صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الحمايات والمسؤول الـ”مستكلب”!

يقول العراقي حين ييأس تماماً من قضية “غسلت أيدي بالصابون” دلالة على أن لا رجاء من هذه القضية ولافائدة..!!

وهذا العراقي اليوم غسل اليد نفسها بأنواع مختلفة من الصابون والمنظفات من الطبقة السياسية التي لوعته وأرته نجوم الضحى كما يقال “للشديد القوي” من الأمور، وهي حقيقة لا تحتاج الى كثير جدال!

لكن المشكلة التي تحتاج الى علاجات نفسية، هي أن حمايات هؤلاء المسؤولين وهذه الطبقة المتخمة بالفساد وانعدام روح المسؤولية والإنسانية معاً، يتخلقون بأخلاق مسؤوليهم في النظرة الدونية الى المواطن وتحديدا الفقراء منهم!

سقت هذه المقدمة الضرورية والمزعجة، بعد أن شاهدت فيديو نشر على مواقع التواصل الإجتماعي، يفطر القلب ويثير الشجون ويعمق كراهيتنا للمسؤولين، رغم أني لست من دعاة الكراهية!

باختصار هذا هو مشهد الفيديو شاب فقير يمتهن مسح زجاج السيارات اثناء توقفها ليحصل على ما “تجود” به يد السائق أو من معه، هذا الشاب العراقي الفقير، قاده حظه العاثر الى سيارة دفع رباعي، وما أكثرها، ليمسح زجاجها الأمامي، ممنياً نفسه برزق حلال و”وفير” من جماعات الدفع الرباعي، لكن النتائج جاءت عكسية وكارثية، فقد كانت السيارة لمسؤول حكومي مختف خلف زجاج السيارة المظلل، وخلفه سيارة مشابهة في اللون والأخلاق وانعدام الضمير، ذلك عن حمايات هذا المسؤول، الفقراء حتما، نزلوا من السيارتين، يسبقهم عسكري كان في السيطرة أو ماشابهها، لينهالوا على الشاب العراقي الفقير المسكين، ضربا بالأرجل والأيادي وسحلوه كما لو كان إرهابيا أراد ان يفجر نفسه على حضرة المسؤول العزيز وتركوه شبه جثة على قارعة الرصيف يندب حظه العاثر!

ونهاية الحكاية إن مواطناً عراقياً وقف بسيارته الفقيرة ونقل الشاب المغضوب عليه الى المستشفى بكل تأكيد، ذلك أن نوعية الضرب وكميته ربما كانت ستنقل الشاب العراقي الفقير الى العليين وربما إنتقل أو أصيب بعاهة مستديمة!!

السؤال سنوجهه، ليس الى المسؤول “المستكلب” عن سابق رصد وتصميم، وإنما الى حماياته التي جرّبت كل فنون القتال على جسد الشاب النحيل، دون وازع من ضمير أو إحساس إنساني، تكالبوا عليه بطريقة غريبة تنم عن حقد دفين على مواطن أعزل لا يعرفونه ولم تبدُ من حركاته أية مظاهر عدوانية أو محاولة إيذاء أو حركة عنفية تستحق كل هذا الاستنفار والقسوة غير المبررة، والأنكى ان الشاب كان وحيدا وهم أربعة من غلاظ القلوب والرحمة!

حقيقة.. كلّي حسرة وألم أني لا أستطيع اللقاء بهؤلاء الحماية لأسألهم فقط عن “الجرم” الذي ارتكبه هذا الشاب “المكرود”على أمره ، وأن أعرف انحداراتهم الاجتماعية، رغم أني متأكد وعلى يقين إنهم من شريحة الفقراء والمعدمين، ولو لم يكن هذا المسؤول قريباً لهم ، لكانوا من باعة “الكلينكس” أو “مساحي زجاج” والأغلب من العاطلين عن العمل!

سلوك الحمايات يحتاج الى تفسير سايكولوجي عميق، ليس لهذا المسؤول المستكلب، وإنما للبقية منهم الذين وصل حد ردود أفعالهم المبالغ فيه الى القتل كما في أكثر من حادثة وموقع..!!

حسرتي الثانية أن لامنظمة لحقوق الانسان ستتوقف عند هذه الفضائح ولا مفوضية حقوق الإنسان في البلاد ولا السيد العبادي، إن أطلعوه على هذا المقال، أو إطلع عليه عن طريق الصدفة ، فالرجل ، ساعده الله ، مشغول بترتيب ائتلاف “النصر” وما يحاك له من دسائس وأفخاخ، وليذهب هذا المواطن وحقوقه المهدورة الى قاع الجحيم!

أتمنى أن من لديه وقائع مشابهة، أن يسارع الى نشرها عسى أن نجد من يسمع، ولو قيل سابقا، لقد أسمعت لو ناديت حيا، ولكن ولا حياة لمن تنادي”!!

أقرأ أيضا