لا أدري من أي بحر للعلوم اغترف ممثل العراق في الأمم المتحدة محمد حسين بحر العلوم، علومه ليقدمها وجبة مشوهة ازكمت انوف المجتمع الدولي في مجلس الامن، لم تكن الا وجبة باهتة لاملح فيها غير ملح الاكاذيب التي اتخم فيها خطابه الفضائحي أمام اناس وشخصيات يعرفون الحقيقة كاملة بالصورة والصوت، فكلهم يراقبون العالم عبر اقمارهم الاصطناعية المنتشرة في سماء الله ومن بينها سماؤنا المزدحمة باقمار الاصدقاء والاعداء معاً.
أقمار تراقب عن كثب وبحيادية تكنولوجية صورة ومشهد المذابح التي ترتكبها سلطة وحكومة بحر الاكاذيب هذا وتنقلها كما هي لاصحاب القرار للبلدان التابعة لها.
محمد بحر الاكاذيب هذا، قدم تقريره ببرودة اعصاب مذهلة لاتعبر الا عن هبوط حاد في ضغط مشاعره واحاسيسه تجاه الدماء العراقية التي سالت وتسيل على أرصفة وشوارع وازقة وسجون المحافظات المنتفضة .
بدا كما لو انه يتلو تقريرا عن بلاد بعيدة ومنسية ومجهولة الاسم واللقب والاصل والفصل والتفاصيل، وقدم استعراضا بهلوانيا لمنجزات حكومة القتل بالرصاص الحي والقنابل الصربية او الارجنتينية لافرق فالنتيجة واحدة.
قدمها كمنجزات حضارية على خارطة الأكاذيب التي اصطنعها بغباء الجاهل وليس السياسي الاحترافي أو ممثلاً عن العراق وليس عن الحكومة التي بصمت له بالعشرة على سياقات الاكاذيب التي افتقدت الى عنصر المعلومة الصحيحة والاعتراف بالازمة الحقيقية في البلاد والطلب من المجتمع الدولي ان يقدم مساعداته الضرورية لانقاذ البلاد.
من هذا المنطق كان بامكانه ان يقنع اعضاء مجلس الامن، الذين يعرفون، البير منو حفره والنغل منو بزره، في المشهد العراقي،و بما يجري في البلاد وما يحدث للعباد ..
كل كذّابي العالم على مختلف مستوياتهم اعترفوا ويعترفون بان مايجري في العراق هو انتفاضة وليس حراكا مفاجئاً لمجموعة من المندسين والمخربين، الا بحر الاكاذيب هذا ومن يقف خلفه ووراءه وفوقه من امثال عبد الكريم خلف الذي توارى خلف تويتر مجهول مهزوماً من صداع الرأس الذي سببه له جيش الثورة الالكتروني الذي كشف الغطاء غنه فبانت عورته ربما الا من ورقة التوت ربما.
هذه الطبقة السياسية الرثة التي انتجت هذا التصاهر بين الكذب والخديعة والتدليس ووجوه القناع لاتتردد في تسويق الاكاذيب للمجتمع الدولي، المجتمع الذي ينظر الى هذه الطبقة نظرة دونية لانها قدمت نفسها على طبق الفضائح بالسرقة واللصوصوية والقتل في آخر مطافها ومآلاتها.
ليس لنا ان نتفاجأ مما حدث في اجتماع مجلس الامن، ذلك ان الطبقة السياسية التي انتجت لنا كل هذه الوجوه والشخصيات الرثة والعديمة الضمير بقتل الشعب، لايعيبها ابدا ان تسوّق الاكاذيب لمجتمع ادرى منها ببواطن الامور، فتدفن هذه الطبقة راسها في التراب كالنعامة التي تتصور ان عدوها لايراها.. فأي بلادة سياسية هذه؟
ليس لنا أن نفاجأ من أي سلوك سيء من طبقة تنتج لنا دائما شخصيات يسخر منها الشعب والمنتفضون خصوصاً، ذلك انهم في واد وعصر الانتفاضة المباركة في واد آخر، ليس لنا ان نتفاجأ من بحر الاكاذيب هذا ولا من كونفشيوس العصر ولا من منطق ماننطيها ولاحتى من المستقيل او المقال الذي اكتشف بعد غفوة،ان الثوار يستخدمون المنجنيقات لدك جيوش طروادة.