صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

العراق بعد الانسحاب الامريكي من سوريا

ونحن على أعتاب المرحلة الثانية من ترتيبات اطراف الصراع الدولي والاقليمي في المنطقة وسباق اطراف هذا الصراع لتعجيل رسم خارطة الاصطفافات وفرز الخنادق وكسب الولاءات، باتت هذه الأيام في ذروتها وتجري على قدم وساق.

لا شك إن المنطقة على أعتاب نهاية المرحلة الثانية من إستعدادات اللاعبين الرئسيين لخوض الصراع الدولي الحقيقي الذي يخمن هنري كيسنجر توقيته منتصف القرن الحالي، والذي يحتاج فيه الى إصطدام قوتين عظمى ذوات عقيدة وهذا الوصف لاينطبق في المستقبل إلا على الولايات المتحدة ومعسكرها من جهة والصين ومن سيطف في معسكرها من جهة اخرى، فالصراعات الكبرى عادة ما تجري بين عقائد قوية مسنودة بدول قوية فالصراع الحقيقي في نهاية الامر ليس سوى تنازع إرادات، وبالتالي كل ما يحدث هذه الايام وما حدث، بعيدا عن صخب وضجيج اللاعبين الثانويين (الكومبارس)، وضجيج المقاتلين المحليين (بالنيابة)، ليس الا إنخراط سواء كان بوعي أو غير وعي في خضم ترتيبات على منضدة الرمل إستعدادا للأصطدام المؤجل الاكبر والذي يفيد تاريخ العلاقات والصراعات الدولية عادة ما ينجم عنه تغيير كبير في نمط تراتبية واعادة توزيع القوة العالمية، فكل حرب عالمية يولد معها عالم ونظام قطبية خاص بها، هكذا القطبية التعددية بعد الحرب العالمية الاولى، ثم القطبية الثنائية بعد الحرب العالمية الثانية (العقيدة الرأسمالية بقيادة الغرب واميركا مقابل العقيدة الشيوعية بقيادة النظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي)، وبعد الحرب العالمية الثالثة (الحرب الباردة) تفكك الاتحاد السوفيتي وخضوع العالم باسره للقطبية الاحادية الصلبة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.

لكن بعيدا عن التجذيف بمشاهد المستقبل وتوقعاته، ماذا يجري الآن في ساحتنا ؟، وماهي إحداثيات العراق ومصيره في المستقبل المنظور والقريب ؟، في ظل تسارع وتيرة الاصطفافات الدولية والاقليمية والمحلية والتي من الواضح اصبح العراق قلب هذه المعادلات وكفتها التي سترجح سباق هذا الطرف الدولي او الأقليمي او ذاك…

أقرأ أيضا