صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الدولة العراقية الحالية

من المؤكد عدم بقاء الامور على ما هي عليه الان، إذ لابد من تشكيل الحكومة والخروج من عنق الزجاجة، الا أن بعض المحطات المهمة التي تمتاز بها هذه المرحلة، لابد من أخذها بنظر الاعتبار، وهي تشكل صورة الدولة ومن يشاهد تلك الصورة يشاهد واقع الدولة راهنا ويمكنه التنبؤ بواقعها مستقبلا.

1-      المحاور:

أولا- في الجانب الشيعي:

ثمة محاور تبرز في الساحة السياسية الشيعية وغيرها، ففي الجانب الشيعي يمكن تحديد ملامح عدد من المحاور تختلف وتجتمع وتلتقي حسب الرؤى والمنطق السياسي.

وتبرز ملامح الفواصل وحدود كل محور في التفاصيل وخصوصا في تفصيل الكتلة الأكبر، وفي اختيار رئيس الوزراء، ويمكن وفق هذا تحديد المحاور بمايلي:

 

ا-  محور البناء (القانون+ الفتح + عطاء+ كفاءات+ ارادة).

ب- محور الاصلاح لوحدها (الحكمة+ الوطنية+ الجبهة العربية+ البيارق).

ج- محور الاصلاح وسائرون (ب+ سائرون).

د- محور القانون والنصر.

هـ- محور الفتح و سائرون.

ثانيا- في الجانب الكردي:

وفي الجانب الكردي تجلت الروية بوضوح من خلال اختيارمرشح رئيس الجمهورية بان ثمة خلافات عميقة بين الديمقراطي والاتحاد، ويكاد ان يكون الخلاف بينهما عميقا في الروى وفي المساحات التي يريد كل طرف منهم ان يحتلها، وفي طبيعة علاقته بالمركز والتعامل مع الدولة ومع المكون الكردي وباقي الاحزاب الكردية والمحيط الاقليمي وخلاصة الخلافات الكردية : ان مسعود يريد ان يلغي تاثير ووجود الكرد من كل الخريطة السياسية في العراق على مستوى الاتحاد والاقليم ويبقي السليمانية مجرد موظفين تابعين لولايته وهذا ماتشي به بياناته وتوجهاته الانفصالية والاستيلائية، وان بيانه لمن يدقق فيه كان واضحا بالقول “انه ومنذ مام جلال رحمه الله كان تعيين رئيس الجمهورية بامره وموافقته, واليوم بنفس الارداة البارزانية  يتم عزلهم وتعيين مرشح من الديمقراطي – بتصرف”.

اما باقي الاحزاب الكردية كوران، والجماعة الاسلامية فهي تقف على حافة الاحداث بين ان تكون او لاتكون في دائرة الصراع القوى الشديد الذي يقترب من اعلان الحرب الباردة بين المحاور الكردية الأساسية، والتي يبرز فيها مسعود لاكتساح الكرد والعرب معا ومصادرة الدولة وفرض ولايته عليها ربما بتدبير امريكي .

ثالثا- في الجانب السني:

التشظي واضح بين مجموعة الجيل الشبابي الذي يقوده الحلبوسي، والجبوري، وابو ريشة وغيرهم، والاجيال التي سرحتها الاحداث وتجاوزها الزمن من آل النجيفي والكرابلة وآل المطلك وغيرهم.

 

2-    العناق قبل الفراق

تدل وتؤشر الاحداث ان كل الكتل التي تتحالف الان وتتعانق تعانق النقاء والفراق، ففي وقت لاحق ستكسر عظام بعضها البعض الاخر، ولايوجد بين ايا منها ادنى اتفاق واقل قواسم مشتركة.

هذا هو حال السنة والشيعة والكرد وان كانت الدرجات متفاوتة بين قائمة واخرى وحزب واخر, فاينما تضع يدك على اي حزبين ومن اي مكون لاتجد بينهما ثوابت يمكن ان تجعل ثمة احزاب تشكل بتوافقها قاعدة سياسية ساندة للعملية السياسية الا توافق الفتح وسائرون الذي يريد ان يجتمع لينتج رئيس الوزراء ويتوافق على ما يليه من ادارة الدولة الا ان ثمةعقبات قادمة لايمكن التنبوء بها الان , وعليه كل الاحزاب المتعانقة الان لايدوم عنقاها الا بعمر المرحلة والهدف الذي التقت لاجله وهو عناق يمهد لفراق لاحق.

3-    النتيجة ومصير الدولة .

مع تلك الحقيقة التي تختفي فيها جدران الدولة وحدودها، وتتوزع الدولة على محاور متعددة واحزاب مختلفة ومصالح متباينة وشد يصل حد الفرض والرفض وولادات عسيرة.

وفق كل تلك الوقائع  لايمكن ان تستمر الحكومة القادمة ولايمكن ان تقدم شيا، خصوصا ان ثمة عوامل خارجية وتقاطع اقليمي ودولي يتجه الى تعميق الهوة بسبب تجاذب الارادات حول العراق.

واكاد اقول ان دخان الحرائق يلوح في سماء العراق .

 

واول الحرائق هي : ان مسعود برزاني ادرك ان العراق في ظل هذا الصراع الخفي العلني واختفاء اي مضادات وموانع وحدوية لاي مشروع يمزق الدولة العراقية , وبعد ان علم بنتائجه – وفق التقرير الامريكي الذي قدمته له موسسة الدراسات الشرق اوسطية – وجد نفسه معلنا من جديد في ظل تلك الثغرات عن مشروعه في الهيمنة على كل  العراق ليكون مسعود عبر فواد حسين الحاكم الفعلي الى العراق فضلا عن سعيه الحثيث لفصل حصته الكردية ومن الان وهو يسعى الى كلا الحسنيين.

أقرأ أيضا