‏الخرافات الحديثة!

لم أفاجأ بمعلومة أن بعض السياسيين العراقيين يُشغل بمتابعة ما تقوله المنجمة ليلى عبد اللطيف، وقناعتهم بهذا الوهم الذي تبيعه لقاء آلاف الدولارات، لا أدري إذا كانت المعلومات التي تقولها من مصادر مخابراتية، أم هي أدركت اللعبة واستخراج توقعات من متابعتها للأحداث، لكنها في جميع الأحوال استطاعت أن تضحك على الملايين من المتابعين العرب وبينهم سياسيون وأكاديميون و. تلك هي المهزلة!

أعرف أن التاريخ العربي والعقائد العربية موغلة بالخرافة، كذلك الحال لدى غالبية الأمم والشعوب، لكن ال 500 سنة الأخيرة من عمر البشرية على الكوكب الأرضي وثورات العلم وكشوفات المعرفة واكتشافات الفضاء وتطور وعي الإنسان ومداركه، انتهت قصص الخرافة والوهم، وصار المنطق العقلي يُخضع أية ظاهرة أو معلومة للتحليل ومختبرات المعرفة العقلية والعلمية، وكل ما هو خارج العلم يرمى في صندوق قمامة التاريخ!

بعض الدراسات الأنثربولوجية تذهب إلى تصور الإيمان بالخرافة تمثيلا لدور الحنين الذي تعيشه بعض القطاعات البشرية في حنينها إلى طفولتها، أو إلى الماضي “نوستالجيا “، لكن من يستغرق وقتا طويلا في المكوث بالماضي يجد نفسه خارج الزمن، وإذا عاد فهو يبحث عن ما تقوله ليلى عبد اللطيف وبقية المنجمين أو قراءة الأبراج لاكتشاف ما يخبئ له اليوم من أحداث ومصادفات سعيدة أو حزينة.

السخرية من العقل لعبة يجيدها الشعب العراقي، وخصوصا في قطاع السياسة؛ لأنها بالفعل أصبحت نتاج الخرافة وسخرية القدر!؟

أقرأ أيضا