يتطلع المواطن العراقي الى تغيير جذري في وضعه الإقتصادي والإجتماعي والسياسي بواسطة الإنتخابات القادمة وعن طريقها، وهذا لن يحدث إذا لم يمارس الناخب العراقي حقه وواجبه في محاسبة الفاشلين والفاسدين الذين سرقوا لقمة عيشه، وتسببوا في وفاة أبناءه وترميل نساءه، وتيتيم صغاره، وهذا يتطلب وضوح في رؤية الهدف. فأولا يقتضي العمل على التحشيد على المشاركة في الإنتخابات على أوسع نطاق لأن عدم المشاركة يعني إتيان أحزاب السلطة بأتباعها لإنتخابها مرة أخرى، والهدف الآخر كيف يمكن أن نجعل من عملية الإنتخاب عملية “عقاب” لقوى الفشل والفساد؟
تحاول بعض القوى السياسية المشتركة بالسلطة منذ 2003 ولغاية الآن، النأي بنفسها عن تهم الفساد والفشل، بل تراها تدعوا الى “محاربة الفساد” و”محاسبة الفاسدين” وكأنهم لم يكونوا جزءا من الحكومة والحكومات المحلية في المحافظات التي تئن من قلة الخدمات بسبب فساد فاسديهم، ومن الجهاز التشريعي الذي شرع قانون عفو عن الفاسدين فيما إستثنى أرباب الجنح، وكأنهم لم يكونوا يمتلكون “لجان إقتصادية” في تياراتهم وأحزابهم تساوم المقاولين على نسبتها من المقاولات الممنوحة لهم، وكأنهم لم يكونوا جزءا من التكتلات العرقية الطائفية التي إقتسمت مقدرات البلد ومؤسساته “حصصا” بينها، وكأنهم لم يعينوا الوزراء الفاسدين ولا المدراء الفاسدين كي يضمنوا إستمرار عملية الفساد التي تدر عليهم المليارات، وكأنهم لم يستولوا على بنايات الدولة وممتلكاتها وتحويلها إلى أملاك عائدة لعوائلهم، وكأنهم لم يبيعوا ممتلكات الدولة الى بعضهم بأبخس الأثمان بحجة الخصخصة والإستثمار، وكأنهم لم يجلبوا داعش الى العراق نتيجة خطابهم وسلوكهم الطائفي وفسادهم. لذلك ولأن ليس ثمة من هو قادر على محاسبة هؤلاء عما جنته أياديهم ينبغي أن تستهدف عملية التصويت “النخبة السياسية” التي كانت مسؤولة عن كل تلك المآسي، فلينظر الناخب إلى من يقف خلف هذا الحزب او التكتل أو ذاك، وفيما إذا كان مساهما في ما وصل إليه البلد، فيتجنب إنتخابه وإنتخاب أي فرد من قائمته، لأن مجرد إنتخاب أفراد من تلك القوائم سيعيدنا الى المساومات العرقية الطائفية وإلى “محاصصة جديدة” بين أركان الفساد والفشل مرة ثانية.
مرة ثانية، على الناخب معرفة من يقف خلف القوائم الإنتخابية كي يكون صوته “عقابا” لبعض الشخوص الذين ساهموا في ما وصل اليه البلد من دمار، فلا ينتخب الناخب أي فرد من أية قائمة يقف خلفها شخصا ساهم فيما وصل اليه البلد، فإنتخاب أي شخص من تلك القوائم ستعيدنا الى الخلف سنوات كما اعادتنا الإنتخابات السابقة.
اقصوا هؤلاء تبنون بلدكم، إعزلوهم ينتهي التدخل الخارجي في بلادنا، لا تنتخبوا اي من قوائمهم، تستعيدون بلدكم وحريتكم وكرامتكم، إقصوهم من حياتكم كيما يتمكنوا من أقصاءكم من ممارسة حقوقكم في العيش بأمن وسلام وكرامة.عاقبوهم بأصواتكم كي لا يعاقبوكم بفسادهم، أنتم من يقررون بقاءهم أو رحيلهم، فاعزلوهم.