة للكفاءات حتى إشعار آخر.

أقرأ أيضا