حتى ترفع أمريكا “العظيمة” إسم السودان من قائمة الإرهاب، ينبغي على السودان أن يدفع ثلثمائة وأربعة وخمسين مليون دولاراً تعويضا عن “شهداء” الولايات المتحدة الأمريكية في السودان بسبب عمليات إرهابية.
السؤال .. من طلب منكم المجيء إلى السودان أيها الأمريكيون .. من كلفكم بحماية السودان، ورعايته أو كما يقول العراقيون “منو دز ألكم خط مصخم” .. السودانيون شعب عظيم وطيب، شعب يعيش بصعوبة، ويتحمل مشاكل وهموم ذاته .. يعيش على الزراعة والمحبة على ضفاف النيل الأزرق.. فأنتم أيها الأمريكيون، أنتم الإرهابيون وحماة الإرهاب بإمتياز في التاريخ والمعاصرة، ويجب على شعوب وبلدان العالم إدراج إسم أمريكا في قائمة البلدان الداعمة للأرهاب وشمولها بالحصار ومحاكمتكم بمحكمة جرائم الحرب في لاهاي .. “التي رفضتم التوقيع على قرار تأسيسها من قبل الأمم المتحدة!”.
أهل السودان يموتون من الجوع. بسبب الحصار الذي فرضتموه عليهم بإدعاء رعايتهم للأرهاب، حيث إستشهد منكم في تلك العمليات الإرهابية “كما تدعون” ثلثمائة أربعة وخمسون أمريكيا، تريد الإدارة الأمريكية أن تدفع لكل عائلة شهيد مليون دولار .. طبعا وبالتأكيد سوف يذهب المبلغ لمشاريع رئيس امريكا الإرهابي المدعو “دونالد ترامب”.
من أين يأتي السودانيون بالمبلغ والخزينة السودانية خاوية؟! لكن المبلغ قد دفع خلال يومين ولم يبق سوى إجراءات التحويل المصرفية وإحتساب عمولات التحويل. وظهر الناطق الرسمي للحكومة السودانية، ليقول للشعب “لقد جمعنا المال من السوق السوداء السودانية”، وعندما ضجت وسائل الإعلام بسبب هذا التصريح الغريب، أن تجمع الدولة المال من السوق السوداء، إعتذروا .. وصححوا التصريح وقالوا “عندنا سبائك ذهبية بعناها ودفعنا المبلغ لأمريكا” والحقيقة هي لا هذا ولا ذاك .. لقد دفعت أحدى بلدان الخليج المبلغ للسودان مقابل التطبيع مع إسرائيل ..!
حصل في العراق شيء مماثل، حين لم تتمكن الدولة من دفع رواتب المتقاعدين والموظفين لشهر سبتمبر\ أيلول 2020، لأن الحكومة الحالية تسلمت الخزينة من الحكومة التي قبلها خاوية .. ولكن بعد يومين من هذا التصريح تم دفع الرواتب!.
في السودان تم دفع ثلثمائة وأربعة وخمسين مليون دولار بمعدل مليون عن كل شهيد .. كم يا ترى سيدفع العراق “الثري والمثقل بالديون” مقابل ثمانية آلآف ومائتي “شهيد” أمريكي لتحرير العراق، ناهيك عن الآليات المحترقة وأجور حاملة الطائرات الراسية في الخليج “العربي” وأجور وقود الآليات الآتية من القواعد الأمريكية في الخليج نحو العاصمة العراقية .. وكذا وقود طائرات الأباشي والأف ستة عشر؟!.
عندما كان الأمريكيون في السودان .. كان أحد الجنود يسكر في حانة سودانية ولعبت الخمرة في رأسه وهو يغادر الحانة. وكان ثمة حارس يحرس حانة الخمر كما في كل الخمارات .. وقف الجندي أمام الحارس وقال له بالإنكليزية “أريد إمرأة سودانية أقضي معها ليلتي عندي في البيت ” فأجابه الحارس (GO HOME) فما كان من الجندي الأمريكي أن وجه للحارس لكمة أسقطته أرضا .. وكلما حاول الحارس أن يمد يده لكي يسحب المسدس ويلقن الجندي درسا ويرد الإعتبار لذاته ولسودانيته، كان الجندي يدوس على رأسه بالبصطال أو يرفسه في وجهه حتى تركه مغمى عليه وغادر الجندي المكان ونقل الحارس إلى المستشفى .. وحين إستيقظ الحارس من التخدير، سألوه أنت السوداني الشهم والقبضاي المعروف بشجاعته في السودان، كيف حصل معك هذا .. قال لهم .. لقد أخطأت. فما كان علي أن أقول له (GO HOME) حين طلب مني إمرأة سودانية..
كان علي أنا أن أوجه له اللكمة وأسقطه أرضا، وكلما يحاول النهوض أدوس على رأسه بالبصطال، وأرفسه في وجهه حتى يغمى عليه ..!
سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا