صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

اقطعوا الطريق على لصوص الانتفاضة

ببساطة شديدة ووضوح أشد، قالت الجماهير أن “لا سرقة للانتفاضة”، كلّها قالت رسالتها لكل محاولات الالتفاف على الانتفاضة وركوب موجتها وان من خلف الستار.

بعد أن فشلت سياسات الشيطنة، ثم السكاكين والكواتم والاختطاف، ثم الاغتيالات في وضح النهار، تمخض فكر لصوص  البلاد عن فكرة الاحتواء والسطو على الانتفاضة من خلال التسلل الناعم اليها تحت الشعارات نفسها والحماسة نفسها معلنين بحثهم عن وطن ..وطن في قبضتهم وتحت سطوتهم.

لا ننكر أن خبثهم ومكرهم وصفاء النية لدى المحتجين قد ساعدا على نجاح جزئي لمخطط التسلل والسطو والسيطرة، خصوصا في ساحة التحرير ببغداد وفي المطعم التركي، ليتم استخدام هذه الانتفاضة لتحقيق اهداف ومصالح سياسية باتت مكشوفة دون الاعلان عنها!

وتشهد ساحات التحرير في المحافظات المنتفضة صراعاً مريراً بين لصوص الانتفاضة والنخبة الوطنية الشابة الصادقة التي تناضل من أجل أن تكون الانتفاضة سليمة الجسد لا يمسها مرض من أمراض لصوص البلاد ومن يجهدون انفسهم لركوب موجتها..!

ولم تتورع قوى الاحتواء واللصوصية من استخدام أساليب الوعيد والتهديد بالتصفية لتلك النخب الوطنية التي لاظهر لها غير الجماهير التي يزداد توافدها الى ساحات الاحتجاج مع كل نداء توجهه هذه النخب من خيمها لدعم الانتفاضة جماهيرياً.

وأعتقد انه بات من الضروري أن تعلن تلك النخب الشابة الثائرة عن نفسها وتقدم برنامجها الواضح والمفهوم للجماهير التي تقف خلفها وللمشهد السياسي في البلاد على تنوعات مواقفه من الانتفاضة، بين مؤيد ومعارض بصمت ومتردد، الاعلان عن القيادة الحقيقية وليس اللصوصية، واعلان البرنامج الواضح، سيدفع بالمترددين من الشخصيات السياسية والاجتماعية الى اعلان موقف الانحياز الواضح والدفاع عن طروحات الانتفاضة، وهو موقف سيجر الى ساحات الاحتجاج المزيد من الجماهير الصامتة والمترددة والمنتظرة لما ستؤل اليه الاوضاع.

سياسة اجتماعات الخيم والشعارات لوحدها لم تعد كافية لانتقال الانتفاضة خطوة اخرى الى الامام، وسيستمر نزيف الدم للنشطاء ومسلسل الاختطافات والاغتيالات.

أثبتت قيادة الانتفاضة حتى الآن قدرتها على التحشيد الجماهيري رغم كل اشكال القمع والتضليل والتسقيط والمساومات ومحاولات السطو عليها بالشعارات نفسها وكذلك في السياق ذاته جرّها الى دروب المواجهات العنفية التي ستساعد اطراف معارضتها الى سهولة شيطنتها.

وعلى هذه القيادة الآن الانتقال الى مرحلة القيادة العلنية مع فلترة المطالب السياسية والمطلبية والرؤية لمستقبل البلاد والعمل على زج نفسها في وسط الصراعات السياسية متكئة على زخمها الجماهيري والتأييد السياسي لها من قوى مؤثرة في المشهد السياسي الرسمي واستخدام اوراقها الرابحة بدعم المجتمع الدولي لها ولطروحاتها المنطقية التي تقود الى الاصلاح الشامل بعملية سياسية جديدة تنفض ان اكتافها اتربة وادران العملية السياسية الفاشلة طوال ستة عشر عاماً مضى.

أقرأ أيضا