صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

السعودية شرطي الخليج الجديد

بعد أشهر من سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الاشتراكي وبعد عامين على انتهاء الحرب العراقية الإيرانية, دفع الغرب العراق عام 1990 لاحتلال الكويت, لم يكن الأمر اعتباطا بل كان سيناريو مسرحية جديدة لتبديل الأدوار في المنطقة لاستمرار السيطرة على مصادر الطاقة وتسويق التكنولوجيا الفتاكة التي أصبحت بحاجة إلى حروب تتناسب مع ضراوتها مع عدم ترك النار بيد متهور خرج عن طاعة أسياده.                                                                 

وبعد حصار قاس فرضته أمريكا على العراق دام لعقد ونيف من الزمن كانت نتائجه المرسومة سلفا قد أتت أكلها وأدت إلى سقوط العراق بسهولة بيد الأمريكان وتحالفهم العسكري وأوصلته بعد عقد ونصف من الزمن إلى الهاوية ليكون بلدا مقسما محطما منهارا اقتصاديا يعاني من التفكك والصراعات الطائفية في ظل أسوأ وأفسد قيادات عرفها التاريخ تسيرها أجندات دول الجوار الإيراني والتركي والسعودي حتى أصبح البلد يبابا.

تزامنت تلك الأحداث مع تسونامي شعبي عنيف ضرب باقي الدول العربية وقفت وراءه أمريكا أيضا وأسمته بالربيع العربي للإطاحة بدكتاتوريات عربية لم تكن تتوقع أنها ستسقط يوما ما كمبارك في مصر وبن علي في تونس و القذافي في ليبيا, ربيع تحول في واقعه إلى شتاء قارص معتم ألقى بعتمته على كل أمال العرب بالعيش بسلام, أعقبته بصناعة داعش لتفكيك ما تبقى من دول المنطقة في الوقت الذي حرصت فيه على ان لا تطال تلك الأحداث دول الخليج ولا تعكر صفوها مثلما تحولت دولا أخرى إلى حلبات للصراع الداخلي لتصبح دويلات صغيرة متصارعة على السلطة بسلاح العنف الديني والطائفي, بعد أن كانت دولا قوية مؤثرة.

                                      

اليوم أصبح الوضع أكثر خطورة بوصول الأمير محمد بن سلمان إلى سدة الحكم  ووقوفه على بعد خطوات من تولي عرش السعودية ليكون الشرطي القوي و الحارس الأمين لحماية مصالح الامريكان في المنطقة من جهة والوقوف بوجه المخطط الإيراني التوسعي الذي يهدد أمن إسرائيل من جهة أخرى, ولا يستبعد أن يجر الأمير الشاب المنطقة برمتها إلى حرب لا يحمد عقباها بعد تهديداته الصريحة لإيران في ظل الإسناد الدولي والدعم الأمريكي الذي رسخه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد زيارته التاريخية الأخيرة للسعودية خصوصا وأن محمد بن سلمان قد اثبت لأمريكا بأنه على قدر المسؤولية و الدور وبكل عنفوان في أول خطوة  (حَجّاجيةٍ) خطاها بعزل الرؤوس اليانعة التي حان قطافها وكانت أولها رؤوس المقربين لعرشه من أبناء العمومة والموالين لحكم أل سعود لكنها المرة الأولى التي ليست من باب الأقربون أولى بالمعروف؟!!                                         

أقرأ أيضا