كثيرة هي النقاط المهمة التي وردت في مقابلة الزميل حسام الحاج مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأبرز من وجهة نظري هو إفصاح زعيم التيار الصدري وهذه المرة بشكل أوضح عن مسؤوليته باختيار حكومة 2018 لكن بالمقابل حديثه عن طريقة مختلفة (عن طريقة اختيار عبد المهدي) جاءت بالرئيس المكلف الجديد، قال الصدر انه لم يأت بمحمد توفيق علاوي، لكنه يدعمه كونه “خياراً وسطيا” بين المتظاهرين والكتل السياسية، وكلامه هنا بخصوص الحكومتين يشير الى انه ليس هناك اتفاق جديد بين “سائرون” و”الفتح” (كما جرى الحديث بالإعلام).
زعيم تحالف “سائرون” أكد مرة أخرى أن تحالف الإصلاح الذي تشكل بعد الانتخابات الماضية انتهى، وما يفهم من طريقة تناوله لهذا المفصل أن ما جمعه أو يجمعه بكل من الحكيم والعبادي لا يعد تحالفا –بالمعنى المعروف للتحالف- إذ شدد بأنه لا ينسجم مع “السياسات الخاصة” للحكيم (ورفض الافصاح عنها خوفا من زعل الحكيم)، كما لم يتردد بإعلان رفضه “طموحات العبادي” الصدر هنا نسف الحديث المطول الذي استمر لأربع سنوات تقريبا، عن وجود “جبهة” تضم الثلاثة معا، وأوضح ضمنا أن مايتم بينهم لا يتعدى التنسيق في بعض من المواقف لا أكثر.
اللافت أن هذه المرة الأولى التي يقدم الصدر نفسه فيها بأنه اللاعب الأول وهذا ممكن أن نستشفه من:
-قوله “الثوار ابنائي”، وحديثه بشكل واضح كونه متمكنا من السيطرة على طبيعة الحراك في الشارع.
-وهو يستعرض عدم قناعته بمبرر البقاء الأميركي عن عودة “داعش” تعهد بأن تياره سيتصدى وأنه قادر على جلب الدعم الجوي الدولي دون الحاجة للأميركيين
-الاعتداد بكونه الحاسم الوحيد لأزمة اختيار رئيس الوزراء.
-الإعلان بكونه قادرا في الوقت نفسه على مواجهة “مفخخات المتشددين السنة” و”داعش” وإجبار الأمريكان على الخروج والحد من تدخلات دول الجوار.
الجديد أيضا في تصريحات الصدر هو اللغة الحادة التي تحدث بها تجاه الإقليم:
-تكراره الرفض لـ”إصرار” بارزاني على المحاصصة.
-اعتراضه على علاقة الإقليم مع واشنطن.
-وصفه البيشمركة ب”المليشيا” ودور هذه القوة باضعاف الدولة.
-تشجيعه التظاهرات الأخيرة في الإقليم لرفض الفساد.
إجمالا وبتقديري أن كلام الصدر حول اختيار علاوي يفسَر بانه غير ضامن لأمرين الأول : تمرير الكابينة في الجلسة المرتقبة، والثاني: نجاح الحكومة الجديدة بالمسؤولية الملقاة عليها في هذه الفترة الحساسة.
أما كلامه “الخشن” بخصوص الحكيم والعبادي فهو مرتبط ربما بتسوية جرى كثيرا الحديث عنها بين الصدر وإيران وافرزت على مايبدو نمطا آخرا من العلاقة.
في حين يتضح من اللغة الجديدة تجاه الاقليم بأن الصدر الآن أصبح مقتنعا بكونه حسم التنافس السياسي الشيعي لصالحه وبالتالي صار مطالبا بشكل أو بآخر بالإفصاح عمّا يعتقد به فيما يخص شكل العلاقة مع الإقليم وتحديدا الطرف الأقوى فيه (بارزاني).